الوطن

لبنان الشعبيّ يهبُّ متضامناً مع فلسطين و«طوفان الأقصى» ومندّداً بجرائم العدوّ في غزّة قاسم: حزب الله يعرف واجباته جيّداً ومتى يحين وقت أيّ عمل سيقومُ به

هبّ لبنان الشعبيّ أمس، في العاصمة وكلّ المحافظات، متضامناً مع فلسطين ومستنكراً مجازر العدوّ الصهيوني في غزّة، مؤكّداً تأييده المُطلق للمقاومة الفلسطينيّة ومعركة «طوفان الأقصى».
بيروت
وفي هذا السياق، أقام حزب الله وقفة تضامنية حاشدة في الضاحية الجنوبية لبيروت حضرتها فاعليّات سياسيّة واجتماعيّة وحشود شعبيّة.
وتخلّلت الوقفة كلمة لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكَّد فيها أنَّ «طوفان الأقصى» هو نتيجة طبيعيّة لإجرام العدو الصهيونيّ، مضيفاً «يسألون لماذا هذه العمليّة الضخمة التي قام بها مجاهدو المقاومة الفلسطينيّة، وينسون أنَّها ضدَّ كيانٍ ُزرِع في المنطقة بإشراف بريطانيّ أوروبيّ أميركيّ».
وأشار إلى أنَّ «الكيان الصهيونيّ ارتكب المجازر في كلّ المدن والقرى الفلسطينيّة وهجّر الفلسطينيين بالقتل والمجازر بإشراف ورعاية دوليّة على مدى 75 سنة من الإجرام المنظّم، فأتى «طوفان الأقصى» ليقول لا، لن يبقى هذا الكيان في منطقتنا وسنطرده ما دام فينا نفسٌ واحد».
وأكَّد أنَّ «عمليّة «طوفان الأقصى» ناجحة وستكون خالدة في المستقبل ومعلماً لكلّ المجاهدين والأحرار، وهي الخطوة التي تُنبئ بالتحرير الكامل لفلسطين من البحر إلى النهر ولدينا صورة المقاومة النبيلة الشريفة التي تسعى للتحرير وتتصرف بإنسانيّة، رأيناها بأم العين بعد إطلاق سراح مستوطنة وطفليها، وإن أسرَت فلتحرير أسراها، وتبتغي النصر أو الشهادة».
في مقابل ذلك، لفت قاسم إلى أنَّ هناك «صورة الكيان الصهيونيّ المجرم والجبان الذي يختفي خلف آليّاته ويستخدم أبشع أدوات القتل زاعماً أنّه يقصف مقرّات «حماس»، بينما هناك 500 طفل شهيد و250 من النساء من أصل 1500 من الشهداء»، متسائلاً «أين مقرّات «حماس» وأين القتال مع المقاتلين؟».
وعن المواقف الأميركيّة والغربيّة الداعمة للعدوّ والتوسُّل لعدم تدخل حزب الله في المعركة، قال قاسم «لا تهمّنا بوارجكم ولا تُخيفنا تصريحاتكم، وسنكون لكم بالمرصاد لتبقى المقاومة»، مشدّداً على أنّ «حزب الله يعرف واجباته جيداً ويتابع خطوات العدوّ ومتى يحين وقت أي عمل سيقوم به».
ونظّمت حركة «الأمّة» اعتصاماً تضامنيّاً مع فلسطين، وتأييداً لملحمة طوفان الأقصى ونصرةً للشعب والمقاومة الفلسطينيّة، في مسجد ومجمع «كليّة الدعوة الإسلامية» في بيروت.
وتحدث رئيس مجلس الأمناء في «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ غازي حنينة، فأكّد «أنّ تحرير فلسطين الكامل من الاحتلال الصهيونيّ ابتدأ اليوم في معركة طوفان الأقصى».
وكانت كلمة للمستشار الثقافيّ الإيرانيّ في لبنان كميل باقر، حيا فيها «نضال الشعب الفلسطينيّ المُجاهد»، مجدّداً «التزام ودعم الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة للمقاومة والمستضعفين، وتأكيد الإمام الخامنئي «أنّ فلسطين ليست لوحدها، فكلّ أحرار العالم معها»، ونهج المقاومة ودعم فلسطين هو في صلب عقيدة الشعب الإيرانيّ منذ قيام الثورة الإسلاميّة».
وأشار الأمين العام لـ»حركة الأمّة» الشيخ عبد الله جبري، إلى «أنّ الموقف الذي أعلنته إدارة الشرّ الأميركية بتقديم الدعم المفتوح للكيان الصهيونيّ هو مشاركة واضحة في المجازر التي تُرتكب يوميّاً في غزّة، غير أنّ الشعب الفلسطينيّ المُجاهد قد اتخذ قراره بالصمود والمواجهة حتى تحقيق الهدف النهائيّ من عملية طوفان الأقصى والذي بات قريباً».
وشهدت مدينة بيروت، عقب صلاة الجمعة، اعتصامات ومسيرات متضامنة مع غزّة ومندّدة بما يتعرّض له الشعب الفلسطينيّ في القطاع.
وفي منطقة البربير، انطلق المئات من المتظاهرين في مسيرة باتجاه اسكوا، رافعين الرايات الفلسطينيّة وأعلام عدد من الأحزاب اللبنانيّة، وسط هتافات مؤيّدة لغزة ومندّدة بالعدوان عليها.
البقاع
وشهدت مدن وبلدات البقاع العديد من الوقفات التضامنيّة مع فلسطين ومعركة «طوفان الأقصى» وأكّد رئيس الهيئة الشرعيّة في حزب الله، الشيخ محمد يزبك في «مقام السيّدة خولة» بمدينة بعلبك، أنّ «ما حدث يوم السبت، في السابع من تشرين الأول بعملية «طوفان الأقصى»، هو هزيمة عسكريّة واستخباريّة للكيان الصهيونيّ، وهو زلزال مدمّر تمكّن من هدم بعض البنى الرئيسيّة الحاكمة للكيان الصهيونيّ الطافح بالحقد والغيظ». ورأى أنّه «لا يمكن بسهولة إعادة بناء أساسات هذا الكيان». وقال «في الحقيقة، أميركا هي التي تشنّ الحرب على غزّة بمجازرها الوحشيّة والإباديّة وبصواريخها وقذائفها التي تجاوزت الألف، والأسلحة المحرّمة دوليّاً، فضلاً عن دعم الدول الغربيّة التي كشّرت عن أنيابها وأحقادها». ورأى أنّ «على العالمين العربيّ والإسلاميّ أن يتوحّدا في مواجهة الوحدة الأميركيّة الغربيّة الداعمة والمشاركة للكيان الصهيونيّ في مجازر الإبادة في غزّة».
وأُقيمت وقفة تضامنيّة حاشدة مع الشعب الفلسطينيّ ومقاومته البطلة وتأييداً لملحمة «طوفان الأقصى» في بلدة العين بحضور عضويّ كتلة الوفاء للمقاومة ملحم الحجيري وإيهاب حمادة وحشد كبير من الفاعليّات الاجتماعيّة والتربويّة والأهالي. ورُفعت خلال الوقفة الأعلام الفلسطينيّة واللبنانيّة ورايات المقاومة. وأكَّدت الكلمات دعم عملية «طوفان الأقصى» الذي سيجرف عاجلاً أم آجلاً الكيان الغاصب وسيقتلع الغدّة السرطانيّة.
ونظّم حزب «البعث العربيّ الاشتراكيّ» في بعلبك اعتصاماً تضامنيّاً مع فلسطين وغزّة في الساحة المسماة ساحة الأقصى في بعلبك وشارك فيها رئيس تكتّل نوّاب بعلبك الهرمل الدكتور حسين الحاج، والنائب ينال صلح، وممثّلون عن الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة والفصائل الفلسطينيّة وفاعليّات.
وألقيت كلمات أثنت «على إنجازات أبطال غزّة الذين هزموا القوّة التي لا تُقهر حسب ادّعاءات الصهاينة».
الشمال
وشهدت مناطق الشمال وقفات ومسيرات حاشدة داعمة للمقاومة الفلسطينيّة في غزّة ومندّدة بجرائم الكيان الصهيونيّ. وأُقيمت وقفة لممثلّي وسائل الإعلام في طرابلس تنديدًا بالجرائم الصهيونيّة التي استهدفت الطواقم الإعلاميّة في غزّة.
ونُظّم مهرجان حاشد، في دارة رئيس «المركز الوطنيّ في الشمال» كمال الخير في المنية تضامناً مع فلسطين. وأكّد مسؤول قطاع الشمال في حزب الله الشيخ رضا أحمد في كلمة له «أهميّة هذه اللقاءات الداعمة للشعب الفلسطينيّ ولقطاع غزّة في ظلّ العدوان الصهيونيّ والمجازر التي يتعرّض لها أبناء غزّة هاشم».
كلمة حركة «حماس» ألقاها المسؤول السياسيّ للحركة في الشمال أبو بكر الأسدّي الذي شكر الشعب اللبنانيّ على تضامنه و مساندته للشعب الفلسطينيّ ولمقاومته في معركة «طوفان الأقصى» وفي كلّ المواجهات بين الشعب الفلسطينيّ والغطرسة الصهيونيّة»، مؤكّداً أنّ «المقاومة الفلسطينيّة ستنتصر في هذه المعركة بفضل سواعد رجالها».
وألقى الخير كلمةً شدد فيها على «ضرورة وقوف كلّ الأحرار والشرفاء مع فلسطين ومقاوميها الأحرار حتى زوال الاحتلال نهائيّاً عن كامل فلسطين الحبيبة من البحر إلى النهر».
وفي الختام تم حرق العلم الصهيونيّ من قبل المشاركين في اللقاء على وقع الأناشيد الثوريّة.
كما أُحرق العلمان الأميركيّ والصهيونيّ وسط الأسواق الشعبيّة في طرابلس، خلال وقفة داعمة للمقاومة دعا إليها الأمين العام لحركة «التوحيد» الشيخ بلال شعبان وسط كلمات انتقدا الصمت العربيّ ودعت إلى فتح الحدود مع فلسطين المحتلّة أمام الطوفان الشعبيّ.
وأقيمت بدعوة من الرابطة الثقافيّة في طرابلس، وقفة تضامنيّة واستنكاريّة «للمجزرة والجريمة التي تُرتكب بحق أهلنا في غزّة وبحقّ الإعلاميين على يد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم»، في قاعة المؤتمرات في الرابطة، بحضور رئيس مكتب «الوكالة الوطنية للاعلام» في طرابلس الزميل عبد الكريم فياض ممثلاً وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري، الزميل غسان ريفي ممثلاً نقيب محرّري الصحافة اللبنانيّة جوزيف القصيفي، رئيس الرابطة الثقافية الزميل رامز الفرّي، نائب رئيس المجلس الوطنيّ للإعلام الزميل إبراهيم عوض وحشد من الإعلاميين الشماليين والفلسطينيين.
وألقى عميد الصحافيين الزميل أحمد درويش كلمة ترحيبيّة تلاه الفرّي الذي أكّد أنّ انتفاضة طوفان الأقصى تسير إلى النصر «وستبقى دماء الشهداء التي تروي ثرى أرضنا المقدّسة في فلسطين نوراً يضيء دروب المستقبل العربيّ الأفضل الآتي وناراً تحرق المتخاذلين والجبناء والمتآمرين».
من جهته، أوضح عوض أنّ «ما يعنينا في هذه الوقفة كإعلاميين لا التضامن والمؤازرة فقط بل تأكيد دور الاعلام في تحقيق النصر واستعادة الحقوق لأصحابها».
ثم كانت كلمة نقيبة العاملين في الإعلام المرئيّ والمسموع الزميلة رندلى جبور التي أكّدت «نقابة المرئي والمسموع تُعطي القضية الفلسطينيّة الأولوية وتبدي كل التضامن مع الشعب الفلسطينيّ وتدعو المؤسّسات الإعلامية والإعلاميين ليكونوا طرفاً إلى جانب الفلسطينيين بهذه المعركة لا أن يكونوا على الحياد ولا أن يتبعوا الغرب في سياستهم ولا أن يكونوا بوقاً للغرب والإسرائيليين وكلّ الدعم و التضامن مع أهلنا في فلسطين».
وألقى ريفي كلمة نقابة محرّري الصحافة اللبنانيّة فدعا إلى «إطلاق المقاومة الإعلاميّة من الرابطة الثقافيّة في طرابلس لنصرة غزّة وفلسطين وكلّ القضايا العربيّة العادلة»، متمنياً على وسائل الإعلام تسمية البلدات الفلسطينيّة المحتلة بأسمائها العربيّة وعدم اعتماد تسميات الكيان الغاصب. وشدّد على «الناشطين الإعلاميين بذل الجهود لنشر وفضح كلّ جرائم وانتهاكات العدوّ الصهيونيّ».
أمّا كلمة وزير الإعلام فألقاها فيّاض الذي قال «عند الأزمات والحروب، تجد الصحافيين يبذلون التضحيات في سبيل الحقيقة. عند اشتداد الصعاب، ينبري شهود الحق والحقيقة إلى عملهم، غير آبهين بمخاطر محدقة، قد يواجهون الموت بعيون مفتوحة وربما يخسرون حياتهم في سبيل إبقاء شمس الحقيقة ساطعة». وقال «من الجنوب إلى الشمال شريط من التضامن الوطنيّ الصادق يعكس صورة لبنان الزاهية، بمواجهة الظلم والوقوف إلى جانب الحقّ والحقيقة».
الجبل
ونظّمت مفوضيّات حزب «التوحيد العربيّ» وقفات تضامنيّة «نصرةً لغزّة التي تتعرّض لأكبر عمليّة إبادة وبمناسبة جمعة طوفان الاقصى»، في قرى وبلدات إقليم الخروب والمناصف والجاهليّة والعرقوب والشوف الأعلى وعاليه والجرد .
كما نظّمت بلدية داريّا – إقليم الخروب، عند تقاطع بلدات عانوت – داريا – شحيم، وقفة تضامنيّة تنديداً بالمجازر الصهيونيّة في غزّة وفلسطين.
الجنوب
وأقيمت وقفة أمام مسجد الغفران في صيدا بدعوة من إمامه الشيخ حسام العيلاني نصرةّ لأهل فلسطين رأى خلالها «أنّ المقاومة حققت الانتصار على العدوّ الصهيونيّ وقهرت ما كان يُعرف بأنّه لا يُقهر وأسقطت ما كان يعرف بأقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط تحت أقدام مجاهديها».
كما شهدت مدن وبلدات الجنوب العديد من الوقفات التضامنيّة المُماثلة.
إلى ذلك، دان مجلس نقابة العاملين في الإعلام المرئيّ والمسموع، في بيان «المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزّة والتي طالت كلّ القاطنين فيه والتي سالت على أثرها دماء وحياة الكثير من المدنيين، ولا سيما الأطفال والنساء والشيوخ. وقد أصابت هذه الاعتداءات بشكل مباشر الجهاز الإعلامي، ففقد عدد كبير منهم حياتهم في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف المتسالم عليها، وهذا يعكس حرص الاحتلال وسعيه الدؤوب لطمس حقيقة ما تقترفه آلته العسكريّة من جرائم حرب يندى لها الجبين».
وإذ أكّد المجلس شجبه وإدانته «لما يقترفه العدوّ الصهيونيّ من جرائم ومجازر بحقّ المدنيين في غزّة»، أعلن تضامنه «الكامل معها ومع سائر أبناء الشعب الفلسطينيّ»، مشدّداً على «حقّه الكامل في استعادة حريّته وأرضه المسلوبة عنوةً وتشكيل دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى