أولى

كلام أبو عبيدة رسائل واضحة

ليس صعباً استنتاج الجواب الذي تضمّنته كلمة الناطق بلسان قوات القسام على التهديدات والعروض الإسرائيلية، فقد بدا واضحاً أن توقيت ظهور أبي عبيدة بعد مدة من الغياب، محسوب ومدروس، ويريد أن يقدّم أجوبة قسامية على ما يجري ترويجه عن فقدان المقاومة القدرة على مواصلة القتال عشيّة تهديد جيش الاحتلال بمعركة رفح، وأجوبة موازية على عروض الكيان في مسار التفاوض وجوهره تبادل الأسرى.
رسالة القسام الأولى هي أن المقاومة في ذروة قوّتها وثقتها بقدرتها على المضي قدماً في مواجهة جيش الاحتلال، الذي أصيب بالفشل ويدخل مرحلة العجز، ولذلك فإن المقاومة مستعدّة للمضي قدماً في خيار المواجهة العسكرية، وتحت شعار طرد الاحتلال من كل قطاع غزة. وهذا مغزى تجاهل الحديث عن المفاوضات في الكلمة، واعتبار الميدان العسكريّ هو الذي يقرّر المستقبل.
الرسالة الثانية التي حملتها كلمة أبو عبيدة واضحة أيضاً حول ملف تبادل الأسرى، فالكلمة لم تأتِ على ذكر عروض التبادل التي قدّمها جيش الاحتلال وحكومته، لكن الكلمة تناولت ملف الأسرى من زاوية ثانية، فقالت إن الأسرى يُقتلون تباعاً بالقصف الإسرائيلي وإن المقاومة تبذل جهدها لإبقائهم على قيد الحياة، لكنها لا تستطيع أن تضمن ذلك، وإن مرور الوقت واستمرار القصف سوف يؤديان إلى نتيجة حتمية هي نهاية سوداء لملف الأسرى الصهاينة، تتحمّل قيادة كيان الاحتلال مسؤوليتها.
ما تقوله عملياً كلمة أبو عبيدة هو أن مسار التفاوض لا يستحقّ الاهتمام، وليس فيه ما يستدعي التحدث عنه، وأن الميدان هو صاحب الكلمة الفصل، والمقاومة واثقة من قدرتها على ربح الجولة المقبلة من الحرب كما ربحت جولاتها السابقة.
في تقدير الموقف هذا يعني أننا ذاهبون إلى جولة تصعيد جديدة في غزة وربما في المنطقة أيضاً.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى