متّى أسعد يروي مذكّراته في كتاب «الماضي المجهول وأيّام لا تنسى» مؤرّخاً لنضال مديد قوميّاً ووطنيّاً وعسكريّاً
صدر حديثاً لدى «دار الفرات» في بيروت كتاب «الماضي المجهول وأيام لا تُنسى» ويضمّ مذكرات المناضل السوريّ القوميّ الاجتماعي متّى أسعد، الذي يُقام له احتفال في قصر الأونيسكو في بيروت، في 27 آب المقبل، لمناسبة صدور الكتاب وتوقيعه.
التقديم
هنا المقدمة التي وضعها أنيس أبو رافع، يليها فصل النشأة والطفولة الذي يعرفنا إلى جوانب من سيرة القوميّ العريق أسعد.
ها هو ذا متّى أسعد يضع بين أيدينا كتاباً قيّماً جداً في تقديم فقرة تاريخية مهمة في حياة أمّتنا في الشام ولبنان، دون مبالغة أو تزويقٍ ودون تجاوز للأحداث أو فلسفتها أو تحريفها.
يسرد الأحداث ويتابعها بموضوعية وصدق وعفوية وبراءة تلازم شخصيته وطبيعته لأنه مواطن نظيف من بلادي… نظيف الكف والفكر والعقل…
رقيب في الجيش السوري وخبير في شؤون اللاسلكي، ومسؤول عن غرفة الإشارة في الأركان العامة، اطلع بحكم وظيفته ومتابعته للأحداث على وقائع خطيرة وأسرار هامة وتسلسل واضح لما مرّ به هذا الجزء الغالي من الوطن الكبير، وما تعلق به شخصياً من هذه الوقائع وما عاناه مقابل وفائه لعقيدته والتزامه بقسمه وصدقه مع نفسه ومع قيمه وأخلاقه، وصبره الجبّار على التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي، على أيدي وحوش سجن المزّة الذين أقسوا على حماية الوطن والمواطنين من خلال خدمتهم العسكرية، فكانوا الجلادين والسفاحين والقتلة والوحوش التي تلتهم أجساد المواطنين وتنهش لحومهم دون هزّة من ضير أو ذرّة من رحمة وشفقة وإنسانية هي بعض ما يفرضه عليهم قسم مسؤولية الجندي لدى دخوله الخدمة العسكرية بالمحافظة على الوطن والمواطنين ضد كل اعتداء داخلي أو خارجي.
متّى أسعد، تابع تعلمه في السجن في المدرسة التي أقامها بعض رفقائه المتقدمين في العلم وبينهم الشاعر الرفيق «أدوني» حتى أنه شاركه في الصياغة اللغوية لإحدى الروايات التي كان «أدونيس» يترجمها عن الفرنسية وهذا يدل على رغبة الرفيق متّى أسعد في التقدم وتطوير معلوماته وثقافته.
يؤرخ متّى أسعد حياته الحزبية من خلال الأحداث التي رافقت ضياع فلسطين ومقتل العقيد عدنان المالكي في دمشق، وما رافقها من مؤامرات على الحزب السوري القومي الاجتماعي…
وبالإضافة إلى معاناته الشخصية يعتمد على ما رآه وعايشه من معاناة رفقائه في السجن وخارجه وما سمعته من حوادث رافقت الاعتقالات والتحقيقات التي أقل ما يقال فيها إنها خالية من كل معاني الإنسانية والأخلاق ومليئة بالصبر والتحمل والتضحيات التي بذلها الرفقاء القوميون بالحب والوفاء لعقيدتهم وإيمانهم بقضيتهم، رفقاء ثقات ممن رافقوا الأحداث وكانوا ضحايا للظلم والجهل والاستبداد.
وربما يكون أكثر ما كتبه متّى أسعد في هذه المذكرات أصدق تأريخ لهذه المرحلة ويتميّز بالموضوعية والأمانة التاريخية.
تحس وأنت تقرأه بموضوعية مدهشة وأمانة عالية للحدث وتصويره ونقله.
هناك إصرار في ما يكتبه على الصدق والدقة والأخلاق العالية التي قلما تجدها خارج هذه المدرسة العظيمة التي تخرج منها متّى أسعد.
متّى أسعد مؤرخ لا كاتب سيرة. فسيرته الشخصية تأتي، على أهميتها، في المرتبة الثانية من سياق الأحداث، لأنه يتحدث عن كل ما جرى حوله لا عن نفسه فقط. ويعطي نفسه الأهمية الثانية من الأحداث.
إنه يرافق التاريخ ولا يقفز فوقه، تحس من خلال كتابته الصادقة البريئة أن هذا الرجل مؤرخ بطبيعته، لا يتعمّد ولا يتشاطر ولا يخترع القصص والبطولات الوهمية. تصدقه وتقتنع بما يسرده أو لا… ولكنك لا تستطيع إلا أن تحترم صدقه وأمانته وأخلاقه.
متّى أسعد واحد من أولئك الجنود المجهولين الذين من خلال صدقهم وتجرّدهم وعفويتهم صنعوا تاريخ العالم في أوطانهم والذين جعلوا من هذا التاريخ إرثاً حياً للأجيال المقبلة والتي أخبر عنها سعاده بقوله إنه يدعو إلى رسالته أجيالاً لم تولد بعد.
مثلنا جميعاً، ينتظر متّى أسعد أن يعود فجر النهضة فيشرق من جديد متألقاً منطلقاً، قائداً معلماً هادياً للبشر كما كان منذ فجر التاريخ.
وإن هذه الفلسفة التي يعبّر عنها هذا الإنسان بعفوية وكبر ومحبة وضعها المعلم العظيم والزعيم الخالد وسقاها بفكره وعقله وجهاده وأخيراً… بدمه!
مذكرات متّى أسعد كتاب يقرأ من الغلاف إلى الغلاف بشغف ومحبة وإيمان.
متّى أسعد أيها الرفيق النبيل، أتممت عملك، سلمت يداك!
أنيس أبو رافع
أول آذار 2013
النشأة والطفولة
الرفيق متّى أسعد، مواليد 1928 من بلدة حب نمرة قضاء تلكلخ محافظة حمص، وهي أكبر بلدات وادي النضارة بعد بلدة الحواش التي يبلغ عدد سكانها أكثر من عشرة آلاف نسمة، ومرمريتا التي ينوف عدد سكانها على الثمانية آلاف نسمة، أما بلدتي المذكورة فلا يتجاوز عدد سكانها السبعة آلاف نسمة. وقد سألني مطران الطائفة الآشورية الأرثوذكسية في لبنان، المثلث الرحمات المطران نرساي دي باز عن اسم قريتي، فقلت: «حب نمرة»، سأل «هل يوجد حولها غابات؟» قلت: «نعم»، فضحك وقال: «هذه التسمية آرامية آشورية واللفظة الحقيقية لهذه القرية هي هبّة نمرة أي غابة النمر باللغة الآشورية، ولا معنى لهذه التسمية غير ذلك».
لقد حاول بعض المثقفين تصحيح تسمية وادي النصارى بنزع الصبغة الطائفية عنه، وتقدموا باقتراح تصحيح هذه التسمية، بحيث تصبح وادي النضارة 1 . وبالفعل صدر مرسوم بذلك، فلم يتغير شيء، أي أنك عندما تسأل أحداً من أبناء هذا الوادي: «من أين أنت؟» يقول بدون تفكير: «من وادي النصارى».
يطلق على سكان هذا الوادي أهل الحصن، وقد أوضح العلاّمة المتروبوليت جورج خضر مطران جبيل والبترون وما يليهما من جبل لبنان، بأن هذه التسمية أتت من الرصافة، وهي مدينة مسورة بحصن منيع في وسط الشام جنوب غرب الرقّة على نهر الرات وتبعد عنها حوالي الثلاثين كيلومتراً، وعندما احتل هشام بن عبد الملك هذه المدينة هُجّر أهلها منها وأصبحت تعرف برصافة هشام، ولا تزال آثار سورها باقية حتى اليوم.
أما سكان هذه المدينة، فقد اتجهوا غرباً وظلوا يسيرون حتى وصلوا إلى هذه المنطقة الغنية بالماء والخضراء، فاستوطنوها وما زالوا حتى تاريخه ينعمون بجمالها، وقد أصبح عدد قراهم يزيد على الثلاثين قرية.
والجدير بالذكر أن هذه المنطقة لم تكن خالية وجرداء، بل كانت غنية بالآثار كالأديرة والكنائس، ويُقال إن الملك الظاهر بيبرس قد احتلها وفتك بجميع سكانها وهدم كنائسها. وبالفعل فإنك تجد فيها آثاراً كثيرة قام الأهالي بتجديدها وإعادة بنائها، منها قبر القديسة مارينا ومار سركيس ومزار السيدة العذراء والقديس يوحنا. كما يوجد في هذا الوادي كنيسة القديس جاورجيوس القديمة، وهي تحت الأرض، وكنيسة جديدة بحالة ممتازة، وفيها أيضاً سوق فيه مقصورات عديدة للتجارة تفتح مرتين كل عام الأولى في نيسان تدوم ثمانية أيام وتنتهي يوم عيد القديس جاورجيوس في 23 نيسان، والثانية تنتهي يوم عيد الصليب في 14 أيلول وتدوم ثمانية أيام يقصدها التجار والباعة والزائرون من كل أطراف البلاد، ولا سيما من حلب وحمص وطرابلس والجوار. كذلك لا بد من ذكر قلعة الحصن، وهي قلعة قديمة جداً وأثرية بامتياز فيها طبقات عدة، تدل على العهود التي مرت عليها، وفي الطابق العلوي توجد كنيسة لا تزال بحالة جيدة إلى يومنا هذا.
إن هذه القلعة جميلة جداً ومحصنة من الداخل والخارج.
وعند تنفيذ اتفاقية سايكس ـ بيكو الإنجليزية الفرنسية وفرز الكيانات السورية كان وادي النضارة المذكور تابعاً لمنطقة عكار طائفياً، إذ إن مطران عكار ومركزه حلبا، هو عينه مطران هذا الوادي ولا يزال حتى تاريخه. ويقال إنه كان من المقرر أن يكون تابعاً للكيان اللبناني، غير أن بطريرك الموارنة… في ذلك الوقت البطريرك عريضة وقف على الحدود وأمعن النظر في هذه القرى، وسأل: «ما هذا؟» أجابه الحضور: «أن هذه قرى وادي النصارى» فضحك وسأل مجدداً: «وهل هم موارنة؟» أجابوه: «كلا، أنهم روم أرثوذكس». فلم يعجبه هذا الجواب وقال: «إتركوهم لسورية، لأننا إذا ضممناهم إلى لبنان يصبح عدد الروم الرثوذكس أكثر من عدد الموارنة». وضرب عكازه في المكان الذي كان يقف فيه قائلاً: «هنا حدود لبنان»، وسمّي هذا الموقع باسمه ولا يزال حتى اليوم يعرف بالعرضة، كما لا يزال أهل الوادي حتى اليوم إذا احتاجوا إلى أي شأن طائفي أو أي معاملة لها علاقة بالكنيسة يذهبون إلى حلبا عكار حيث مطرانية الروم الأرثوذكس.
وعندما نعود لتاريخ عائلتي فإن جدّي متّى أسعد قحوش تزوج فتاة من عائلة شاهين من قرية عين الزبدة ـ قضاء صافيتا، ورزق منها أربعة أولاد وثلاث بنات، أما الذكور فهم: أسعد وتوفيق وزكا ونقولا، والإناث هن: زكية ومريم ورحمه.
أما جدّي لوالدتي فهو طانيوس عبود قحوش، وقد تزوج من فتاة من مرمريتا، وهي ندى نعمان يازجي، ولما لم يكن وضعه المالي جيداً ليليق بالفتاة اليازجية، سافر معها إلى الأرجنتين ورزقا هناك بأربع بنات، وقد كانت جدتي حاملاً عندما انتقل هو إلى جوار ربه، وقد ولدت إبناً ذكراً سمّي طانيوس على إسم أبيه، ولكن طانيوس بلغة تلك البلاد يصبح تينو.
وفي العام 1922 حضرت جدتي إلى سورية لزيارة أهلها وأهل زوجها في حرب نمرة.
تعرّف والدي على الإبنة الكبرى المدعوة عفيفة وتزوج منها، وكان وضعه المالي جيداً لأنه كان يعمل في فن العمارة وعقد الأبنية، وقد أتقن هذه المهنة وبرع فيها، على يد معلمين معماريين من مدينة حماه، كما أتقن عمي نقولا فن النحت وأصبحا مقصودين من قرى المنطقة كافة، ولا يقلّ الدخل اليومي لكلّ منهما عن ليرة ذهبية.
رزق زكا من عفيفة ولدين ذكرين الأول وجيه أخي البكر، وهو من مواليد 1925، وكنت الولد الثاني وأسموني متّى وقد ولدت عام 1928، وبعد ولادتي أصيبت والدتي بمرض عضال ذاقت منه الأمرين وتوفيت بعد ولادتي بسنتين ولا أذكر من شكلها إلا الخيال، وكم يؤلمني ذلك.
أعود إلى عمّي أسعد وتوفيق، فالأول تزوج من عفيفة جبّور نفّوج ورزق منها إبنة أسماها رضى ولم يكن على وفاق مع زوجته. غير أنه وفي تلك المرحلة أقدم على قتل أحد أشقياء القرية واختبأ عند أخواله في عين الزبده، وسهّلوا له الوصول إلى لبنان ومنه سافر إلى نيويورك ـ أميركا وتزوج من سيدة زحلاوية تدعى خلائق، ورزق منها أولاداً وقد علمنا أن وضعه المالي جيد جداً وأن أولاده وصلوا إلى مراكز ممتازة، غير أننا لا نعلم التفاصيل، وكان أن أرسل بطلب أخيه توفيق فلحق به هذا الأخير وعمل تاجراً جوالاً اعترضه اللصوص وقتلوه، ولا نعلم عن قصته أكثر ممّا أوردت.
أما زوجة عمي أسعد فقد أرادت اللحاق بزوجها إلى أميركا واعتلت إحدى البواخر الذاهبة إلى أميركا حيث حطت رحالها في الأرجنتين وفتشت كثيراً عن زوجها من دون جدوى، فتزوجت من رجل أرجنتيني ورزقت منه ولداً، ثمّ أرسلت بطلب إبنتها رضى التي التحقت بها وتزوجت رجلاً غنياً لكنها لم ترزق أولاداً، وبعد وفاتها آلت ثروتها إلى أخيها من أمها.
أعود إلى وضعنا أنا وأخي وجيه، بعد وفاة والدتنا كانت عمتي زكية متزوجة، فيما عمتي رحمه كانت قد انتقلت إلى جوار ربها، أما عمتي مريم فقد راحت تسهر على تربيتنا والاعتناء بنا، إلى أن جاءت في أحد الأيام تطلب من والدي الموافقة على زواجها من شاب من العائلة يدعى بولس عبود حنّا قحوش، فوافق غير أنه استمهلها بضعة أيام إلى أن اتفق مع قريبته تمينه داود نفّوج قحوش وتزوج منها وأنجبت له ثلاثة أولاد، إبنة أسموها وجيهة لكنها توفيت قبل أن تكمل العام، أما الولدان فهما إلياس ونبيه.
وهنا لا بد من التنويه بأن أمنا الثانية كانت تعتني بتربيتنا أنا وأخي وجيه وتعطف علينا أكثر من عطفها على ولديها إلياس ونبيه، وعلّمتنا أن نحب بعضنا بعضاً، وهكذا نشأنا وما زلنا حتى الآن على هذا وسنستمر بعونه تعالى.
وقبل أن أختم موضوع النسب لا بد أن أذكر المرحوم عمي نقولا الذي تزوج من رضا خليل نفّوج قحوش، ورزق منها خمسة أولاد، ثلاثة ذكور وهم: رامز وناظم وكاظم، أما رامز وكاظم فقد انتقلا إلى رحمته تعالى بحادث سير على طريق دمشق ـ حمص، وبقي ناظم أطال الله عمره، وقد رزق أيضاً بابنتين هما أولغا وسعاد وهذه الأخيرة لا تزال على قيد الحياة أطال الله عمرها أيضاً.
أكتفي هنا بهذا القدر من التراتب العائلي.
أما كيف تعرّفتُ على الحزب السوري القومي الاجتماعي، فيعود إلى حادثتين في طفولتي. الحادثة الأولى في مدرستي الابتدائية، حيث تلقيت تعليمي على يدي المعلمين يوسف يازجي وفؤاد يازجي 2 ، إذ دخلنا المدرسة في أحد الأيام، وفوجئنا بصورة معلقة على الجدار، فتحلقنا حولها وبدأنا نتساءل عن صاحب هذه الصورة إلى أن تمكنا من قراءة الكلمة المكتوبة تحتها: «الزعيم»، فسررنا لأننا تمكنا من حل هذا اللغز. وبعد ذلك علمنا أن الأستاذ فؤاد يازجي هو الذي علق هذه الصورة، ونبهنا إلى أنه لا يقبل بأن يمد أحد يده إليها.
أما الحادثة الثانية، فقد كان الأمين بديع قحوش يقيم في لبنان، وقد انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي على يد الزعيم أنطون سعاده وكان ملاحقاً في لبنان فتمكن من اللجوء إلى قريته حب نمرة في الكيان الشامي وبدأ بالنشاط الحزبي، فجمع رجال القرية الذين أذكر منهم مخول شبشول، عيسى عبود، عيسى حمصي، غصن هزيم، حبيب قزما، طانيوس داغر، حدو اللاطي، مخائيل إبراهيم قحوش، وحنا كاسر قحوش وآخرين كثراً لم أعد أذكر أسماءهم.
جميع هؤلاء كانوا يرتدون اللباس العربي، لكنهم تخلوا عن غطاء الرأس 3 ، وراحوا يتدربون على يد أحد العسكريين المحالين على التقاعد على النظام المنضم فيما هم يهتفون: «يحيا الزعيم سعاده يللي سنّ المبادي».
التقط هذه العبارة ولد في السادسة من عمره اسه طانيوس حاطوم، فراح يرددها أينما ذهب، فسئل: «يا طانيوس لماذا تصرح وتردد هذه الجملة؟» فقال: «الزعيم اسمه أنطون وأنا اسمي طانيوس»، فما كان من الناس إلاّ أن أطلقوا عليه اسم الزعيم، وما زال يحمل هذا اللقب حتى اليوم.
ومن أصدقاء طفولتي طانيوس عيسى عبود، وكنت ألقبه بأبي النواس، وأخوته بطرس ومخائيل وحنا وأولاد عمي رامز وكاظم وناظم أسعد ووديع وعفيف وعبدالله حدو اللاطي والياس متري اللاطي وسركيس السطمة ومخائيل الشمالي وإلياس الداغر وفريد عيسى قحوش وعبدالله الداغر وبهيج عوض حاطوم الذي لم يفارقني حتى بعد دخولي الجيش، وتبعني ودخل مدرسة اللاسلكي وبقينا على علاقة جيدة جداً حتى بعد زواجه، وعندما رزق ولده البكر، سألني ماذا نسميه؟ قلت له: «أفضل أن تسميه حمكت» لأنه كان لي صديق ملازم اسمه حكمت العضم كنت معجباً بأخلاقه فوافق على اقتراحي.
أما بالنسبة للوضع التعليمي، فلم يكن في قريتنا مدرسة ثابتة بل كانت إدارة التعليم تستأجر غرفتين وتجعل منهما مدرسة، وأذكر أن المدرسة الأولى التي تعلمنا فيها كانت في بيت الرفيق مخول الشبشول، وفي السنة الثانية والثالثة كانت في بيت الرفيق حدو اللاطي، والرابعة كانت في بيت حبيب الأزرق، والخامسة في بيت الرفيق حبيب قزما، وبعدها تمّ بناء مدرسة في أرض تابعة للوقف قرب كنيسة القديس جاورجيوس.
هوامش:
1 أما قرى وادي النضارة فهي: تنورين ـ الحواش ـ عناز ـ التلة ـ عش الشوحة ـ القلاطية ـ الجوانيات ـ المزينة ـ بلاط ـ المقعبرة ـ الناصرة ـ كفرة ـ المشتاية ـ مرمريتا ـ حب نمرة ـ عين الباردة ـ الدغلة ـ عمار الحصن ـ بحزينا ـ عين الراهب ـ مشتى عازار ـ جوار العفص ـ الزويتينة ـ الكيمة ـ مقلس ـ عين العجوز ـ المزرعة ـ عين الغارة ـ بحّور ـ حارة السرايا وبلدة قلعة الحصن.
2 فؤاد يازجي: هو والد الرفيق عيسى يازجي من مرمريتا، الذي له مؤلفات عدة في مجالات المفهوم القومي الاجتماعي.
3 الكوفية والعقّال.