أخيرة

دبوس

وحش مع سبق الاصرار والترصّد

لسنا بحاجة إلى لملمة الأدلّة من هنا وهناك، من مجازر الكيان في غزة، أو الضفة الغربية، أو في لبنان، أو فيّ مكان في العالم، ليس هنالك حاجةً لذلك كيما نثبت للعالم انّ هذه الكينونة، هي كينونة مجرمة قاتلة، انتبذت لذاتها مكاناً قصيّاً عن المنظومة الإنسانية، وبالذات في المقوّمات الموضوعية الشائنة، قدّم المعطيات المتوفّرة لدينا من الملاحظات العامة لطبيعة هذا المخلوق الانزوائية الإنعزالية، ومن المشاعر المفعمة بالشعور بالاضطهاد، وترتّباً على ذلك مجموعة مذهلة من الأمراض النفسية، وعلى رأسها البارانويا، ثم التردّدات الشرطية الحتمية التي تترتب على هذه المكوّنات النفسية، ثم لنستعرض تلك الحيثيات التي توّجت هذا التكوين الشاذ من خلال التلموديات، والتي أريدَ لها ان تكون تعزيزاً دينياً لكلّ هذا الفحوى المريض، من احتقار وكراهية للآخر، ووجوب إزالته او استعباده وتقويمه على أساس أنه من منطقة متدنية مقارنةً باليهودي المتفوّق،
أعط هذه المعطيات النفسية لهذه الكينونة لأيّ عالم نفس، وسيقول لك فوراً، ومن دون مواربة أنّ هذه المقدمات ستؤدي بالضرورة الى انخلاق وحش دمويّ سيشكل خطراً على كل الكائنات، لسنا بحاجة لتجميع الأدلة، فهكذا مقدمات ستفضي بالضرورة لظهور الوحش، ولذلك فإنك تجده متفوّقاً في تكنولوجيا القتل على مرّ العقود، وبالذات في مقوّمات القتل الجماعي، والتدمير الشامل، فالسلاح الذري كان وراءه بالنظرية وبالتطبيق العملي آينشتاين وأوبنهايمر، والرئيس الأول لـ “إسرائيل”، حاييم وايزمان، كان عالم فيزياء، تمكّن من تطوير المتفجرات الباليستية كيما تحدث تدميراً أكبر، واعتبر آنذاك، هذا الكشف العلمي، اختراقاً في القدرات التدميرية استفادت منه بريطانيا في الحروب العالمية الأولى والثانية، والأمثلة على ذلك لا تعدّ ولا تحصى، خاصةً بعد ان أصبح لهذا التكوين الشاذ، كياناً قائماً بذاته، يخصّص الميزانيات الباهظة فقط للإبداع في عالم تكنولوجيا القتل،
ذات مرة، وقبل فترة من الزمن، دخلت امرأة وطفلتها الرضيعة إلى أحد محلات الملابس في الضواحي النائية في ولاية بنسلفانيا، قام الموظف الشاب الوحيد الذي يعمل في هذا المحلّ بإيصاد باب المحل بالقفل، ثم قام باغتصاب المرأة وقتلها، ثم قتل طفلتها الرضيعة، وألقى بجثتيهما في حاوية القمامة القريبة، أغلق المحلّ، ثم قفل راجعاً الى بيته، بعد إلقاء القبض عليه، وتدوين المعطيات النفسية لهذا الشاب، عرضت على مختص نفسي لتقييم الموقف، كتب هذا المختص في تقييمه حول الموضوع، لو أن أحداً زوّدني بمعطيات هذا الشاب السيكولوجية قبل ارتكاب الجريمة، لأوصيت فوراً بالتحفّظ عليه، ومنعه من الاختلاط بالناس خوفاً على سلامتهم، لأنه مشروع وحش لا لبس فيه…
أحيلكم إلى هذه الكينونة التلمودية الناضحة بكلّ المقوّمات النفسية التي، وبلا أدنى شك، كان واضحاً منذ قرون أنها ستفضي الى هذا الوحش الذي نراه يفعل ما يفعله الآن في غزة…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى