أخيرة

دبوس

إدفع دولاراً تقتل عربياً…!

قبل أن يبدأ الصراع، وقبل حتى أن تشحن النفوس بالكراهية والبغضاء، أو على الأقلّ من جانبنا، وقبل أن ندخل في خضمّ التناقض الكلّي مع التوحّش الصهيو انجلوساكسوني، كانت ماكينة جمع التبرّعات المتوحّشة تنطلق من لوغو جاذب بالنسبة لهم لاستفزاز التبرّع، إدفع دولاراً تقتل عربياً، دعوة لقتل إنسان، ليس هنالك ما يستدعي استعداءه، ومن ثمً قتله، فهو لم يعتدِ على أحد، ولم يناصبهم إذّاك العداء، “كافي خيره شرّه” بالعامية…
هم في الواقع يصوّبون ليس فقط نحو الفلسطيني، بل نحو العرب جميعاً، يعني شعار لا يفرزه عقل محايد عادي، لا يفرزه إلّا عقل مجرم عنصري إلغائي إقصائي، من هو الأرقى والأكثر حضارة، هذا الإلغائي العنصري القاتل، الذي لا يطيق ان يكون هنالك نموذج آخر غير نموذجه، أو ذلك الذي يسعى للتعرّف والتعارف مع الآخر، ولا يتعالى عليه إلّا في النهج الأخلاقي لأيّ كان…
في فلسفتنا المنبثقة من الدين الإسلامي، يتحقق الخلق أولاً، وهو التواجد الفيزيائي، ثم وفي مرحلة أخرى تليها يحدث الجعل، وهو التغيير الموضوعي الوظيفي للإنسان، لأداء دور أكثر حضارية وأكثر عدالة، من دون تكبّر ولا تعالٍ على الآخرين، ومن ثمّ الامتثال إلى المعيرة المطلقة للخالق، ألا وهي التقوى، والتي تحمل في طياتها التسامي الأخلاقي، لاتقاء العقاب الربّاني، والذي يستوجب اتباع المعايير الربانية الخيّرة، والابتعاد عن الاستكبار ومن ثمّ تحقيق العدالة.
في منطقة أخرى، ومع إدراك انّ الوقت، وقد ولجنا في صميم المقتلة، قد صار متأخراً لإنشاء ملاجئ تحت البيوت، فإنني أدعو أحبتنا مجتمع المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية الى اعتبار الطابق الأرضي في كلّ بيت بمثابة الملجأ، وبالتالي أدعو، ومن الآن، الى تكديس أكياس الرمل في الطوابق السفلية بالمئات وبالآلاف…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى