مقالات وآراء

في الزمن الأميركي…!

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*

فجأة ومن دون سابق إنذار تقصف «إسرائيل» القنصلية الإيرانية في دمشق في مطلع نيسان الحالي، ما أدّى الى تحويل المبنى إلى أنقاض واستشهد فيه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في سورية ولبنان و7 من رفاقه الضباط والعناصر في الحرس.
ورغم انّ هذا العدوان يخالف كلّ الأنظمة والشرائع التي تحظر وبكلّ وضوح التعرّض لممثلي الهيئات الدبلوماسية والسفارات والقنصليات، ساد الصمت واللامبالاة وكأنّ شيئا لم يحدث! وخاصة من الولايات المتحدة التي تدّعي حماية الهيئات السياسية والقيَم الإنسانية والقوانين والأعراف في العالم…!
لا نتحدث هنا عن «دولة» الصهاينة التي لم تحترم يوماً منظمة الأمم المتحدة وقوانينها ولا قراراتها وترتكب أفظع الجرائم! كما أننا لا نتحدّث عن صمت ذوي القربى الذين بلعوا ألسنتهم واستمرّوا في غفلتهم في الليل والنهار!
أما عندما استخدمت إيران حقها القانوني وردّت على قصف قنصليتها بالطريقة المعروفة، قامت قيامة الولايات المتحدة وشاركت عملياً في استهداف الوسائل الإيرانية قبل وصولها الى أجواء فلسطين ومعها بريطانيا وفرنسا والأردن الذي استنفر قاعدته الجوية للمرة الأولى وأغلق مجاله الجوي لتفعيل استهداف المُسيّرات الإيرانية، وهبّ العالم الغربي لفرض العقوبات على إيران التي قامت بالردّ على استهداف قنصليتها!
ألا يشير هذا كله إلى أنّ العالم اليوم تحكمه شريعة الغاب بشهادة منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي يطالب بتدابير انتقامية واستنهاض البنوك المركزية في العالم وتأكيد الالتزام بأمن «إسرائيل» والتنديد بالهجوم الإيراني الذي جاء بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق!
وهذا في نظر الغرب اعتداء جاء على «حرمة إسرائيل» التي يحقّ لها أن تعتدي وتقتل وتدمّر وتبيد شعباً… ولا يحقّ لأحد في العالم أن يقول لها «ما أحلى الكحل في عينك».
بدوره أدلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بموقف بلاده المعروف كالعادة، فقال: «نحن معنيّون بأمن إسرائيل وبقدرتها على الدفاع عن نفسها، وإذا لزم الأمر سننخرط بأنفسنا للدفاع عنها…»! إِن يَعِدُ ٱلظَّٰلِمُونَ بَعۡضُهُم بَعۡضًا إِلَّا غُرُورًا (40) فاطر»، وحسب الأميركان في ذلك تجبّراً وغروراً كغيرهم من الظالمين والمستكبرين ممن استحبوا العمى على العدل والإنصاف فحسبهم قول الله «فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَقَالُواْ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ» (15 فصلت) «وهم حتما سيسخرون من أدلتنا على عتوّهم وظلمهم وجيوشهم وسيقولون: «اذهبوا الى ربكم لينصركم»…
وحتماً سنُعدّ ما استطعنا من أسباب القوة مردّدين ومطمئنين لقول الله تعالى « يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ (7) محمد»، «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227) الشعراء»
«فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (56) غافر»

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى