أولى

كلام السيد نصرالله ومسؤوليّات الآخرين

– أضاف كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن حتميّة الرد الإيراني على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، دليلاً جديداً لتأكيد ما قاله بصيغة، الردّ آت لا محالة.
– قال السيد نصرالله إن النقاش في الردّ بلا معنى، أولاً لأنه آتٍ حكماً، وثانياً لأن الأجوبة على أسئلة من نوع كيف وأين ومتى، ليست بحوزة أحد ولن تعرف قبل حدوث الردّ فعلياً.
– دعا السيد نصرالله إلى الانتباه إلى أن الغارة والردّ يعنيان أن مرحلة جديدة شديدة الخطورة، تطلّ برأسها، معتبراً أن هذه المرحلة هي نقطة تحوّل بعد ستة شهور من الحرب، فماذا عن الردّ على الردّ وما بعد الردّ على الردّ على الردّ، بحيث إن المنطقة تدخل احتمالات الذهاب إلى الحرب بكل ما تعنيه الكلمة، حرب شاملة لا ضوابط لها ولا سقوف.
– هنا تحدّث السيد نصرالله عن جبهة لبنان، مؤكداً أن المقاومة جاهزة لهذا الاحتمال، وأنها لا تخشى الحرب، بل إنها قد أعدّت لها عدّتها، كاشفاً عن ان المقاومة لم تستخدم بعد سلاحها الذي أعدّته للحرب ولا قواتها التي جهّزتها للحرب.
– في مثل هذه اللحظات لا بد من التأكيد أن الذين يفكرون بالمصلحة الوطنية ويمثلون روح مسؤولية في ممارسة السياسة، يجب أن يسألوا أنفسهم، هل يستطيع لبنان وقف تداعيات ما يجري والتحكم بما سيقوم به كيان الاحتلال أو ما سيكون ردّ إيران؟ وفي حال تدحرجت الأمور نحو حرب شاملة وقرّر جيش الاحتلال أن يكون لبنان ساحة فعل عسكري كبير، عليهم التساؤل عما إذا كان من الحكمة الجلوس على التلّ، وافتراض أن المقاومة سوف تدفع ثمن فتح جبهة لبنان إسناداً لغزة، واستباق خطر اندفاعة إسرائيليّة نحو لبنان، لأنهم في هذه الحالة يضعون أنفسهم في إحدى ضفتين، ضفة التعاطف مع جيش الاحتلال كي يتسنّى لهم إثبات أن المقاومة أخطأت الحساب بفتح الجبهة، أو ضفة الخاسرين إذا انتهت الحرب بانتصار المقاومة.
– الحكمة وروح المسؤولية الوطنية تقولان بوضع كل السجال السابق جانباً، اتخاذ موقف وطني مسؤول يقوم على اعتبار أن شنّ الحرب على لبنان هو استهداف لكل لبنان ولكل اللبنانيين، وأن المقاومة وحزبها الأهم، حزب الله، طرف في خلافات سياسية كثيرة، لكن عندما يكون الأمر بمستوى خطر حرب على الوطن والمقاومة فإن الوحدة وراء المقاومة ومساندتها حتى تنتصر هو الموقف، والمسارعة إلى هذه المواقف، بلد التساؤل عن فرص النصر في ظل الانقسام والأزمات، وحده قد يُسهم في لجم اندفاع الاحتلال عن التفكير بالحرب، وكل تظهير للانقسام هو نوع من التشجيع للاحتلال على المغامرة بخوض الحرب.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى