مانشيت

القوات الأميركية في العراق على الطاولة: الحكومة تبدأ جدولة الانسحاب/ السيد نصرالله: الرد ضرورة حتمية لحماية لبنان وإعادة العمل بقواعد الردع/ بركات وطنية لنصرة غزة على لبنان والعراق واليمن: إلى تحرير مزارع شبعا/

كتب المحرر السياسي

دخلت التداعيات الإقليمية لحرب غزة على المشهد وتصدّرت، بعد الانتقال الأميركي الإسرائيلي الى مرحلة جديدة من الحرب عنوانها الاغتيالات والتفجيرات، من إيران الى العراق الى لبنان، وصار الرد على الاستهداف يستدعي، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ردّ الاعتبار لقواعد الردع، لأن الصمت يعني ترك الساحة مكشوفة أمام الاستهداف، مؤكداً أن الرد على اغتيال الشيخ صالح العاروري حتمي وأن الأمر أصبح بيد الميدان وأن القرار اتخذ وذهب للتنفيذ، على قاعدة أن كلفة الردّ مهما كانت درجة المخاطرة تبقى أقل من كلفة السكوت عن هذا الانتهاك الخطير.
في المشهد الإقليميّ بين التطورات في المشهد العراقي وكلام السيد نصرالله يبدو واضحاً أن مصير القوات الأميركية في العراق قد صار فوق الطاولة، وأن الحكومة العراقية كما قال رئيسها محمد شياع السوداني دخلت في إجراءات جدولة الانسحاب الأميركي، فيما المقاومة العراقية تواصل عملياتها وتصعّد وتيرتها على قاعدة أن زمن الاحتلال انتهى منذ اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس على أرض العراق وقد حان موعد التنفيذ.
في كلمة السيد نصرالله مفاتيح كثيرة لرؤية قوى محور المقاومة لمشهد المنطقة في ضوء معادلات طوفان الأقصى وما بعده، وصفها السيد نصرالله ببركات نصرة غزة، شارحاً فعالية ما قدّمته المقاومة على جبهة لبنان، لكن مستخلصاً أن المقاومة كانت تتحرك على الجبهة وفي تفكيرها منع الاحتلال من الاستفراد بغزة ثم الاستدارة نحو لبنان، ولذلك من بركات نصرة غزة سوف تنشأ فرصة تاريخية نادرة لتحرير كل الأراضي اللبنانية المحتلة من نقطة رأس الناقورة إلى مرتفعات مزارع شبعا، ومثلها بركات لليمن بحجز مقعد له بين الدول الإقليمية الفاعلة، ودور في أمن الملاحة في البحر الأحمر، ومثلها للعراق بإنهاء الاحتلال الأميركي، الذي ستنال بركاته سورية بإنهاء الاحتلال في شرق سورية وفتح مسار تعافيها.

وأكد السيد نصر الله، أن المعركة التي تخوضها المقاومة على الحدود الجنوبية وعملياتها التي تستهدف جيش العدو الصهيوني على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة تثبّت معادلات الردع مع العدو الصهيوني.
وخلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله بمناسبة رحيل فقيد الجهاد والمقاومة الحاج محمد ياغي (أبو سليم) في حسينية السيدة خولة (ع) في بعلبك، اعتبر السيد نصرالله أننا اليوم في لبنان أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا المحتلة، وأمام فرصة لتثبيت معادلة تمنع العدو من اختراق سيادة بلدنا وهذه الفرصة فتحتها الجبهة اللبنانية من جديد.
وأكد أن الميدان هو الذي سيردّ على العدوان الصهيونيّ الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال الشهيد صالح العاروري ورفاقه، وأن هذا الردّ آتٍ حتمًا ولا نستطيع أن نسكت عن خرق بهذه الخطورة، لأن هذا يعني أن كل لبنان والمدن والشخصيّات ستصبح مكشوفة.
ولفت السيد نصر الله إلى أنه “في المرحلة الثانية هرب جنود العدو الى المستعمرات الخالية من السكان والى محيط المواقع خوفًا من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع”. وقال “نحن نحصل على معلومات جيّدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمّعات العدو، وتمّ تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات التابعة للعدو واليوم الضباط والجنود مختبئون”، لافتًا إلى أن “العدو حاول الاستعاضة عن خسائره الفنية بالمُسيّرات وطائراته الاستطلاعية، وأنه مارس تكتّمًا إعلاميًا شديدًا إزاء قتلاه وجرحاه”.
وأشار إلى أنهم في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقيّ هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال، وأن الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الاسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال، وقال “لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسكم عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية”، وأضاف “نفهم أن تكتّم العدو عن خسائره في جبهتنا هو جزء من الحرب النفسيّة وحتى لا يُحرج أمام مجتمعه لأن ما يجري إذلال حقيقي للكيان”.
ولفت إلى أن من نتائج القتال على الجبهة الجنوبية المهجّرون من المستعمرات الشمالية، طيلة الحروب كنا نحن من يتمّ تهجيرنا، هذا التهجير سوف يشكل ضغطاً نفسياً وسياسياً وأمنياً على حكومة العدو إضافة إلى حالة القلق السائدة على جبهة الشمال.
وللذين سألوا عن الجدوى والفائدة من فتح الجبهة الشمالية، قال نصرالله: “منذ أول يوم قلنا إن هدف هذه الجبهة الضغط على حكومة العدو واستنزاف العدو من أجل وقف العدوان على غزة. والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة في الوضع الميداني.. هذان الهدفان هل يتحققان فعلاً من خلال الجبهة اللبنانية؟ نعم.. عندما اضطر العدو نتيجة خشـيته من تطورات الجبهة من الذهاب إلى حرب شاملة، اضطر أن يأتي بـ 100 ألف جندي، اليوم معلومات عن فرق وألوية بأكملها على حدودنا، هؤلاء تم حجبهم عن غزة”.
وتساءل السيد نصر الله “نفس ما يجري في الجبهة الشمالية وهذا العدد من القتلى والجرحى وتدمير آلياته ومهجّريه ألا يشكل ضغطًا على حكومة العدو؟”. وقال “بعض اللبنانيين إما جهلة ولم يقرأوا تاريخ لبنان، وإما يتجاهلون، من 1948 “اسرائيل” تهاجم وتقتحم القرى وتعتدي على البيوت وترتكب المجازر، وهم أقاموا أول حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية.. أقرؤوا التاريخ، يبدو حتى بالمدرسة لم يدرسوا، دائمًا كان أهل الجنوب هم الذين يُهجّرون، هذا له قيمة معنوية سياسية وأمنية عالية.. دائمًا كان الشريط الأمني لدينا، لكنه اليوم هو حزام أمنيّ داخل الكيان في الشمال بعمق 3 كلم وفي بعض المناطق بعمق 7 كلم”.
وأضاف “أقول للمستوطنين الذين يطالبون بالحسم مع حزب الله، هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع ثمن هذا الخيار الخاطئ هو أنتم.. إذا كنتم فعلاً تبحثون عن الحل، الحل هو أن يتوجه مستوطنو الشمال لحكومتهم بوقف العدوان على غزة، وأي خيار آخر لن يجلب لمستوطني الشمال إلا المزيد من التهجير والأثمان الباهظة”.
وعلّق السيد نصر الله على كلام لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بشأن خيمة المقاومة الشهيرة عند الحدود، وقال لنتنياهو “حدّثني عن 48 موقعًا حدوديًا يدمّر، و11 موقعًا خلفيًا يدمّر و17 مستوطنة هوجمت وعن 50 نقطة حدودية، وعن جنودك المختبئين كالفئران، هل المقاومة التي تقوم بهذا الحجم من العمليات كل يوم هي مقاومة مردوعة؟ الخيمة باتت من الماضي اليوم هناك حرب حقيقيّة على الحدود”.
كما لفت السيد نصر الله إلى أن “من بركات قيام المقاومة الإسلامية في العراق بفتح جبهتها نصرة لغزة أن العراق اليوم أمام فرصة تاريخية للتخلص من الاحتلال الأميركي ومن هذا الكذب والزيف والتضليل الأميركي. وشدّد على أن اليمن اليوم يزداد عزًا في العالم العربي والإسلامي، وأن خروج الشعب اليمني في مظاهرات وجّه رسالة يجب أن تفهمها كل الإدارة الأميركية وكل من يهددون اليمن، بأنهم لا يواجهون حكومة ولا دولة ولا جيشاً اسمه أنصار الله، بل هم يواجهون عشرات الملايين من الشعب اليمني الذي كل تاريخه إلحاق الهزائم بالمحتلين”.
وبيّن أن “الأميركيين يُشَغّلون “داعش” في إيران ثم يقولون لا علاقة لنا بتفجير كرمان، صنيعتكم هي التي ارتكبته، مَن الذي يفعّل “داعش” اليوم في سورية؟ فتشوا عن القوات الأميركيّة؟ فرصة خروج القوات الأميركية من العراق اليوم سيتبعها خروج القوات الأميركية من شرق الفرات وهذه من البركات الوطنية للتضامن مع غزة”.
وأشارت مصادر مطّلعة على الوضعين السياسي والعسكري لـ”البناء” الى أن السيد نصرالله قدّم شرحاً تفصيلياً بالأرقام والمعطيات لأهمية جبهة الجنوب في الضغط على كيان الإحتلال وفي تخفيف الضغط عن المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة، ورد على كل المشككين بجدوى دور المقاومة من الجبهة الجنوبية، واستند إلى تصريحات مسؤولين في كيان العدو وإحصاءات من مؤسساته الصحية لعدد القتلى والجرحى والخسائر البشرية فضلاً عن المادية والاقتصادية والمعنوية”.
والأهم برأي المصادر أن السيد نصرالله شرح للجنوبيين كما للبنانيين “الأهمية الوطنية لإشعال جبهة الجنوب وتحصين معادلة الردع ضد أي عدوان استباقي إسرائيلي على لبنان لهروب حكومة الاحتلال من تداعيات الفشل في الحرب على غزة”. كما شدد السيد نصرالله على الردّ على استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال الشيخ صالح العاروري، وقوله إن “الأمر متروك للميدان يعني أن القرار اتخذ في قيادة المقاومة بالرد ومستواه وهو مسألة وقت والقيادة العسكرية في الميدان تنتظر اختيار الهدف الذي يليق باغتيال القيادي في حركة حماس العاروري والعدوان على الضاحية. لذلك على العدو الإسرائيلي تحمل تبعات الانتظار وهو في حالة استنفار شامل، وكما عليه تحمل الرد المؤلم”.
وكانت جبهة الجنوب شهدت سلسلة عمليات نوعية للمقاومة في لبنان، حيث استهدفت موقع بركة ريشا بالقذائف المدفعية وحققت إصابات مباشرة.‏ كما استهدفت ‌‌‏‌‌المقاومة ‏تموضعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الضهيرة بصواريخ بركان، وحققت إصابات مباشرة.‏ كما أعاد ‌‌‏‌‌‌‏مجاهدو المقاومة الإسلامية استهداف موقع بركة ‏ريشا بصواريخ بركان وحققوا إصابات مباشرة.‏
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “أضراراً جسيمة لحقت بموقع تابع للجيش الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان بعد إصابته بصاروخ بركان”. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، قولهم “إننا نحارب في غزة ولبنان والضفة الغربية ومجلس الوزراء الإسرائيلي يحاربنا في الداخل”.
ويأتي ذلك بعد الخلاف الأخير حول تشكيل رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي لجنة تحقيق بشأن إخفاقات 7 تشرين الأول ومواجهة عملية “طوفان الأقصى” والحرب على غزة.
ولفت المسؤولون إلى أنّ “وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يعتقد أن رئيس الأركان هرتسي هليفي أخطأ حين شكل فريق التحقيق قبل أن يستشيره”، موضحين أنّ “وزير الدفاع سمع بقرار تشكيل لجنة التحقيق قبل دقائق من جلسة مجلس الوزراء”.
واعتبر وزير حرب جيش الاحتلال يوآف غالانت، في تصريح من الجبهة الشمالية، “أننا نفضل الحل السياسي على الحل العسكري لكننا نقترب من النقطة التي ستنعكس فيها الساعة الرملية”. وزعم أنّ “الجيش يقوم بعمل عسكري ممتاز ويوجه ضربات لحزب الله”، مشيرًا إلى “الالتزام” بإعادة “الشعور بالأمان لسكان الشمال عبر الوسائل كافة”.
ويتوقع خبراء عسكريون لـ”البناء” أن “يتصاعد التوتر وتشتدّ العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية في الأسابيع المقبلة وسيتصاعد أكثر فور حصول رد المقاومة على العدوان على الضاحية، وقد تتحول جبهة الجنوب الى ساحة حرب حقيقيّة بحال أقدم جيش الاحتلال على الرد على رد المقاومة، وبالتالي سنكون أمام جبهات وليس جبهة واحدة، لأن أي عدوان اسرائيلي كبير وشامل على الجنوب ولبنان لن يبقى محدوداً بل سيوسّع الى كل المنطقة وستدخل الى الحرب سورية وستتسع دائرة المواجهات في العراق وسيوسّع أنصار الله والجيش اليمني عملياتهم وينفجر البحر الأحمر وربما تمتدّ شرارة التفجير الى الخليج ومضيق باب المندب وتدخل إيران في الحرب”، لذلك “يسعى الأميركيون الذين يدركون مخاطر ونتائج الحرب الشاملة الكارثية في المنطقة وربما على العالم، الى احتواء التصعيد بإرسال موفدهم عاموس هوكشتاين الى المنطقة”، لكن السيد نصرالله وفق الخبراء قطع الطريق على أي اقتراحات وحلول يحملها الوسيط الأميركي للترسيم البري وضبط الحدود وفق المفهوم الأميركي – الإسرائيلي، وأعاد السيد نصرالله التأكيد بأن لا بحث للملف الحدوديّ قبل توقف العدوان على غزة.
ويشير الخبراء الى أن الحرب الأمنية قد تكون أخطر من الحرب العسكرية، ويحذرون من عودة التنظيمات الإرهابية الى الميدان لاستخدامها من الأميركيين والإسرائيليين في هذه الحرب الأمنية ضد محور المقاومة لتخفيف الضغط على كيان الاحتلال الذي يتخبط بأزماته، لذلك الخوف من تزايد عمليات الاغتيال والتفجيرات الارهابية أو الانتحارية في سورية والعراق وإيران وحتى لبنان.
الى ذلك أكّد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن الاحتلال لم يحقق هدفه ولن يحققه، مشدّدًا على أنّه حتى هذه اللحظة تتعامل المقاومة في لبنان وما تقوم به من عمليات وفق المنهج والسياق المناسبَين.
وفي حديث لمجلة “روز اليوسف”، رأى الرئيس بري، أن الواقع بعد حرب غزة “يتوقف على عدة محددات لتقدير الموقف، فلكل طرف أهداف استراتيجية من هذه الحرب، سواء المقاومة أو الاحتلال”، لافتًا إلى أن المقاومة الفلسطينية لم تفقد إلّا 10 في المئة من قدراتها منذ اندلاع القتال ولديها قدرة على الصمود، أمّا الاحتلال فخسائره متعددة وكبرى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا واستراتيجيًا. وأضاف أن الاقتصاد الإسرائيلي ينزف رغم كل ما يصل إليه من مساعدات، وهذا هو مأزق رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو، بخلاف ما تفرضه عليه خلافاته الداخلية في الائتلاف الحكومي الهش، فضلًا عن ملاحقته قضائيًا، ومن هنا يسعى لمد أجل الحرب، وأيضاً قد يسعى لتوسيع رقعتها وتوريط أطراف أخرى.
وحول موقف الولايات المتحدة في هذه الحرب، قال الرئيس بري إن “أميركا حضرت في هذه الحرب كطرف وتجاوز الأمر مجرد الدعم السياسي والاقتصادي للاحتلال الإسرائيلى، بل كان الدعم عسكرياً وعملياتياً”.
وفي الشأن اللبناني، قال إن “لبنان حاليًا لديه تحديات حاضرة وأخرى مؤجلة، الحاضرة أولها إنهاء حالة الفراغ الرئاسي، ومن هنا كانت دعوتنا للحوار والاتجاه نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أمّا التحديات المؤجلة فهي تلك التي نبدأ بمواجهتها بعد انتخاب رئيس الجمهورية وفي مقدمها الأزمة الاقتصادية”.
وأضاف “في الفترة الحالية، هناك تعاون كبير مع حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، ونسعى لتقريب كل وجهات النظر والالتفاف حول مصلحة لبنان”.
على الصعيد الدبلوماسي، أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة، بناء لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، بتقديم شكوى بتاريخ ٤ كانون الثاني ٢٠٢٤ امام مجلس الامن الدولي عقب اعتداء “إسرائيل” على منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وتضمّن نص الشكوى المرفوعة ان “هذا الاعتداء يمثل الفصل الأكثر خطورةً في مسلسل الاعتداءات حيث شكّل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ العام 2006، كونه قد طال هذه المرة منطقةً سكنية شديدة الاكتظاظ في ضاحية العاصمة بيروت، وانتهاكاً إسرائيلياً سافراً لسيادة لبنان، وسلامة أراضيه، ومواطنيه، وحركة الطيران المدني، وهو أمرٌ يدعو للقلق لأنه قد يؤدي إلى توسّع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والسلم الإقليميين”. وطلب لبنان مجدداً من مجلس الأمن الدولي “إدانة هذا الاعتداء، والضغط على إسرائيل لوقف التصعيد، وإلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه وشعبه، وذلك للحؤول دون تفاقم الصراع وإقحام المنطقة بأسرها في حرب شاملة ومدمّرة سيصعب احتواؤها”.
وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان في بيان، أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل يزور لبنان بين 5 كانون الثاني الحالي و7 منه. وأوضحت أنه سيلتقي “رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وسيجتمع أيضاً مع قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اللواء أرولدو لاثارو”. وأوضحت أن الزيارة “ستشكل مناسبة لمناقشة جميع جوانب الوضع في غزة وحولها، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، ولا سيما الوضع على الحدود الجنوبية، فضلاً عن أهمية تجنب التصعيد الإقليمي واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، والتي رفعها الاتحاد الأوروبي أربع مرات لتصل إلى 100 مليون يورو”. وقالت: “سيعيد الممثل الأعلى التأكيد على ضرورة دفع الجهود الدبلوماسية مع المسؤولين الإقليميين بغية تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة. كما سيكون التعاون الثنائي والقضايا المحلية والإقليمية ذات الاهتمام جزءاً من المناقشات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى