إبراهيم: السيطرة على مقرّ قيادة «الفرقة» لا يعني السيطرة عليها أو خروجها عن العمل الميداني
دمشق سعد الله الخليل
للمرة الأولى يظهر للعلن التعاون بين الجيش العربي السوري ووحدات الحماية الكردية والدفاع الوطني في عملية لاستعادة الفوج 121 الذي سيطرت علية قبل أيام مجموعات تابعة لما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش.
عملية على الأرض وإسناد جوي
استعاد الجيش العربي السوري بالتعاون مع وحدات الحماية الكردية وقوات الدفاع الوطني السيطرة على مدخل الفوج 121 في منطقة الميلبية جنوب محافظة الحسكة والتابع للفرقة 17، ومحطة تحويل الكهرباء وسجن الأحداث ومقبرة الشهداء.
وذكرت مصادر متابعة لصحيفة «البناء» أن تعزيزات وحدات حماية الشعب قدمت من ريف رأس العين إلى بلدة تل تمر ومنها إلى نقطة التجمع في قرية أم حجيرة على طريق الحسكة ـ تل تمر الجنوبي، التقت بقوة مشتركة من الدفاع الوطني ووحدات حماية الشعب عند دوار البانوراما، وذلك لتمشيط منطقة محطة الكهرباء ومقبرة الشهداء، حيث تمكنت من اختراق نقاط التحصين لمسلحي تنظيم داعش مستفيدة من الارتباك الشديد في صفوف مسلحيها نتيجة القصف المدفعي وقصف الطيران الحربي والمروحي.
ووصلت قوة من وحدات الحماية إلى نقاط في الفيلات الحمر وقرى أبو بكر والفلاح والطوشان لإطباق الحصار على خط إمداد تنظيم داعش من معبر السبع سكور. وتواردت الأنباء في الصباح عن تراجع مسلحي التنظيم من مقبرة الشهداء ومن محيط الفوج /121/ في الميلبية.
وعقب السيطرة على مقبرة الشهداء والأرياف الجنوبية القريبة من الحسكة وجزء من طريق أبيض ـ الحسكة توجهت تعزيزات من الدفاع الوطني إلى الفوج المحاصر.
وفي جبهة دوار الغزل، عززت وحدة من حماية الشعب الحاجزالأمني وبسطت سيطرتها على المناطق المحيطة به بعد محاولة لتسلل مجموعة من مسلحي «داعش» حيث شكلت وحدات حماية الشعب والقوى الأمنية والدفاع الوطني منظومة دفاعية متينة، تمتد من دوار الغزل إلى مبنى المكننة الزراعية.
وذكر موقع مناصر لتنظيم «داعش» أن التنظيم فقد قرابة عشرين من مسلحيه في حين تتحدث وسائل إعلام أخرى أن خسائر التنظيم فاقت خمسمئة مقاتل وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الفوج 121 قبل أيام بعد أن شن هجوماً على مدينة الحسكة من ثلاثة محاور محور الشدادي ـ الحسكة، محور الهول ـ الحسكة، ومحور محطة أبيض ـ الحسكة من الجهة الغربية.
تنسيق على الأرض
وللمرة الأولى يظهر التنسيق الميداني على الأرض بين الجيش العربي السوري ووحدات الحماية الكردية والدفاع الوطني، ويؤكد المحلل العسكري الياس ابراهيم أنه من حيث العمل الميداني هناك تنسيق دائم بين لجان الدفاع المحلي، سواء أكانت الكردية أو العربية مع الجيش العربي السوري، بحيث تأخذ كل جهة قطاعاً من القطاعات، ويضيف إبراهيم في حديثه الى صحيفة البناء، أن طبيعة المعركة والمهمة من حيث حجم القوى البشرية أو النارية تفرض التنسيق أو الدخول المشترك في العملية العسكرية بحسب قوة الجبهة، وبالتالي الخطة المشتركة تمنح العملية النجاح المضمون.
وعن ارتدادات المعركة في الحسكة على المعركة في الرقة بمحيط الفرقة 17 يؤكد إبراهيم أن لا «ارتباط وثيقاً بين المعركتين فلكل معركة ظروفها وأولوياتها، وهذا يعود لتقدير القيادة العسكرية إلا أن ضبط العملية في الحسكة يسمح بقطع أي إمداد مستقبلي لمسلحي التنظيم في الرقة.
وحول ما أثير حول سيطرة التنظيم على مقرات الفرقة 17 وتأثيره على سير العملية العسكرية في الرقة يقول إبراهيم: «لا بد أن ندرك حقيقتين الأولى أن الفرقة 17 لم يكن نطاق انتشارها في المنطقة الشرقية، بل استدعت التطورات الميدانية انتشارها في دير الزور والرقة، وبالتالي تغيّر انتشارها لا يعد خسارة استراتيجية، والحقيقة الثانية: أن مقر الفرقة لا يقدم خدمات على الأرض للأولوية والأفواج التابعة للفرقة كون الأوامر تعود لتقدير قادة المواقع وبالتالي سقوط المقر لا يعني سقوط الفرقة، وبالتالي الفرقة تعمل الطاقات العسكرية والإمكانات نفسها، من حيث إصدار الأوامر العسكرية.
احتراق الأقطان وواقع خدمي سيئ
وأعلنت مصادر رسمية احتراق مخزون الأقطان في مركز أقطان الميلبية بالكامل والبالغ 153 طناً بقيمة تقدر بأكثر من 7 مليارات ليرة سورية حيث أسهم الدخان والنيران تغيير مسار المعركة الدائرة هنالك لصالح جنود الفوج، فالنيران أعطت ضوءاً والدخان والشهب المحترقة منعت مسلحي «داعش» من الاقتراب من النواحي الخدمية والإنسانية بالتزامن مع العملية العسكرية تعيش المدينة واقع خدمي سيئ في ظل انقطاع الكهرباء عن معظم أحياء المدينة، لخروج محطة التحويل في مدخل المدينة الجنوبي عن الخدمة، واستمرار محطة تحويل الغزل بالعمل وانقطاع الاتصالات، فيما عاودت أسواق المدينة فتح أبوابها بشكل ملحوظ مع انتشار وحدات الجيش والدفاع الوطني والحماية في معظم أحياء مدينة الحسكة التي تشهد حياة طبيعية عشية عيد الفطر.