ثقافة وفنون

15 مثقفا ومبدعا استشهدوا وتدمير مواقع أثرية وثقافية في غزة

قالت وزارة الثقافة الفلسطينية، إن المشهد الثقافي في قطاع غزّة تعرّض لاعتداءات متعدّدة، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، منها فقدان العديد من المبدعين في مختلف المجالات – أطفالًا وكبارًا- عُرف منهم خمسة عشر استشهدوا بينهم طفلتان، فضلًا عن تدمير العديد من المراكز الثقافية عُرف منها خمس دور نشر ومكتبات لبيع الكتب في القطاع وستة مراكز ثقافية، بالإضافة إلى تصدّع وتأثر العديد من المؤسسات الثقافية والفنية، كما تعرّضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة وفيها 146 بيتًا قديمًا، إضافة إلى مساجد وكنائس وأسواق ومدارس قديمة وتاريخية وميناء غزة القديم للتدمير، والمدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي ولائحة التراث الإسلامي.
وبيّنت الوزارة في تقرير أصدرته اليوم الأربعاء، أن الشهداء من المثقفين والمبدعين هم:
ـ الفنانة التشكيلية ومعلّمة الفنون الجميلة هبة غازي إبراهيم زقوت (39 عامًا) ومعها ولدها في 13 تشرين الاول. وكانت قبل استشهادها بأيام سجلت فيديو يضمّ لوحاتها وتحدثت فيه عن أعمالها وحلمها بتنظيم معرض فني لتعرض إبداعها. تطرَّقَتْ في أعمالها إلى المرأة والوطن والطبيعة والتصاق الأم بأطفالها.
ـ الكاتبة والشاعرة هبة كمال صالح أبو ندى (24 عامًا) في 20 تشرين الأول، وهي لاجئة من بيت جرجا المهجّرة والمدمرة عام 1948، كتبت القصة والرواية والشعر. وكان آخر ما كتبته على منصات التواصل الاجتماعي «نحن في الأعلى نبني مدينة ثانية، أطباء بلا مرضى ولا دماء، أساتذة بلا ازدحام.. عائلات جديدة بلا ألم ولا حزن، وصحفيون يصوّرون الجنة، وشعراء يكتبون الحب الأبدي، كلهم من غزة كلهم. في الجنة توجد غزة جديدة بلا حصار تتشكل الآن».
ـ الفنان والإعلامي والمؤثر علي عبد الله حسن النسمان (38 عامًا) في 13 تشرين الأول، وظل حتى اللحظات الأخيرة يظهر بمقاطع فيديو يتحدث عما يحدث في قطاع غزة. كان الشهيد ممثلًا قام بعدة أدوار ومسلسلات فلسطينية.
ـ الشاعر عمر فارس أبو شاويش (36 عامًا) في 7 تشرين الأول في القصف على مخيم النصيرات للاجئين في غزة. هو ناشط مجتمعي بارز وله إسهامات مختلفة على الصعيد المجتمعي والشبابي والثقافي والفكري، وشارك في تأسيس العديد من الجمعيات والهيئات الشبابية، وحصل على جائزة الشباب العربي المتميّز على مستوى الوطن العربي من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية.
ـ الفنانة حليمة عبد الكريم الكحلوت (29 عامًا) وذلك في 30 تشرين الأول، أطلق عليها أصدقاؤها لقب «فاكهة الورشات» حيث عرفت بمرحها وعفويتها الدائمة. وكان آخر معرض شاركت به الصيف الماضي بعنوان «شظايا المدينة» مع فنانين آخرين، لتصبح جزءًا من هذه الشظايا والأشلاء وترحل.
ـ إيناس محمد السقا (53 عامًا) في 31 تشرين الأول هي وبناتها سارة ولين وابنها إبراهيم، وهي فنانة متخصّصة في الفنون البصرية والمسرح وعملت كثيرًا في مسرح الأطفال ومن أوائل الفنانين في المسرح في غزة. كان آخر ما كتبته عبر منصات التواصل الاجتماعي «تلتفت أحيانًا لتلقي نظرة على ماضيك.. فتكتشف أنك خرجت حيًا من مذبحة»….
ـ الفنان محمد سامي قريقع (24 عامًا) في 18 تشرين الأول، هو فنان ورسام حاول دمج التكنولوجيا بالفن والرسوم المصورة التي تضيء الحياة اليومية. وكان آخر ما نشره على منصات التواصل الاجتماعي الفيديو الشهير لأطفال يلعبون في حديقة المشفى الأهلي المعمداني في غزة قبل يوم واحد من قصفه من قبل الاحتلال الإسرائيلي وراح ضحيته في مجزرة بشعة 500 شهيد وعشرات الجرحى.. وحتى اللحظات الأخيرة حاول بفنه وحيويته وطاقته أن يبدد القلق والضغط النفسي الذي عاشه الأطفال والمرضى في المشفى.
ـ الفنان والكاتب الشاب يوسف دواس وهو عازف غيتار وكاتب نشط في مبادرة «لسنا أرقامًا»، والتي توثق معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وكتب باللغتين العربية والإنجليزية وله العديد من الفيديوات التي تحدث فيها عن مواضيع عديدة منها حلمه بالسفر واكتشاف العالم، وهو حلم يراود معظم الشباب في غزة لا سيما مع الحصار المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من ستة عشر عامًا.
ـ الفنانة التشكيلية نسمة أبو شعيرة (36 عامًا) في 28 تشرين الأول، وهي محاضِرة ورئيس قسم الفنون التشكيلية في جامعة الأقصى، من أشهر لوحاتها شجرة زيتون تمتدّ جذورها في كل الكرة الأرضية.
ـ إيمان خالد أبو سعيد هي وأطفالها جودي وزياد وزوجها إياد و22 فردًا من عائلتها في مخيم النصيرات للاجئين، بعد أن أجبرت على النزوح من بيتها في تل الهوا. وتعتبر إيمان عنوانًا للعمل الثقافي والتمكين للأطفال، كان آخر مشاريعها جمع صدف البحر وتنظيفه وصناعة أدوات لتزيين البيوت إضافة إلى توثيق أيام الحصار في القطاع عبر التاريخ الشفوي وذلك في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.
ـ الطفلتان شام أبو عبيد (8 سنوات)، وليلى عبد الفتاح الأطرش (8 سنوات)، من فرقة تشامبيونز للدبكة الفلسطينية في قطاع غزة.
ـ الفنان طارق أحمد ضبان في 4 تشرين الأول، وزوجته وأبناؤه في 4 تشرين الثاني، وكان آخر ما كتبه على حسابه على منصات التواصل الاجتماعي: «استشهد الوالد وماتت فرحةُ البيتِ، أين صوتك الشجي يا والدي؟ وأين ابتسامة أمي التي فارقت البيت مع روحك التي فارقتنا… اللهم ارحمهم».
ـ الفنان مهند أمين الآغا (30 عامًا) في 12 تشرين الأول هو وعائلته ووالداه، وهو خطاط ومن أهم الخطوط التي احترفها خط الرقعة والديواني.
ـ الشاعر الفلسطيني والباحث التربوي، شحده البهبهاني 73 عاماً مع حفيدته في غزة في السادس من تشرين الثاني.
أما المؤسسات العاملة في القطاع الثقافي والتي تعرّضت للقصف:
متحف القرارة الثقافي (تأسس 1958) ومقتنياته بقطاع غزة، وتسبب القصف في تحطيم معظم أجزاء المتحف من الداخل، وتصدع الأسقف، وتهشم الزجاج الخارجي للمبنى التراثي، وتحطم فاترينات عرض المقتنيات الأثرية.
العديد من دور النشر والمكتبات من بينها (الشروق وسمير منصور ولُبَّد)، مكتبة الشروق، ومكتبة سمير منصور في غزة، ومكتبة انعيم ومكتبة النهضة ومكتبة لُبّد مما تسبب في تدمير وانهيار ثلاثة مباني وتلف محتوياتها بالكامل وتدمير كبير في المكتبات الأخرى وتصدّعها، علمًا أن مكتبة سمير منصور على سبيل المثال تم قصفها سابقًا خلال العدوان الإسرائيلي عام 2021.
المركز الثقافي الأرثوذكسي الواقع في منطقة تل الهوا والمكون من طابقين مما أدى إلى تهدمه بالكامل، علمًا أنه كان يحتوي قاعات وأدوات رياضية وقاعات عرض لتنظيم النشاطات الثقافية والفنية.
تدمير مركز جمعية أبناؤنا للتنمية وجمعية مركز غزة لثقافة والفنون الواقعتين في حي الرمال، برج الغفري.
تدمير جمعية ميلاد في مخيم جباليا للاجئين.
تدمير المركز الثقافي الاجتماعي العربي الكائن في حي تل الهوا في مدينة غزة.
تدمير جمعية حكاوي للمسرح.
واعتبر وزير الثقافة عاطف أبو سيف أن هذا الاستهداف «انعكاس لطبيعة هذا الاحتلال والحكومة الإسرائيلية الإرهابية وما تدعو إليه من إبادة للشعب الفلسطيني وتهجيره بالكامل كما تفعل حاليًا في قطاع غزة، إضافة إلى الحرب التي يشنها جيش الاحتلال والمستعمرون في الضفة الغربية وضد الفلسطينيين أينما كانوا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى