لا موارد… ولبنان يكافح بـ«اللحم الحيّ»!

عُقد في فندق «فينيسيا» أمس، اجتماع مجموعة الدول الداعمة البرنامج الوطني اللبناني للأعمال المتعلقة بنزع الألغام والقنابل العنقودية، بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي آنجيلينا إيخهورست، مدير مشروع الامم المتحدة للتنمية روس ماونتن، رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بنزع الألغام العميد الركن عماد عضيمي، السفير البابوي غابريال كاتشيا، وعدد من ممثلي الجمعيات المدنية المعنية بالموضوع، ودبلوماسيين.

ماونتن

بعد دقيقة صمت إجلالاً لأرواح ضحايا الألغام، وتقديم من العقيد ماري عبد المسيح. كانت كلمة لماونتن أشار فيها إلى قرار الحكومة حول توقيعها اتفاقية حظر استخدام أسلحة مفرطة الضرر، وهذه الاتفاقية مهمة بالنسبة إلى لبنان. مشيداً باستضافة هذا اللقاء حول القنابل العنقودية والألغام.

ونوّه ماونتن بعمل الشركات التي تعمل بلا كلل من أجل نزع الألغام ومساعدة الضحايا. لافتاً إلى التقدّم الذي تحقق في لبنان، بانتظار أن يصبح خالياً من الألغام، ولم يعد هذا الهدف بعيداً عن التحقيق.

ولفت إلى التحديات التي على لبنان التغلب عليها. آسفاً لنقص الموارد، ما يعيق لبنان من الخلو من القنابل العنقودية والألغام في حلول العام 2016، وما يؤثر على الاقتصاد، ويتسبب بمزيد من الضحايا.

وقال: «إن برنامج الامم المتحدة الانمائي ثابت في عمله وشراكته مع المركز اللبناني للألغام». شاكراً المفوضية الاوروبية العليا لدعمها الذي ساعد في إكمال الأعمال لمكافحة الألغام.

إيخهورست

ونوّهت إيخهورست باجتماع الامم المتحدة والمفوضية الاوروبية العليا في لبنان،

وأشارت إلى عددٍ من الجهات التي تعمل في مكافحة الألغام إلى جانب الجيش اللبناني. معربةً عن ذهولها لانخراط المنظّمات غير الحكومية في مجال مكافحة الألغام.

ودعت إلى عدم نسيان المخاطر التي تواجه أولئك الذين يعملون في الحقول مجازفين بحياتهم من أجل إنقاذ البلاد. وأكدت استمرار الدعم المالي من الاتحاد الاوروبي للبنان للعمل على مكافحة الألغام مالياً وفي السنوات المقبلة.

وذكرت أن الاتحاد سيقدّم 10 ملايين يورو حالياً، وقالت: «لن نتأخر في دفع ما هو متوجب علينا».

عضيمي

وتحدّث عضيمي شاكراً داعمي مشروع نزع الألغام، معرباً عن حزنه لوقوع ضحيتين جديدتين منذ يومين في منطقة البترون بسبب انفجار لغم، وهما جوزف خوري وعلي فقيه.

وقال: «إنّ هذا الاجتماع يندرج في سلسلة الاجتماعات التي ينظّمها المركز لإظهار التحدّيات والصعوبات التي يواجهها، وسبل المعالجة للوصول إلى تطبيق الاتفاقيات التي رفع عليها لبنان كاتفاقية حظر القنابل العنقودية ولتنفيذ الاستراتيجية الوطنية».

وأضاف: «إنّ لبنان في طليعة الدول المتضرّرة من الألغام والقنابل العنقودية، وقد عطل ذلك الكثير من المساحات الزراعية والصناعية والاقتصادية والمناطق السياحية والبنى التحتية، ما أدّى إلى تراجع كبير في الاقتصاد الوطني والتنمية. لكن بفضل الدعم الذي قدّمته دول مانحة كثيرة، حُرّر الكثير من الأراضي لتساهم من خلال استغلالها في الانماء الوطني، إضافة إلى مساعدة الضحايا وتأهيلهم جسدياً ونفسياً ليصار إلى دمجهم في المجتمع».

وتابع: «سعى المركز بصورة متواصلة إلى إيجاد مصادر تمويل أخرى ليتسنّى له زيادة الفِرق العاملة للوصول إلى إنهاء الأعمال ضمن المهل الاستراتيجية الوطنية من خلال إبرام اتفاقات مع أطراف عدة منها عالمية ITF ووطنية من خلال تعزيز المشاركة الوطنية في التمويل بالمشاريع المقامة مع عدد من المصارف اللبنانية كبنك لبنان والمهجر وجمال تراست بنك، وحالياً نحضّر مشروع تعاون مع فرست ناشيونال بنك في مجال مساعدة الضحايا بإنشاء صندوق دعم المشاريع الصغرى».

وأعلن عضيمي أن «المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام سيتولى، وبالشراكة مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، إدارة نشاطات البرنامج العربي للأعمال بالألغام بموجب مذكرة تفاهم التي ستوقع بين الطرفين في أواخر السنة الحالية، ويهدف إلى تلبية حاجات الدول العربية المتضررة من الألغام والقنابل العنقودية ومخاطرها. كما أن المركز اللبناني عزّز التعاون الأكاديمي من خلال التعاون مع جامعة البلمند منذ وقت طويل، وهذه السنة بمشروع التعاون الاكاديمي مع الجامعة الاميركية في بيروت لتعزيز الدراسات والبحوث العلمية حول الأعمال المتعلقة بالألغام».

وذكر أن المركز، وبتوجيه من قائد الجيش العماد جان قهوجي، «وبفضل دعمكم أنجز الكثير من أعمال التنظيف لتحرير الاراضي الملوثة من الألغام والقنابل العنقودية فوصلت النسب المنظفة في المساحات الملوثة بالقنابل العنقودية إلى 70 في المئة، وفي الاراضي الملوثة بالألغام 46.41 في المئة، وترافق ذلك مع نشاطات مستمرّة في مجال التوعية على مخاطر الألغام تمثل بإطلاق دورات تذكيرية لـ450 ناشطاً من الجمعيات الاهلية، وإعداد منسقين ومشرفين في التربية الصحية في المدارس الرسمية كمدربين في مجال التوعية على مخاطر الألغام، وتوعية ما يقارب 450 ألف طالب بطريقة مباشرة وغير مباشرة. إضافة إلى ذلك وبعد التقديمات والجهود السابقة التي قامت بها UNMAS، فقد موّلت هذه السنة مشروع لمساعدة ضحايا الألغام والقنابل العنقودية، تضمن المسح الوطني لتقييم حاجات ضحايا الألغام ومخلّفات الحروب وتركيب الأطراف. ومن ضمن سلسلة المشاريع التي يتم تكليف منظمات عاملة في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام، قامت منظمة ماغ بإجراء مسح ما قبل التنظيف لـ443 حقل ملوّث بالقنابل العنقودية بتمويل من الحكومة البريطانية، إذ ساهم هذا المسح في تقليص المساحات الملوثة بحوالى 1.480.000 متر مربع».

فيلم

ثمّ عُرض فيلم وثائقيّ عن النشاطات التي قام بها المركز، والتقدّم الحاصل في عمليات الإزالة، التوعية على مخاطر الألغام ومساعدة الضحايا وما هو حقيقي. كما أظهر الفيلم تأثير التلوّث على الأمور الاقتصادية والاجتماعية.

بكداشي

وعرضت الدكتورة غنوة بكداشي، المستشارة التي كلّفها المركز بدراسة استحقاقات عام 2013 المذكورة في الاستراتيجية الوطنية، عرضت دراسة مفصّلة عن الاستحقاقات لعام 2013 في المجالات كافة عمليات الإزالة ـ برامج التوعية من مخاطر الألغام ـ مساعدة الضحايا .

موران

وشرح المقدم جيروم موران من الجيش الفرنسي، المعيّن كمستشار للمركز اللبناني في ما يخصّ إنشاء المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهداف إنسانية، شرح تطوّر العمل في إنشاء المدرسة وعن التواريخ المتوقعة لبدء استقبال التلامذة.

عرقتنجي

ثم قدّم الياس عرقتنجي من «بنك لبنان والمهجر» عرضاً تحدّث فيه عن مساهمة البنك في مجال نزع الألغام لأهداف إنسانية منذ عام 2010 ولغاية تاريخه، من ناحية إصدار بطاقات خاصة يعود جزء كبير من ريعها إلى عمليات التنظيف وإطلاق حملات إعلامية في هذا المجال.

غزيري

وألقى الدكتور حسان غزيري مدير مركز «BRIC» كلمة سلّط فيها الضوء على الاتفاقية التي وُقّعت مع المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، وتتعلق ببحوث عن طرق وأساليب تقنية جديدة للعثور على الألغام وتفجيرها عن بعد، ما يساهم في إزالة الألغام بوقت أسرع وبكلفة أقل. كما تحدث عن مراحل العمل خلال عام 2013.

ثم كان عرض قدّمه مدير برنامج الألغام في جمعية المساعدات الشعبية النروجية العاملة في لبنان في مجال نزع الألغام لأهداف إنسانية، شرح فيه عن نشاطات الجمعية وإنجازاتها وتعاونها مع المركز اللبناني.

غندور

وكانت شهادة للمواطن حسين غندور، وهو ضحية من ضحايا الألغام في لبنان، والذي فقد يده ورجله في حادثة منذ صغره، وتحدث عن تجربته المريرة وكيف تلقّى مساعدة ساهمت في اندماجه مجدّداً في المجتمع، وطالب الحاضرين بالمساعدة في عملية مساعدة ضحايا الألغام.

وحاضرت الدكتورة حبوبة عون من جامعة البلمند عن عمليات مسح للضحايا والنتائج التي توصّلت إليها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى