أولى

الخناجر وراء الظهور في الكيان

تمتلئ وسائل الإعلام في كيان الاحتلال منذ أيام بالتقارير التي تتحدّث عن خلافات أركان المستويين السياسي والعسكري. فقبل يومين كانت التعليقات على امتناع وزير الدفاع يوآف غالانت عن المشاركة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في المؤتمر الصحافي، وعن اجتماع كل منهما على حدة بعائلات الأسرى لدى المقاومة، ما يشير كما كتب المعلقون، إلى أن كلاً منهما يحاول استمالة عائلات الأسرى بوعود تخالف السياسة الحربية المتفق عليها وتحميل مسؤولية التعطيل للآخر.
أمس، كان الخبر الأول هو قيام رئيس الحكومة بالإيعاز لضباط أمن مكتبه بتفتيش رئيس الأركان هرتسي هليفي تحسباً لإدخاله آلة تسجيل إلى جلسة مجلس الحرب، ما يعني وفق قراءة كبار المعلقين أن الاستعداد قد بدأ عند الجميع لتجميع أدلة الإدانة بتحميل مسؤولية الفشل لخصمه. وبالتالي ما يؤكد الثقة بأن الحرب التي يتحدثون جميعاً عن نصر أكيد فيها بات الكل متأكداً أنها سوف تنتهي بهزيمة يهمّه البراءة من المسؤولية عنها، ولذلك يوثق لغيره ما يعتقد أنها أدلة تفيد في تحميله المسؤولية.
قبل أيام كان كلام لنتنياهو عن مسؤولية قادة أجهزة الاستخبارات، الموساد والاستخبارات العسكرية والشاباك، عن ما حدث في السابع من أكتوبر، ثم ما لبث أن سحب تغريدة بهذا المعنى، لكنّه سجلها كواقعة يمكن الاستعانة بها في أي مرافعة قضائية أمام تحقيق في الفشل، باعتبار النشر تعبيراً عن موقفه والحذف ترجمة للمصلحة بالحفاظ على الوحدة في زمن الحرب.
كل شيء بين قادة المستويين السياسي والعسكري في الكيان يقول إن مشهد الهزيمة يقف كشبح خلف الستار يتحكم بالموقف، حيث يتربّص الجميع بالجميع، والكل يحمل الخناجر خلف الظهور.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى