ثقافة وفنون

عروض مسرحية احتفاء بيوم المسرح العربي في دمشق والسويداء واللاذقية

احتضن مسرح الحمراء في دمشق مسرحية «أخوة الجنون» للمخرج والكاتب المسرحي زيناتي قدسية بمناسبة يوم المسرح العربي.
ويتناول العمل فكرة النأي بالنفس والهروب من المشكلات وعدم مواجهتها بطريقة ساخرة بعيدة عن الواقع تقدمها فئة من المجانين.
وقال قدسية: عندما يكون مجتمع الشخص وعائلته ووطنه مهدداً بكرامته وقيمه وأخلاقه ثم يختار النأي بالنفس فهو منتهى الجنون فلا يستطيع الشخص العاقل أن يترك بلده متعباً ومريضاً ويبتعد عنه.
وتابع: وضعنا هذه الأفكار في هذا العمل الكوميدي لإيصال العديد من الرسائل للجمهور، كما عمل في هذه المسرحية فريق جديد واثنان لديهم خبرة سابقة، أما ما تبقى كان الظهور الأول لهم على خشبة المسرح دفعهم لذلك حبهم للمسرح والتمثيل.
وأكد قدسية إصراره على الوجود في دمشق لتقديم العرض في يوم المسرح العربي رغم ضرورة وجوده في بغداد التي تحتضن مهرجان هذا اليوم باعتباره رئيس لجنة تحكيم قراءة النصوص للكبار فيه.
وبين الممثل المسرحي بشار منصور أنه قدم العديد من العروض المسرحية، وهذه تجربته الثانية مع المخرج زيناتي، موضحاً أن تجربة اليوم عبارة عن مجموعة من الأفكار العميقة التي استطاع أن يلتمسها الجمهور. فالفكرة الأساسية أن أكبر جريمة يرتكبها الإنسان بحق نفسه وبحق غيره هي النأي بالنفس عما يدور حوله من مشاكل.
وقال الممثل المسرحيّ سومر مخول: أعمل بالمسرح منذ خمس سنوات ولكن عملي مع المخرج زيناتي قدسية يعتبر التجربة المسرحية الأولى، وهو بحد ذاته مدرسة قديمة تعلم التمثيل بأصوله وهو يقدم مساحة واسعة لجيل الشباب لإبراز أروع ما لديهم.
الى ذلك قدمت مجموعة من فناني المسرح القومي في السويداء عملاً مسرحياً بعنوان (مليكة هذا النهار) من إعداد الكاتب فرحان ريدان وإخراج ثائر حديفة، وذلك على خشبة قصر الثقافة في السويداء.
وتركزت أحداث العرض المأخوذ عن نص للكاتب الصحافي التشيلي هنري فارويتش حول صراع بين عدة شخصيات بمستويات فكرية وأعمار مختلفة على أهمية الحفاظ على الأسرة لأن هدمها يؤدي إلى هدم الوطن.
وأشار مخرج العرض حديفة إلى أن العرض من المسرح الواقعي، وأن فكرة النص الأساسية تطرح بأن التفكك الأسري هو بداية لهدم الأوطان، وهذه حقيقة ما قدّمه النص، بأن دلالة انهدام المنزل هي بداية الانهدام الأسري والمجتمعي ككل.
كما استضافت دار الأسد للثقافة في اللاذقية العرض المسرحي «الهشيم» للكاتب العراقي عبد الأمير شمخي وسينوغرافيا وإخراج هاشم غزال.
العرض الذي تدور أحداثه حول أربع شخصيات تواصل رغم تهشم أحلامها البحث عن طوق للنجاة ينقلها إلى ساحة الأمل والحياة والحرية.
ويحاكي العرض وفق غزال واقع الشعوب التي تنتظر الخلاص وهي تحاول تلمس حريتها في ظل سيطرة قوى الهيمنة والاستبداد العالمي وتلاعبها بمصائر الشعوب.
ورأى غزال أن المسرح الذي يواكب المجتمعات ويمثل مرآة لها بقي رغم الأزمة التي عاشتها سورية طوال السنوات الماضية، حاضراً وبقوة مع إصرار المسرحيين على تقديم عروضهم وإبداعهم وبزخم أكبر من خلال تناول القضايا التي خلفتها هذه الأزمة بما يجسّد حقيقة المسرح ودوره في الإضاءة على الواقع ومشاكله ومعالجتها.
وثمّن غزال تخصيص يوم للاحتفاء بالمسرح العربي على اعتباره مسرحاً مبدعاً ومواكباً للقضايا العربية وله تاريخ عريق.
غزال الذي يرأس إدارة المسرح الجامعي في سورية رأى أن المسرح العربي بدأ يتلمس خطوات صحيحة مع وجود زخم مسرحي كبير في عدد من الدول العربية وخاصة دول المغرب العربي والعراق والتي شهدت اهتماماً كبيراً بالمهرجانات المسرحية التي تشكّل دافعاً للمسرحيين ليكونوا حاضرين لتقديم عروض مهمة.
وأشار الممثل المسرحي عبد الوهاب عيان أحد أبطال العرض إلى طبيعة العرض وأهميته التي يستمدّها من كونه ينتمي لمسرح العبث حيث لا يوجد هناك أحداث واضحة وصريحة بل يترك للجمهور تحديد ماهية الشخصيات وحقيقتها ويخلق لديه الكثير من التساؤلات.
ورأى عيان أن المسرح حالة خاصة ومهمة جداً قادرة على استقطاب الشباب الذي يحاول استكشاف ذاته وقدراته ويضعه أمام تحدي تقديم الأفضل على أمل الوصول للمتلقي وإقناعه بأدائه وإيصال رؤية العمل.
والعرض من تمثيل مصطفى جانودي ونبال شريقة ومحمد إبراهيم وعبد الوهاب عيان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى