أخيرة

دبوس

الخيار الرشيق
لقد توقّعت ان تجري رحاها فوق مياه الخليج، وقد كنت توّاقاً لأرى البحرية الإيرانية والتي ابتدعت، كما القوات البرية، العقيدة القتالية الرشيقة، تنازل الأساطيل الأميركية وقطعاتها العملاقة، والتي تمخر عباب المياه ثقيلة وئيدة بتثاقل، وتحتاج الى منصات بمساحات فارهة وموانئ مجهّزة وإمدادات وإجراءات وقطعات حماية ومساندة…
لم تلزم الفلسفة القتالية الإيرانية نفسها بكلّ النظريات الحديثة، وهو لا يعني بالضرورة عدم امتلاك قطعات بحرية كلاسيكية تجوب أعالي البحار، وتصل الى شواطئ دول أميركا اللاتينية، ولكنني أذكر أيضاً انّ مشروع التخرّج لسلاح الضفادع البشرية كان يتطلب من المتخرّج ان يقفز من الشواطئ الإيرانية الى مياه الخليج، ويسبح لساعات حتى يصل الى الجسم الغاطس لأحدى السفن الأميركية، ثم يقوم برسم لوحة معقدة بطباشير خاصة على ذلك الغاطس، مما يستغرق ساعات لإنجاز ذلك، ويقوم نهايةً بتصوير اللوحة، ثم العودة سباحةً من حيث أتى…
الرسالة كانت، انّ من يقضي ساعات وهو يرسم لوحةً على جسم سفينتكم يستطيع ان يلصق متفجرات شديدة التفجير، وبالكميات التي يريد، ثم يعود أدراجه ويفجر بسهولة سفينتكم، ونحن نعلمكم وننذركم بذلك، أما عن القوارب الصغيرة السريعة المُسيّرة الانتحارية منها وغير الانتحارية، وصواريخ سطح سطح، فحدّث ولا حرج، والفلسفة وراء سرعة هذه القوارب الفائقة، وكثرتها المفرطة، هي انّ السفن الأميركية من حاملات طائرات ومدمّرات وفرقاطات تستطيع ان تصيب الكثير منها بكمية النيران التي لديها، ولكن يكفي ان ينفجر قارب واحد في إحدى السفن العملاقة الأميركية لكي يحدث كارثة كبرى للبحرية الأميركية، ناهيك عن التوربيدات البالغة التقدّم والبالغة السرعة والدقة، والتي تحمل كمّاً عظيماً من المتفجرات…
هذا ما عنيته بالعقيدة الرشيقة للبحرية الايرانية، أمور نعلمها من خلال المتابعة للنشرات العسكرية ولما يصدر عن وسائط البث الايرانية والعالمية، وأمور لا نعلمها ولن نعلمها إلا في حالة اندلاع القتال الشامل، كالمُسيّرات والصواريخ البالغة الدقة وأمور اخرى…
توقعت ان يجري رحى القتال هناك في الخليج، ولكن الأمور والأحداث بدأت تجد بؤرة أخرى، وساحة قتال في مكان آخر، يبدو أننا سنتابع هذه الجولة بعقيدتها الرشيقة في مياه البحر الأحمر والبحر العربي، وبسواعد أنصار الحق والخير والبطولة، أنصار الله…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى