طريق غزة يبدأ من مكة
طاهر محي الدين
لِمَ هذا الصمت كلّه عما يحصل في غزة من تقتيل وتنكيل وتشريد وهدر الدماء الزكية؟ أين شيوخ الإفتاء الذي أفتوا بالجهاد في البلدان العربية والإسلامية تحت مسمّيات طائفية؟
أليس هذا هو الجهاد التكفيري الذي ناديتم به من خلال منابركم؟! والآن أين هم مشايخ عهركم وكفركم ليحضّوا على الجهاد لمحاربة أعداء الله ورسوله، الصهاينة وأدواتهم الوهابية التكفيرية التي دمرت جميع الشعوب العربية وهتكت أعراضهم ويتّمت أطفالهم وقتلت رجالهم وشبابهم وأذلت شيوخهم وانتهكت حرمات نسائهم وهدمت بيوتهم وشرّدت عائلاتهم.
أليس هذا العدو الذي جعل كلاًّ منّا ينهش ويفترس بعضه بعضه الآخر، وكلاًّ منا يحرم ويحلل ويقتل ويسرق تحت مسمّيات طائفية بغيضة كريهة تكفيرية لا تعترف بوجود الآخر وتسفك دم كل من يخالف فكرها. أو لسيت أدواته الصهيوـ وهابية هي التي قتلت من السُّنة مثلما قتلت من الشيعة والمسيحية؟
هنيئاً لك يا «إسرائيل» الوهابية، قد وصلت إلى مبتغاك وفرّقت بين الشعوب العربية، بل حتى بين أبناء البلد الواحد، والزاروب الواحد. نجحت نجاحاً باهراً في زرع الحقد والضغينة والغـل في ما بينها، وقتلت ودمرت فينا النخوة العربية، وفرّقت وحدتنا، وحطّمت معالم تاريخنا، وهدمت الكنائس والمساجد والحسينيات والمعابد والمزارات والمقامات الدينية، ولم يرمَ حجر واحد على كنيس صهيوني حتى الآن!
أين الذين نادوا بدعم أهل السنة في العراق وسورية ولبنان وسلّحوا جميع تكفيريّي الأرض ليدمّروا هذه البلدان بحجة محاربة الأنظمة الكافرة؟ أين هم مما يحصل في غزة من قتل وتدمير؟ أليست فلسطين أرض رباط وجهاد ضد الصهاينة؟ أو ليس أهل فلسطين أهل السنة ودعمهم واجب؟ لٍمَ تتركوهم لتلك الأنظمة الكافرة بحسب زعمكم لتدعمهم وتمدّهم بالسلاح ! لِمَ لا تملأون هذا الفراغ وتنزعون الذرائع من أمام الفلسطينيين ليرفضوا تلقي الصواريخ التي تقضّ مضاجع الصهاينة أبناء عمومتكم وتزودوهم الأسلحة التي تدفعون المليارات لشرائها دعماً للخزينة الأميركية والأوروبية، فيردون الظلم والعدوان عن أرضهم وعرضهم، ويمنعون انتهاك قبلة المسلمين الأولى؟
أنتم عار حتى على العمالة والخيانة. حتى مبادرة خائن الحرمين الشريفين وفيها من التنازل والرضوخ ما يكفي لإذلالنا لألف عام لم يقبلها منكم سيّدكم الصهيوني، وترك الغبار يأكلها في أدراج مكاتبه، ثم يتصدر عملاؤكم شاشات عهركم وينبحون بكفركم : قائلين إننا مغامرون وأن صواريخ عزتنا هي سبب ما يلحق بنا من قتل وتدمير وانتهاك للأعراض وتدمير للممتلكات.
نقولها بالفم الملآن. ابحثوا عن الوهابي وراء كل إرهاب وإجرام وحقد وضغينة، وابحثوا عن الصهيوني وراء كلّ وهابي. حتى «خليفة الدولة» التي زعم إرهابيّوكم قيامها أعلنت وبالفم الملآن أنها لن تحارب الصهاينة بل ستحارب «المنافقين» بحسب فقهكم الصهيو ـ وهابيّ وكل من خالفكم من المسلمين.
لذا نؤكد اليوم وإلى أبد الآبدين : إن تحرير فلسطين يبدأ من تحرير مكة والمدينة، وسيرتل الفاتحون من أنصار الله والأحرار يومذاك ما أنزله الله تعالى يوم فتح مكة « إذا جاء نصر الله والفتح، « وسنحفر في أذهان أطفالنا أن طريق القدس يبدأ من مكة، وسنعلق لهم الصور في غرفهم التي تذكرهم بإجرامكم وإرهابكم، وسنكرس في عقولهم أننا لن ننسى ولن نغفر ولن نسامح، فازرعوا اليوم ما شئتم، فلن تحصدوا إلاّ ما زرعتم، فمن يزرع الإرهاب والقتل والتدمير لن يحصد الريحان، ومن يخلق الوحش لن يتمكن من السيطرة عليه لاحقاً. ستطاردكم دماؤنا وصور قتلانا ونحيب الأمهات الثكالى، فامكروا واحشدوا واقتلوا ما شئتم فإننا قادمون.
نقسم بالنون، بأنكم حراس بني صهيون، وهابيون عبريون عثمانيون «إخوانيون» «داعشيون» متأسلمون سلفيون بعيريون، في الخيانة راسخون، وللعمالة عابدون، وللأديان محاربون، وللإنسانية معادون، ولأعراضكم بائعون، ولأوطانكم خائنون، ولشعوبكم ماحقون، وللفروج عابدون، وللمال ساجدون.
نون… قسماً إننا مقاومون ممانعون عروبيون ناصريون مناضلون بعثيون قوميون وحدويون متحرّرون وطنيون، للحدود عابرون… لأراضينا محررون… ولأعراضنا صائنون، للصهاينة هازمون، للأعراب داعسون، للخونة والعملاء ساحقون، ولعروشكم مزلزلون.