«عليكم سلام» ملحمة فنّية وطنية بلوحات راقصة

قدمت فرقة «أبو خليل القباني للفنون المسرحية» وفرقتا «أجيال» و»رمال للمسرح الراقص» أمس ملحمة فنية وطنية تحت عنوان «عليكم سلام» على مسرح دار الأسد للثقافة في اللاذقية. وتضمنت الملحمة الوطنية التي رعاها الاتحاد العام النسائي، بالتعاون مع فرع الاتحاد الرياضي وشبيبة الثورة وجمعية المقعدين وأصدقائهم، ثماني لوحات تعبيرية راقصة شارك فيها أكثر من 170 راقصاً وراقصة من فئات عمرية متنوعة، من سن الثامنة إلى الخامسة والعشرين، واللوحات لوحات ذات طابع وطني تحمل تحية لأبطال الجيش والقوات المسلحة والشهداء. كما تضمنت الملحمة التي أخرجها لؤي شانا عدداً من الفقرات الرياضية والموسيقية والغنائية والتمثيلية والشعرية، من تأليف شانا وغادة اسماعيل وسجيع قرقماز، ألحان الموسيقار زياد عجان، وتخللت الفقرات عدة شهادات لأمهات الشهداء اللواتي أكدن أن دماء أبنائهن ليست أغلى من الوطن بل هي السواقي التي تروي ترابه ليبقى مزدهراً بالأمن والسيادة.

في هذا السياق تقول الدكتورة ماجده قطيط، رئيسة الاتحاد العام النسائي، إن الملحمة توثق مجريات الحاضر، خاصة في السنوات الأخيرة وما كرسته من قيم الصمود والتصدي، إذ تخوض سورية حرباً شرسة ضد الإرهاب الذي يهدد المنطقة العربية برمتها، إضافة إلى تركيزها على العمق التاريخي والحضاري لسورية التي قدمت إلى العالم أقدم أبجدية.

وأشارت إلى أن الاتحاد النسائي «اشتغل بهمة وجد على إقامة هذا المحفل الفني انطلاقاً من دوره الفاعل كمنظمة شعبية تسعى إلى نشر الوعي وتمكين المجتمع وتثقيفه في وجه الغزو الثقافي الذي يستهدفه اليوم»، ما يعتبر سلاحاً ماضياً في وجه الهجمة الإرهابية التي تتعرض لها سورية وابرازاً حقيقيا لصورة المرأة السورية وحضورها المؤثر مثلما كانت طوال تاريخها، خلافاً لما يروّج له اليوم من ثقافة تعمل على الانتقاص من قدر هذه الكينونة الجميلة والفاعلة.

المخرج شانا يوضح أن التحضير للعمل استغرق نحو أربعة أشهر لكي يظهر بالصورة البهية التي شاهدها اليوم متفرجون اكتظت بهم صالة العرض، وهم يتفاعلون مع المفاهيم والأفكار السورية النبيلة التي حاولنا الإضاءة عليها للتأكيد على أننا كنا وما زلنا بلداً للمحبة والسلام، ضمن سياق فني يمجد بطولات الجيش والقوات المسلحة ويشدّد على دعمهم وتأييدهم في كل خطوة يقومون بها، وهذا أقل ما يمكن تقديمه مقابل التضحيات الكبيرة التي يبذلونها على امتداد ساحات الوطن، معتبراً «أن الملحمة تنقل إلى المتفرج، فضلاً إلى الرسالة الفكرية المنشودة، العديد من الأشكال الفنية ضمن الأطر الإبداعية المتنوعة في العمل، من دراما وخيال ظل ورقص وسينما وتمثيل وسواها».

مجد أحمد، مدير فرقة «أجيال»، يلفت إلى أن الفرقة التي تأسست عام 2007 سعت إلى المشاركة في هذه الملحمة من خلال سبعين راقصا وراقصة من مختلف الأعمار لتصوير المراحل التاريخية التي عبرت فيها سورية منذ القدم حتى اللحظة الراهنة التي يقف فيها بواسل الجيش والقوات المسلحة في وجه الغزاة الجدد، مبشرين بانتصار جديد يستكمل سلسلة الانتصارات التي تحققت عبر العصور في مختلف الحروب والمعارك لصد الغزاة. ويؤكد أنّ العمل يسعى في الوقت نفسه الى إبراز الحس الوطني العالي لدى الإنسان السوري وقدرته المتجددة في الدفاع عن أرضه ووجوده، عبر عدة لوحات راقصة تم التدرب عليها على نحو جاد ومكثف من قبل جميع المشاركين.

باسل حمدان، المدرب في الفرقة نفسها، يشير إلى أن تدريب هذا العدد الكبير والسيطرة عليه على الخشبة ليسا بالأمر اليسير، لذا استغرق التدريب المتواصل وقتاً طويلاً وجهداً في إدارة الكادر البشري والارتقاء بأدائه إلى المستوى الأمثل، إلى جانب ما وجبت متابعته من عناصر السينوغرافيا مثل الإضاءة والأزياء والموسيقى والديكور، فجميعها عناصر مكملة بعضها لبعضها الآخر، مضيفاً: «علينا كفنانين ومثقفين أن نمارس دورنا التوعوي خلال هذه المرحلة ومواصلة النشاطات الفنية كشكل من أشكال مقاومة الثقافة الظلامية التي تغزو العالم عامة»، لتكريس معتقداتنا وأفكارنا ومواقفنا وقيمنا الأصيلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى