الوطن

مواقف مندّدة بمجزرة النبطيّة الوحشيّة: على الأمم المتحدة كبح إجرام قادة الاحتلال

ندّدَت أحزاب وقوى وطنيّة وفاعليّات سياسيّة ونقابيّة بمجزرة النبطيّة التي نفّذتها عصابات الجيش «الإسرائيليّ» في النبطيّة ليل أول من أمس والتي ذهب ضحيَّتها أكثر من 10 شهداء وعدد كبير من الجرحى جلّهم من النساء والأطفال. ودعت إلى كبح جماح إجرام قادة كيان الاحتلال، محذّرةً من أخذ المنطقة نحو حرب لا تُحمد عُقباها.
وفي هذا السياق، دان رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي مجزرة النبطيّة وقال «مجزرة جديدة يُضيفها المستويان السياسيّ والعسكريّ في الكيان الإسرائيليّ إلى سجّله الحافل بالقتل والإرهاب وحروب الإبادة من خلال العدوان الجبان الذي استهدف الآمنين في مدينة النبطيّة».
وأضاف «إنّ تلكَ المجزرة التي ارتكبت مع سبق الإصرار والترصّد، إن دلّت على شيء إنّما تدلُّ على الطبيعة العدوانيّة والعنصريّة لهذا العدوّ الذي لم يعد خافياً أنّه على نقيضٍ في أدائه ونهجه مع كلّ ما هو إنسانيّ، وأنّ بنك أهدافه المعلَن والخفيّ هم المدنيّون وكلّ مقوّمات الحياة في وطننا ومنطقتنا».
وتابع «إنّ الدماء التي أزهقت في النبطيّة وقبلها في حولا والصوانة وعدشيت، هي برسم الموفدين الدوليين والأمم المتحدة ومنظّمات حقوق الإنسان، لا لتدين وتستنكر إنّما لتتحرَّك بشكل عاجل وفوريّ لوقف آلة القتل الإسرائيليّة وكبح جماح قادة كيان الاحتلال الذين يأخذون المنطقة نحو حرب لا تُحمَدُ عُقباها».
وختَم برّي «الرحمة للشهداء وأحرّ التعازي لذويهم والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل».
بدوره، دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «العدوان الإسرائيليّ المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حقّ المواطنين اللبنانيين ولا سيّما ما حصل في النبطية حيث استشهد سبعة أشخاص من عائلة واحدة بالقصف الإسرائيليّ».
وقال في بيان «إزاء التمادي في هذا العدوان الإسرائيليّ وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يُسبّبه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجيّة والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبتُ تقديم شكوى جديدة عاجلة ضدّ إسرائيل إلى مجلس الأمن الدوليّ».
أضاف «في الوقت الذي نُشدّد على التهدئة وندعو جميع الأطراف إلى التزام عدم التصعيد، نجد العدو الإسرائيليّ يتمادى في عدوانه، ما يدفعنا إلى طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخذة للجم العدوّ».
وختَم «إزاءَ تصاعُد العدوان طلبتُ من وزير البيئة الدعوة إلى اجتماع عاجل لهيئة الطوارئ الوطنيّة لمواكبة الوضع. كما اطّلعتُ من وزير الصحة على الواقع الصحيّ والاستشفائيّ في الجنوب والخطوات العاجلة المتخَذة».
واستنكر النائب هاني قبيسي «المجزرة التي ارتكبها العدوّ الصهيونيّ في حقّ عائلة برجاوي في النبطيّة»، واعتبر خلال تفقّده مكانَ المجزرة أنّه «صباح حزين ومقاوم في النبطيّة، الأمران لا ينفصلان وبالتالي يؤكّدان همجيّة الصهاينة وإجرامهم التي تعجز عن قتال المقاومين وتقارع الأبرياء فتقتل الأطفال والنساء والأبرياء».
واعتبرَ الأمين العام لـ»التنظيم الشعبيّ الناصريّ» النائب الدكتور أسامة سعد، أنّها «ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يرتكب فيها العدوّ الصهيونيّ الإجرام بحقّ المدنيين في لبنان. وها هو أيضاً يشنّ حرب إبادة ضدّ الشعب الفلسطينيّ، مرتكباً الفظائع بغطاء مشين من الولايات المتحدة الأميركيّة».
ودعا سعد الحكومة اللبنانيّة لـ»مواجهة هذه التهديدات وتحمّل مسؤوليّاتها والتصدّي لهذه الأخطار عبر توفير مقوّمات الصمود لشعبنا، وتحصين البلد من المخاطر الداهمة بدلاً من بيانات الاستنكار والإدانة». وحيّا «شعبَنا الصامد في الجنوب وشهداء لبنان المدنيين والمقاومين».
وجدّدَ الوزير السابق وديع الخازن في بيان إدانته للعدوان «الإسرائيلي» المتعاظم على لبنان»، مستهجناً «الصمت العالميّ حيال هذا المسار العدائيّ المتمادي والمستمرّ منذ عقود»، واستنكر المجازر التي يسقط ضحاياها أبناء الجنوب والمقاومون، متوجّها بالتعزية إلى جميع اللبنانيين، وبالدعاء لأرواح الشهداء السبعة الذين سقطوا في النبطيّة».
ودعا جميع اللبنانيين من الميول السياسيّة والحزبيّة كافّة إلى «التضامن في هذه المرحلة الخطيرة»، معتبراً أنّه «بقدر ما هو ضروريّ تقديم شكوى عاجلة ضدّ إسرائيل إلى مجلس الأمن، بقدر ما هو ملحّ الطلب من الدول الصديقة التضامن مع لبنان، والتحرّك للجم الغطرسة الإسرائيليّة والإجرام الذي تتقصد بممارسته ضدّ الأبرياء والمدنيين في لبنان وغزّة والضفّة الغربيّة وفي كلّ مكان».
وعبّر الخازن عن «عميق حزنه أمام المصاب الجلل»، محذّراً العدو الصهيونيّ من «التمادي في توسيع رقعة الحرب، واستدراج لبنان إلى حرب مدمّرة، ومن سياسة اللعب بالنار التي يمارسها من غير رادع»، مؤكّداً أنّ «لضبط النفس حدوداً، وأنّ المقاومة قادرة على ردّ الصاع صاعين، وأنّ الكيان الصهيونيّ وكلّ مستوطناته وقطاعاته في مرمى المقاومة وقوّتها الضاربة، بما في ذلك حقل كاريش وسائر محطّاته النفطية والغازيّة».
من جهّته، توجّه النائب السابق إميل إميل لحّود «بالتعزية بعائلات الشهداء الذين سقطوا في أكثر من منطقة جنوبيّة في الساعات الأخيرة، وهم دليلٌ جديد أمام المجتمع الدوليّ الصامت حتى المؤامرة عن عدوٍّ مجرم تخصّص، عبر التاريخ، في قتل الأطفال والنساء والمدنيّين العُزّل».
وقال في بيان «نشدُّ على أيدي المقاومين الأبطال لكي يردّوا على هذا العدوّ بما يستحقّ، وباللغة الوحيدة التي يفهمها، إذ بلغ مرتبةً غير مسبوقة من الإجرام، بين قتل مدنيّين وقصف منازل سكنيّة أو سجن شعبٍ بكامله في أقفاص كبيرة».
وأضاف «ما يؤلمنا ليس فقط صور انتشال الجثث في النبطيّة والصوّانة وغيرهما من المناطق الجنوبيّة، بل أيضاً بعض ردود الفعل في الداخل اللبنانيّ الذي يُشعرنا بأنّ الجنوبيّين خارج النسيج الوطنيّ، إلى درجة أنّ قسماً من اللبنانيّين أبقوا على أولويّة الاحتفال بعيد العشّاق بدل التعاطف مع من يموتون تحت أنقاض منازلهم»، مشيراً إلى أنّ المقاومة لم تطلب اشيئاً من أحد «وهي تسعى، منذ اندلاع الحرب، إلى تجنيب لبنان تداعياتها ولو كلّفها ذلك سقوط شهداء مقاومين، ولكن لا يعني ذلك أنّ يكون اهتمام بعض اللبنانيّين بالدببة والورود الحمراء أكثر من اهتمامهم بسقوط شهداء مدنيّين من أبناء وطنهم على يد عدوٍّ غادر».
وختم لحّود «تبّاً للسياسة التي تُبعدنا عن إنسانيّتنا. فلنقم، أقلّه، بمراجعة لما يحصل حولنا، ولنعد النظر بما تبقّى لنا من شعورٍ إنسانيّ قبل أن تحوّلنا السياسة الى أحجارٍ تسير على أرجل».
وكتب المدير العام للأمن العام السابق اللواء عبّاس إبراهيم على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعيّ «أحدَ عشرَ قمراً عدد المدنيين الأبرياء الذين امتدّت إليهم يد الوحشيّة الإسرائيليّة والإجرام الصهيونيّ أمس، والعدد ليس نهائيّاً فتحت الأنقاض ما قد يضاعف الأقمار في سمائنا. أحدَ عشرَ قمراً جنوبيّاً سيُنيرون دربَنا نحو تحرير أرضنا المحتلّة وسيبقون معلّقين في سماء جبل عامل فنستمدُّ منهم النور والصبر والإرادة».
أضاف «أحدَ عشرَ قمراً لا شكّ ستُنبت دماؤهم نصراً ينبع من الجنوب ويصبّ في لبنان كلّه كرامةً وعزّة. أحدَ عشرَ قمراً في سماء الجنوب يشعّون علّ عميان هذا العالم المتوحّش، يبصرون. أحدّ عشرّ قمراً يصرخون في بريّة هذا العالم بأنّ إسرائيل لا تتوانى عن قتل الأطفال والرُّضَّع والنساء والشيوخ والشجر».
وختم «أحدَ عشرَ قمراً سيبقون معلّقين في سماء العالم يُشيرون بالبنان إلى هذا الكيان الغاصب وتلك العصابة المجرمة ويصرخون: أوقفوا آلة الإجرام تلك. بعد هذه الأقمار ماذا سيحمل الوسطاء في جعبتهم؟».
وشجب مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيونيّ في مدينة النبطيّة، مؤكّداً أنّ «العدوان الصهيونيّ على جنوب لبنان هو سلسلة من الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيونيّ التي تُضاف إلى سجلّه الأسوَد في ارتكابه للمجازر المروّعة التي يذهب ضحيَّتها الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين في منازلهم في قطاع غزّة وفي فلسطين وقرى وبلدات الجنوب اللبنانيّ». وطالبَ المجتمع الدوليّ بـ»التحرّك فوراً للجم النازية الصهيونيّة ووقف المجازر التي تُرتكب بحقّ الشعب الفلسطينيّ واللبنانيّ».
واستنكرَ نائب رئيس المجلس الإسلامّي الشيعيّ الأعلى الشيخ علي الخطيب في بيان، بشدّة مجزرة النبطيّة ووضع «هذه المجزرة وأمثالها برسم الأمم المتحدة والمؤسَّسات الحقوقيّة والإنسانيّة الدوليّة المطالبة بمعاقبة الكيان الصهيونيّ على مجازره وجرائمه».
وأعلن رئيس الاتحاد العماليّ العام بشارة الأسمر في بيان، إدانته وشجبه «للمجزرة البشعة التي ارتكبها العدوّ الصهيونيّ في النبطيّة، والتي تدلّ على عمق آلة القتل المتجذّرة في الكيان الغاصب والتي تجلّت بالمذابح اليوميّة التي تُمارَس في غزّة وفي جنوب لبنان». وطالبَ «الجهات العربيّة والدوليّة بالتدخل لإعلان وقف إطلاق نار شامل في غزّة وفي جنوب لبنان».
واعتبرَت «لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الإسرائليّة يحيى سكاف» في بيان، أنّ «المجزرة التي نفّذها العدو الصهيونيّ بحقّ عائلة البرجاوي ومدنيين من أبناء مدينة النبطيّة، تُثبت للعالم أجمع أن العدوّ الصهيونيّ الذي يستهدف المدنيين الآمنين من الشيوخ و النساء و الأطفال لا يمكن التعامل معه ومواجهته إلاّ بلغة المقاومة المسلّحة، لأنّها الخيار الوحيد الذي يردع العدوّ عن تنفيذ مخطّطاته الإجراميّة والوحشيّة بحقّ شعوبنا و بلداننا».
كما ندّدَ العديدُ من النوّاب والأحزاب والقوى الوطنيّة والفاعليّات بالمجازر الصهيونيّة في لبنان وفلسطين المحتلّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى