أولى

أربعة عوامل وراء استمرار الفشل الإسرائيلي في السيطرة والإخفاق في غزة

‭}‬ حسن حردان
كشف سير المعارك في اليوم 61 من العدوان، أنّ توغلات جيش الاحتلال في بعض مناطق شمال وجنوب قطاع غزة، لم ترق إلى مستوى السيطرة الدائمة على أيّ منطقة نتيجة أربعة عوامل:
العامل الأول، المقاومة الضارية، مع حرفية مقاتليها في استهداف قوات الاحتلال بدقة متناهية واختيار الأهداف وتحقيق إصابات قاتلة ومن مسافة صفر.. وتصوير هذه الإصابات أيضاً بصورة واضحة وجلية للعيان لا تترك مجالاً للشك لناحية تدمير الدبابات والمدرّعات وقنص الجنود وتفجير العبوات بمجموعات منهم…
العامل الثاني، الحجم الكبير للخسائر التي يتكبّدها جيش الاحتلال بالأرواح، والذي تدلل عليه الصور التي تعرضها كتائب القسام.. حيث اضطر العدو بالأمس فقط الى الإقرار بمقتل عشرة من جنوده بينهم سبعة ضباط.. ما يعني أنّ الرقم الحقيقي أكبر بكثير بالقياس مثلاً إلى مشهد تدمير واحتراق ثلاث من دبابات ومدرّعات العدو في الشجاعية فقط، والتي يتكوّن طاقم كلّ منها من عشرة جنود.. في حين أكدت القسام تدمير وإعطاب 23 آلية عسكرية في ضواحي خان يونس وبيت لاهيا..
العامل الثالث، ضراوة المقاومة تشمل كلّ محاور القتال من شمال غزة في الشجاعية وجباليا، الى جنوب القطاع، في شرق وشمال مدينة خان يونس.. ما يعني:
1 ـ أنّ الأداء النوعي لمقاتلي المقاومة واستبسالهم في القتال يميّزهم جميعاً ويعكس، ليس فقط مستوى التدريب العالي الذي خضعوا له، بل ومدى إيمانهم واقتناعهم بعدالة قضيتهم واستعدادهم للتضحية في سبيل الدفاع عنها.. وهو ما يفتقد اليه جنود العدو…
2 ـ انّ إخفاق جيش الاحتلال في ميدان القتال نتيجة هذه المقاومة الشرسة، لا يقتصر على منطقة دون اخرى، وإنما يشمل كلّ المناطق التي توغل فيها، ما يؤشر إلى أنّ حديثه عن نجاحات عسكرية هدفه الأساسي التغطية على فشله، وتضليل الرأي العام الإسرائيلي حول حقيقة ما تتكبّده قوات الاحتلال من أثمان فادحة في الأرواح والعتاد، اضطرت رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو إلى الإقرار بها، والقول، «إسرائيل تدفع ثمناً كبيراً يفطر قلبها، لأنها فقدت كثيرا من الجنود».
هذا على الرغم من انّ الناطق العسكري الإسرائيلي لا يعترف الا بالجزء اليسير منها.. تجنباً لتداعياتها على الداخل الإسرائيلي..
العامل الرابع، اضطرار جيش العدو إلى المسارعة للانسحاب من العديد من المناطق التي توغل فيها، والعمل على سحب آلياته المدمّرة والمعطوبة.. وجثث وجرحى ضباطه وجنوده.. بعد أن وجد نفسه قد علق في مصيدة المقاومة، حيث اعترف المتحدث العسكري، بأنّ الجيش الإسرائيلي يواجه في غزة «أصعب أيامه».
إلى ماذا يؤشر كلّ ذلك؟
1 ـ انّ جيش الاحتلال لا يزال بعيداً جداً عن تحقيق هدفه الأساسي وهو تدمير قدرات المقاومة وإضعاف تصميمها على الصمود والقتال ببسالة، وهو الأمر الذي اعترفت به صحافة العدو وتعليقات الخبراء والمحللين الصهاينة، الذين أجمعوا، بأنّ «إسرائيل» لا تزال بعيدة عن كسر حركة حماس، مقرّين بثبات مقاتليها في ميدان القتال.. وفي هذا السياق قال الجنرال في جيش الاحتياط إيلاند، رئيس قسم العمليات سابقاً، «أنّ حماس كمنظمة لم تنكسر، ليس فقط لأنّ قيادتها موجودة، بل أيضاً لأنّ الهدف من ناحيتها بسيط جداً، وهو التمسك والثبات».
2 ـ انّ الحديث عن قدرة جيش الاحتلال، بعد أكثر من شهرين على بدء عدوانه على تحقيق أهدافه لا يبدو ممكناً، حتى وانْ طالت الحرب شهراً اضافياً، ولهذا فإنّ جلّ ما بات يسعى اليه، محاولة الضغط على المقاومة لتحسين شروطه في التفاوض على ثمن إطلاق الأسرى من الضباط والجنود الاسرائيليين، وهو ما أشار إليه الناطق العسكري الاسرائيلي في أحدث تصريح له، بقوله: «نهدف الى زيادة الضغط على حماس لتحسين شروطنا في التفاوض على إطلاق الأسرى»… لكن حتى هذا الهدف يبدو صعب المنال في ظلّ صلابة المقاومة، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني على الرغم من المجازر النازية وحرب الإبادة التي يتعرّض لها…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى