أولى

المقاومة العراقية توزيع الأدوار

الذين تسرّعوا بإصدار الأحكام على المقاومة العراقية وصولاً لاتهامها بالتخلي عن التزامها بإسناد غزة شعباً ومقاومة، استناداً إلى إعلان أحد الفصائل الأساسية في المقاومة تعليق العمليات ضد القوات الأميركية، رغم ما تضمنه البيان من تجديد الالتزام بإسناد غزة والإشارة الى اشكال عديدة لترجمة هذا الإسناد، فوجئوا بما حملته الأخبار أمس، سواء عبر إعلان المقاومة عن استهداف القواعد الأميركية في كردستان العراق وفي شرق سورية، أو بإعلانها عن توجيه طائرات مسيّرة نحو مرفأ حيفا الاستراتيجي بالنسبة لكيان الاحتلال.
الواضح أن المقاومة العراقية تدير بعناية مسؤولياتها، سواء في ما يتصل بفرض الانسحاب الأميركي من العراق واستطراداً من سورية، او ما يتصل بالتزام المقاومة نحو غزة شعباً ومقاومة. وهذا معنى أن فصائل أخرى غير حزب الله العراق قد قامت بتنفيذ عمليات على القواعد الأميركية. من الواضح أنها أقرب للرسائل منها للعمليات القتالية النوعية. وهذا يعني أن وظيفتها إكمال ما يقوم به حزب الله العراق، لجهة الضغط الإيجابي السياسي والسلبي العسكري، لهدف واحد هو تسريع الانسحاب الأميركي من العراق.
بالنسبة لإسناد غزة تكمل المقاومة العراقية ما بدأه أنصار الله في اليمن عبر تشديد الضغط على موانئ كيان الاحتلال، لإضعاف المساحة الآمنة لتجارته البحرية، وفرض قيود إضافية على هذه التجارة تكمل ما يفعله منع السفن المتّجهة الى موانئ الكيان من عبور البحر الأحمر. وهذا المسار مرشح للتصاعد بقوة أكبر في الأيام المقبلة، كماً ونوعاً، بحيث نشهد نوعاً من تولي المقاومة العراقية مسؤولية إقفال التجارة عبر البحر المتوسط على كيان الاحتلال بمثل ما أقفل اليمن عليه طريق التجارة عبر البحر الأحمر.
المقاومة العراقية مكوّن رئيسيّ وفاعل في محور المقاومة، وهي مكوّن صادق ومخلص للخيارات، وفي مقدمتها إخراج القوات الأميركية من العراق وسورية وفتح طريق المقاومة أمام التكامل والتشبيك الاقتصاديّ والأمنيّ بين بلدين شديدي الأهمية في تاريخ العرب وجغرافيتهم، هما سورية والعراق. والمقاومة العراقيّة مخلصة لفلسطين ومقاومتها، وسوف تظهر قوة صواريخها وطائراتها المسيّرة في زعزعة الأمن الاقتصادي لكيان الاحتلال.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى