الوطن

فعاليّات نصرة فلسطين تتواصل: المقاومة الجواب الوحيد حيال العدوان الصهيونيّ

تواصلت أمس فعاليّات نُصرة فلسطين والمقاومة. وفي هذا الإطار، تداعى العديد من الإعلاميين والمثقفين إلى لقاء عُقد في مقرّ «المجلس الإسلامي الشيعيّ الأعلى» حضره نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب وعدد من أركان المجلس.
وناقش المجتمعون الأوضاع السائدة في غزّة والمنطقة منذ السابع من تشرين الأول الحالي وأصدروا بياناً حيّوا فيه «صمود غزّة ومقاومتها الباسلة التي أثبتت في عمليّة طوفان الأقصى هزالة العدوّ الصهيونيّ، وأظهرت فعلاً أنّه أوهنُ من بيت العنكبوت».
ودانوا بشدّة «الموقف الغربيّ الذي يُساند هذه المحرقة تحت شعار «حقّ إسرائيل في الدفاع عن النفس». وإذ استنكر المجتمعون الموقف الأميركيّ المُنحاز للاحتلال «الإسرائيليّ» بصورة دائمة، استهجنوا «مواقف بعض الدول الأوروبيّة التي تكشف فكرها الاستعماريّ وثقافتها البعيدة كلّ البعد عن لازمة حقوق الإنسان التي تدّعيها زوراً وبُهتاناً».
واعتبروا أنّ «المحرقة التي يقوم بها الكيان الإسرائيليّ في قطاع غزّة تُشكّل جريمة إنسانيّة كبرى ومجزرة بشريّة تُسجَّل في تاريخ هذا الكيان المغتصب لفلسطين منذ 75 عاماً، كما تُشكّل وصمة عار على جبين العالم الذي يقف متفرجاً على هذه المحرقة». وأشادوا «بصمود أهالي غزّة على الرغم من المأساة الإنسانيّة التي تَحيقُ بهم، ويرفضون محاولة تهجيرهم إلى خارج القطاع لتحقيق أهداف الكيان الصهيونيّ بما يؤدّي إلى نكبة ثانية في تاريخ فلسطين».
ورأوا «أنّ لبنان معنيٌّ مباشرةً في ما يجري في غزّة ولا يُمكنه أن يقفَ على الحياد حيال هذه المحرقة، انطلاقاً من مبدأ الأخوة وإيمانه المطلق بعدالة القضيّة الفلسطينيّة وحقوق الشعب الفلسطينيّ، واستناداً إلى تجربته الطويلة مع هذا الكيان الغاصب»، مقدّرين «الحكمة التي تتعاطى بها المقاومة اللبنانيّة مع هذه المحرقة» ومحذّرين «من امتداد الحريق إلى كامل المنطقة في ظلّ تمادي العدو في عدوانه». كما حيّوا شُهداء المقاومة الذين ارتقوا على الحدود الجنوبيّة، لبنانيين وفلسطينيين.
ودانوا «الاستهداف الإسرائيليّ المباشر للإعلاميين والصحافيين الذين يكشفون ممارسات العدوّ أمام العالم، ما أدّى إلى سقوط العشرات منهم بين شهيد وجريح» واستذكروا في هذا المجال الشهيد عصام العبد الله ورفاقه الجرحى في لبنان، متمنين لهم الشفاء العاجل.
ودعا المجتمعون «إلى قمة عربيّة عاجلة وطارئة تُحاكي الحدث الكبير في غزّة، وتتخذ قرارات حازمة تُسهم في لجم العدوان الإسرائيليّ.، كما دعوا «الشعوب العربيّة والإسلاميّة إلى تصعيد تحركها على مختلف الصعد للضغط على حكوماتها من أجل هذا الغرض».
ورأوا «أنّ الحدث الكبير يستدعي عقد قمة روحيّة لبنانيّة عاجلة لاتخاذ موقف يؤكد التضامن اللبنانيّ حيال ما يجري» ودعوا إلى الإسراع في انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة وتشكيل حكومة وحدة وطنيّة تواجه الواقع وتطوراته واحتمالاته الخطيرة».
وخلُص المجتمعون إلى «أنّ المقاومة بكلّ اشكالها هي الجواب الوحيد حيال العدوان والممارسات الصهيونيّة، وأنّ الكيان الصهيونيّ سيبقى جسماً غريباً في هذه المنطقة، وأنّ الاستقرار لن يتوافر إلاّ باستعادة الفلسطينيين كامل حقوقهم المشروعة».
كذلك تداعت هيئات ثقافيّة في لبنان إلى لقاء في «دار الندوة»، دعماً لنضال الشعب الفلسطينيّ واستنكاراً لمجازر العدوّ الصهيونيّ، شارك فيه ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي إلى جانب ممثل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري مصباح العلي، رئيس مجلس إدارة «دار الندوة» النائب السابق بشارة مرهج، الوزيران السابقان طراد حمادة وعدنان السيد حسين، الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور إلياس زغيب وشخصيّات حزبيّة وأكاديميّة وفكريّة واجتماعيّة.
افتتح مرهج اللقاء بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء غزّة والمقاومة في لبنان وفلسطين والعالم العربيّ، وقال «اليوم من بيروت نُعلن تضامننا الكامل مع غزّة وكلّ فلسطين في محنتها وصمودها ونناشد شعبنا أن يتوحّد كي نقوى بوجه الأعاصير التي يعدّها لنا عدوّ صهيونيّ غاشم يُخطط لتهجير غزّة وكل الشعب الفلسطينيّ، بقوة السلاح الأميركيّ والأوروبي إلى البلدان العربيّة المجاورة ومنها لبنان. وهذا ما يفرض علينا التحسُّب والتركيز على مشروع الدولة اليهوديّة الخالصة الذي يدفع الحركة الصهيونيّة إلى تدمير غزّة والاعتداء اليوميّ على المقدّسات المسيحيّة والإسلاميّة».
أضاف «وأمام تواطؤ العالم الغربيّ وسكوت معظم الدول العربيّة وغير العربيّة، فإنّ الحركة المحمومة للمعتدي اليوم تشير بوضوح إلى أنّها ستزداد مستقبلاً لتطال سائر الدول المحيطة بفلسطين».
ثم تولّى عدنان برجي إدارة اللقاء، فأكّد أنّ اللقاء «هو من أجل أن نؤكّد التزامنا بالقضيّة الفلسطينيّة» و»سقوط التطبيع والمطبّعين، سقوط ثقافة التنكّر للقيم ومنطق الاستسلام والجبن بادعاءات السلام ونهج المفاوضات، فللمرة الألف يتم التأكيد أنّ ما أُخذ بالقوة لا يُستردُّ بغير القوة».
بعد ذلك، تلا الدكتور هاني سليمان مشروع بيان صادر عن الهيئات الثقافيّة، جاء فيه «من بيروت إلى العواصم، ومن الصيحة إلى الصحوة ومن أهل الفكر والأدب والثقافة في لبنان، إلى نظرائهم العرب وأحرار العالم، هذا النداء، نداء الجرح للضماد، ونداء السيف إلى الترس، ونداء الحريّة إلى الانعتاق والكرامة، يلتقي مثقفون لبنانيون وعرب بكلّ أطيافهم وانتماءاتهم، وقد وحدّهم الاعتزاز بصمود الشعب الفلسطينيّ وتمسّكه بحقوقه بالأرض والهويّة ما يزيد عن قرن من الزمن، كما وحّدهم الشعور بالصدمة والاستنكار للمجازر المرتكبة بحقّ عموم أهل غزّة وفلسطين البررة».
وأعلن «أنّ لبنان ومنذ إنشاء الكيان الصهيونيّ ليس بمأمن أو بمنأى عن مخطّطات هذا الكيان، ولولا مقاومة الشعب اللبنانيّ له بكلّ الوسائل لكان لهذا الكيان اليد الطولى في حياة اللبنانيين ومصائرهم وطريقة عيشهم»، مشيراً إلى أنّ «قول الرئيس الأميركيّ جو بايدن إنّ «إسرائيل» هي جزء من الأمن القوميّ الأميركيّ، مشفوعاً بدعمه لها بكلّ الأسلحة والأموال وانخراطه المباشر في المعركة، ُيرتّب علينا أن نعتبر أن أميركا قائدة العدوان على شعبنا وأمّتنا».
وأكّد «أنّ المقاومة الشاملة وبأشكالها الفكريّة والثقافيّة والقتاليّة كافة، هي حقّ ثابت وواجب مقدّس بعد أن أثبتت الرهانات على أسراب الحلول التسوويّة المذلّة، عدم جدواها في ظلّ إصرار الكيان الصهيونيّ على الاستيلاء على فلسطين كاملةً».
وتم الاتفاق على الاجتماع غداً الخميس الساعة الثانية عشرة ظهراً في «دار الندوة»، للجنة الصياغة لإصدار «نداء المثقفين اللبنانيين والعرب» إلى الأمّة.
من جهّته، كتب المدير العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ «الوحشيّة الإسرائيليّة والدعم الدوليّ عموماً والأميركيّ – الأوروبيّ خصوصاً ضدّ غزّة، لا يفعل غير زيادة الهمجيّة الإسرائيليّة».
ولفت إلى أنّ «مخطّطات تهجير الفلسطينيين ترمي إلى إعادة بناء إسرائيل جديدة على كامل التراب الوطنيّ الفلسطينيّ»، مؤكّداً أنّ «كلام (رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين) نتنياهو عن خرائط جديدة لن يُبدّل شيئاً من قوة الحقّ الفلسطيني ومقاومته الأسطوريّة وصمودها الراهن. وعلى الخائفين على مصير إسرائيل، ردعها وإعادتها إلى السياسة قبل الغرق في وحول غزّة، وغير ذلك لا يعني إلاّ حرباً مفتوحة ستليها مفاوضات سياسيّة، يجب أن تنطلق الآن وجوهرها حقّ الشعب الفلسطينيّ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى