أولى

ما أحلاكم يا عمالقة فلسطين…

‭}‬ أحمد بهجة
الله الله يا عمالقة فلسطين ما أحلاكم…
أنتم نقطة الضوء التي تتوسّع لتصبح نوراً يضيء ليل هذه الأمة الحالك.
أنتم تجعلون الأمة كلها مطمئنة إلى المستقبل، حيث سيكون التحرّر والتحرير والأمان، بفضل تضحياتكم وبطولاتكم وما تنجزون…
لا شكّ أنّ الألم كبير والجرح غائر إلى أعماق النفوس، ولكن هل يمكن لأحد أن يزيد حرفاً واحداً على ما قاله الإعلامي البطل وائل الدحدوح أمام جثامين زوجته وابنه وابنته وحفيده وأفراد عائلته وأقاربه… هو لم يقل فقط، بل قال وفعل، وتجاوز جراح نفسه، وعاد إلى موقعه يؤدّي رسالته كجندي شجاع في قلب المعركة التي علينا أولاً الانتصار فيها، وبعد ذلك يأتي وقت الحزن على الأحباء، ومعه الافتخار والاعتزاز بشهادتهم من أجل أن تحيا فلسطين حرة أبية لا يدنّس رجس الاحتلال أيّ حبّة من ترابها…
وها نحن اليوم بعد 23 يوماً على يوم غزة الكبير في 7 تشرين الأول 2023، حيث لا يزال العدو الإسرائيلي يبحث عن صورة، مجرد صورة يعرضها أمام مستوطنيه ليقول لهم من خلالها إنه استردّ هيبة جيشه التي مرغها المقاومون الأبطال في تراب غزة الطاهر النقي، وأغرقوها في بحر غزة المالح، لكنه يعجز عن تحقيق مراده… بل هو على العكس يحصل على صوَرٍ أخرى تزيد خسارته وتعمّق مآزقه أكثر فأكثر، لأنّ ارتكاب المجازر والجرائم والتدمير الوحشي للمستشفيات والكنائس والمساجد والأحياء السكنية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ واستهداف المدنيين، لا يمكن اعتباره إنجازاً، ولا يحقق أيّ هدف على الإطلاق.
كذلك تعرّض جيش العدو الإسرائيلي في اليومين الماضيين إلى المزيد من الهزائم والخسائر المادية والمعنوية حين لم يتمكّن من التقدّم برياً ولو لمتر واحد على أكثر من محور وفي أكثر من منطقة، حيث كان له المقاومــون بالمرصــاد، وهم ينتــظرونه بفارغ الصبر كما قال أبو عبيدة حتى يؤكــدوا له مرة جديدة أنّ غــزة هــي مقبــرة الغُزاة.
طبعاً… فإننا بقياس الإنسانية والعواطف والوجدان والمشاعر الشخصية لا نستطيع أن نضع جانباً كلّ هؤلاء الضحايا والشهداء والجرحى والمشرّدين، بل على العكس تماماً، إنهم تاج الرؤوس، هم الذين دفعوا ويدفعون الضريبة عن الأمة جمعاء، لكنهم هم أيضاً الذين يفتخرون ويعتزون حين نقول إنّ المقاومة حققت النصر الكبير في مواجهة كلّ الهمجية والبربرية والوحشية الإسرائيلية، المدعومة من معظم دول العالم والتي تُسمّي نفسها «دول العالم الأول»! بينما يجب أن يكون موقعها في ذيل قائمة البرابرة والوحوش. إذا كان هذا هو العالم الأول فعلاً فما علينا إلا التمنّي بأن نبقى في عالمنا الثالث والرابع والعاشر مع كلّ ما فيه من رحمة وإنسانية وعدالة وحقوق إنسان…
انتصار فلسطين وانتصار المقاومة كبير جداً، وربما لم يتمّ بعد استيعاب كلّ تفاصيله، لكن على الأقلّ يمكن القول إنّ «غلاف غزة» البالغة مساحتُه 735 كلم2، صار فارغاً من المستوطنين الذين يؤكدون أمام وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية أنهم لن يعودوا إلى المستوطنات في غلاف غزة أبداً…
هذا الأمر ينطبق هو نفسه على المستوطنات في منطقة الجليل قبالة جنوب لبنان، والتي أصبحت خالية أيضاً من المستوطنين بفعل الرعب الذي يسبّبه لهم عمالقة المقاومة في لبنان، الذين يجعلون جيش العدو واقفاً على “رجل ونصف” منذ زمن وليس فقط مع بدء معارك “طوفان الأقصى”.
ربما نستطيع القول إنّ مساحة غلاف غزة ومساحة منطقة الجليل هي بمثابة الأراضي المحرّرة مع وقف التنفيذ إلى أن تحين الساعة ويُتخذ القرار الكبير بتغيير الخرائط وإعادة رسم الخطوط والحدود في مكانها التاريخي الصحيح…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى