صباحات

كتبت قبل سنة لصباح الحرب الموعودة يوم كانت الأساطيل تحتشد في البحر وكانت سورية جيشاً وشعباً تستعد للنزال. وكانت المقاومة تجهّز استشهادييها للقتال. فلمن يتساءل عن اليوم ومخاطر الحرب، هذه الصباحات، صباح الخير.

صباح الخير للحظة الحاسمة ويريدوننا أن نغرق في حال الترتقب والانتظار

صباح الخير لجيش الأسود يعدّ ويتسعدّ ولا ينتظر، وقد أتقن أمراً وحيداً هو الانتصار

صباح الخير لأعصاب فولاذ وجليد لا يتعبها ولا يرعبها تهديد أو وعيد

ولا تقع في فخّ التوقعات والتساؤلات وطمنونا ماذا سيحدث وهل ما نسمع صحيح

صباح الخير للقرار الصحيح والتنفيذ الصحيح والحرب ليست لعب كلام ولا تصريح

هم تحدثوا عن الحرب من كبارهم لصغارهم

هم قالوا إن لا بد من فعل أمرٍ ما

هم قالوا آن الأوان

والوقت قد حان

حسناً لن نشغل أنفسنا بالتساؤلات وهذا مرادهم

أن نقع بالانتظارات وندوخ

وأن نحني رقبتنا طويلاً بانتظار سقوط الصاروخ

سنقتلع أكبادهم إن تجرّأوا ملوكاً وشيوخ

لن ننتظر ولن ننبهر ولا استهتار ولا من يستهتر

سنستعد كأنها الحرب آزفة فالكلام عن ضربة لعبة تافهة

تتوزع الرجال وتستعد للقتال وتنشر الصواريخ ويستنفر المقاومون

و بنوك الأهداف جاهزة وكلمة السرّ قاسيون

و كلمة الردّ جاهزون

وكلمة الصدى يا قدس قادمون

لا نبضنا يرتفع

وقيل من زمان من للانتظار نبضه ارتفعاً كمن تحفز لأن يصفعا

هذا حال من فزعا

أما نحن ففي جدول أعمال يومنا ماضون

لن تتغير ساعاتنا ولا اهتمامتنا

وإفطارنا وغداؤنا والعشاء

وسهرات المساء

وضحكات الصباح وفناجين القهوة

سنبقى بهدوء ننتظر الركوة ونسمع فيروز

طفلاً وشيخاً وعجوز

وندعو للشباب بالنصر المبين

والنصر عندنا يقين

يقولون بكل ارتباك أنهم لا يرديونها حرباً ولا تغيير النظام

فنقول كل طلقة أو قذيفة أو صاروخ هي حرب مفتوحة وانتهى عندنا حبل الكلام

يقولون نريدها ضربة محسوبة

فنقول لهم هاتوا غيرها هذه ملعوبة

ليست مهمتنا أن نحفظ ماء وجه أوباما ولا أن نجد له المخارج

مهمتنا كيف يكون أهلنا كراماً ومن علقت طائرته في السماء فليبحث عند غيرنا عن مدارج

وليفهموها بالفصحى والعربي الدارج

لحمنا لا يؤكل بتهوين العدوان ليصير اسمه ضربة فنتجرّع الهوان و يفرح عدونا بحربه

فالطلقة الواحدة إعلان حرب شاملة

والصاروخ يستدعي إفراغ جعبتنا من أهدافها كاملة

اسمعونا جيداً

نحن الشعب المقاوم

نحن من لا يساوم

قائدنا أسد وقائدنا سيّد

وقرارنا قد حسم فعليك أن تقيد

في رأس صفحة الرد سيكون الملوك العرب

من بقي منهم ومن هرب

وفي القائمة ستكون عواصم تتلقى الردّ الحاسم

وفي وسطها سيكون الصاروخ الحبيب مخصّص لـ«تل أبيب»

بوارجكم ستحترق

و طائراتكم في الفضاء احسبوها طائرة طائرة ستصير خرقاً متناثرة

و جيوشكم إن جئتم بها من أي صوب أو حدود

فرقاً ستحملونها على ظهوركم تحصون أشلاء الجنود

هذا عهدنا لمئة عام

لن نهون أو نملّ أو ننام

أنتم دول وحكومات بلا ذاكرة

تنسون أننا عرفناكم قبل ثلاين عاما

وما كان فينا سيدّنا إماما

وكان النزال وكانت نيو جيرسي وحاملات الطائرات والمدمّرات

وحملتم أشلاءكم ورحلتم وستعيدون الكرّة مرّات ومرّات

لن ترون منّا وأنتم تعتدون سلاماً

ولن تكون لنهاية الحرب صافرة

ستضربون حسنا

وماذا بعد

سيستشهد كالعادة أطفال ونساء

ويزيد عدد ضحايا حروبكم من الأبرياء

وماذا بعد

أن نستسلم ونصير عبيدكم محال محال محال

أن نصير صندوق بريدكم ما فوق الاحتمال أن يصير الرجال الرجال بريداً لمسيحكم الدجّال أو أعور الدجّال أو الدجّال ابن الدجّال

إذن ماذا بعد

اليوم والغد وما بعد بعد الغد وبعد الغد

الأرض أرضنا … سنقاتل

سيفنى من تراهنون عليهم كدود الأرض عندما تتفتح السنابل

وماذا بعد

بعد أن تسجّلوا في مذكّراتكم

وأن تضعوا في حساباتكم أنه وقت يجد الجدّ

ليس خصمكم الأسد

بل غاب الأسود

احسبوها قبل أن تقعوا في كمين التاريخ والجغرافيا وتظنّوها لعبة المافيا

قبل أن تلعبوا لعبة الوجود

قبل أن تتخطّوا الحدود

قبل أن تضغطوا الزرّ لمرّة وتضيع عليكم الأزرار

فمفاجاءاتكم نحن ونحن نحن الأسرار

سنخرج لكم من بين ضلوعكم فافتحوا عن صدوركم الأزرار

ستمزّق أظافرنا وجوهكم وتجهشون بالبكاء

سيختلط عليكم الليل والنهار وتضحك منكم السماء

والشمس والقمر

يقاتلكم البشر والحجر

والماء والسماء والطير

لن تجدوا من يحمل لكم الخبر

ولا من يقول لكم صباح الخير

منّا ولنا منذورة صباحاتنا للجنود الأبطال … للمقاومين الرجال

للرجال الرجال… للبلد

لرجال الله… للأسد… لنصر الله

صباح الخير

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى