أولى

مجمع الشفاء

يشكل مجمع الشفاء أهم صرح علمي وحضاري يقدم صورة عن التفوق الفلسطيني، ويقدّم مجتمعاً للنجاح الفلسطيني، بشبكة علاقات علمية دولية يحسده عليها الإسرائيليون. وربما كان الحسد وكانت عقدة النقص كما الحقد والكراهية الأسباب الحقيقية للرغبة الإسرائيلية بترجمة التوغل العسكري في غزة بالدخول إلى مجمع الشفاء وتخريبه.
خلال الحرب كان مجمع الشفاء خلية الاتصالات بصناع الرأي العام من الأطباء المنتشرين في العالم الذين نقلوا صورة الجريمة الإسرائيلية واستنهضوا الشوارع الغربية، وأغلبهم كان في المجمع بداية الحرب أو سبق له أن خدم فيه، وتحوّل المجمع إلى ملتقى الإعلاميين ونشطاء وسائل التواصل، لأن قسم الطوارئ والإسعاف فيه هو مصدر المعلومات الأهم حول الجرحى والقتلى وعمليات القصف الإسرائيلي وأماكنها.
استهداف مجمع الشفاء لا علاقة له بما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه غرفة عمليات لحماس والجهاد، وما قاله الإسرائيليون إنه مخبأ للرهائن، ومدخل لشبكة الأنفاق، وقد ثبت بطلان هذه المزاعم، ووقعت الفضيحة التي لا يسترها الحديث عن بندقية فردية وحذاء عسكري وحاسوب، يسهل حملها ووضعها من جانب جيش الاحتلال، بعدما سقطت الرواية الأصلية.
على الأرجح أن التقاء الحقد والكراهية، مع اهتراء أجهزة المخابرات وفسادها وعجزها عن تقديم معلومات جدية، منذ 7 تشرين، جعلا رواية مفبركة قدمتها المخابرات لتتستر على عجزها وبناء على وهم استحالة اتخاذ قرار الاقتحام بسبب الاعتراض الأميركي، جعل حكومة بنيامين نتنياهو تضغط على إدارة الرئيس بايدن لإزالة التحفظ عن الاقتحام حتى صار ممكناً، فوقعت الفضيحة التي لم يضع جماعة المخابرات فرضيّة وقوعها.
منذ أن أعلنت إدارة مجمع الشفاء وقيادة حماس دعوة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية للتحقق من مزاعم الاحتلال منذ أسبوعين، كان واضحاً أن المزاعم الإسرائيلية كاذبة وإلا قبل الاحتلال بالاحتكام الى لجنة محايدة تقوم بالتحقق.
مرة أخرى تنتصر المقاومة أخلاقياً، ويسقط الاحتلال في فضيحة تلفيق الأكاذيب، فيخرج نتنياهو متجاهلاً الفضيحة ويقول إن المهم أن الجيش أثبت أنه يصل الى حيث يشاء، وهو يعلم أنه لو قامت المقاومة بمواجهة جيشه لمنع دخول المستشفى، كان سيخرج ويقول إن هذه المواجهة دليل على صحة الاتهامات.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى