لن تحقق أميركا أي نتيجة من تحالفها المزعوم ضدّ الإرهاب وعدم التنسيق مع سورية سيكلفها غالياً لا اتفاق بعد على التمديد للمجلس النيابي اللبناني… وإقرار بحيثية عون وحقه في الترشح للرئاسة
ركزت القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية في برامجها السياسية أمس على الترجمة العملية لمقررات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب على أرض الواقع، في ظلّ الإصرار الأميركي على استبعاد دول إقليمية وازنة من هذا التحالف كسورية وإيران.
وإذ شدّد المحللون والمراقبون على ضرورة تعاون واشنطن مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب تنفيذاً لنصوص القانون الدولي، حذروا من أنّ الحكومة السورية لن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي ضربة قد تستهدف جنديا من جنودها، بحجة استهداف «داعش»، لافتين إلى أنّ الردّ سيكون حاسماً وقد يتطور إلى معركة حقيقية بين الجيشين السوري والأميركي.
وقابل التحذير السوري، تحذير من الرئاسة العراقية التي كانت حاسمة في الإعلان عن رفضها وجود قوات أجنبية على الأراضي العراقية وأنها لن تسمح بذلك مطلقاً.
ورأى خبراء إيرانيون أنّ نظام تأسيس ودعم ورعاية تنظيم «داعش» الإرهابي يشبه تحديداً دعم حركة طالبان في أفغانستان، معتبرين أنّ أميركا ومن خلال رعايتها عصابات كهذه، تحاول استهداف العمق الاستراتيجي لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أنها لم تنجح حتى الآن.
وإذ أكدوا أنّ عدم التنسيق مع سورية في محاربة الإرهاب، سيكلف واشنطن ثمناً غالياً، لفتوا إلى أنّ اللذين صنعوا «داعش» يجلسون الآن إلى طاولة واحدة، ويبحثون في القضاء عليه أو إزالته. كما أشار الخبراء إلى الدور السعودي المستمر في دعم الإرهاب وإزكاء النزاعات في المنطقة وتمويلها، كاشفين أنّ زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية مؤخراً، كانت زيارة إخطار أكثر منها زيارة تفاهم.
أما في ما يتعلق بمصر التي عانت بدورها من الإرهاب ولا تزال، رأى مراقبون مصريون أنّ الهدف النهائي للتحالف الأميركي ضدّ «داعش» هو سورية والجيش المصري بجره إلى معركة ضدّ داعش خارج الحدود، حيث تعمل أميركا على ابتزاز شعوب ودول المنطقة وتحويلها إلى أنهار من دماء في حرب طويلة تعيد المنطقة إلى القرون الوسطى، مؤكدين على ضرورة أن ترفض الدول الإسلامية أي عدوان لحلف الناتو على سورية.
أما فيما يتعلق بلبنان الذي يعاني من إرباك في التعاطي مع الملفات الأمنية، ويدور في حلقة مفرغة سياسياً، فقد تداولت اللقاءات الآراء المتنوعة بين أولوية الانتخابات الرئاسية المؤجلة إلى أجل غير مسمى وبين رفض التمديد والسير به منعاً للفراغ، حيث يصر فريق 14 آذار على ضرورة التمديد منعاً للفراغ، على رغم أضراره الكبيرة.