إبراهيم مكرّماً في صور: آن الأوان لنبني دولة الحق
اعتبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أنّ «رقعة الأمل تتّسع في أن يعود لبنان كما نريده في ظلّ عهد جديد واعد يستعيد ما كان لهذا الوطن من مكانة في دولة تسودها العدالة والمساواة»، مشيراً إلى أنّه «آن الأوان لنبني دولة الحق».
كلام إبراهيم جاء خلال حفل تكريمه من قبل متروبوليت صور للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل أبرص، بمأدبة عشاء في حضور نوّاب وشخصيات عسكرية ودينية واجتماعية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية.
قدّم للحفل المونسينيور بشارة كتورة، فألقى أبرص كلمة ترحيبيّة جاء فيها: «أردنا من هذا التكريم أن نعبِّر بِاسمنا وبِاسم أبناء الجنوب عن محبّتنا وتقديرنا لسيادة اللواء عباس إبراهيم».
وأضاف: «قد نجد في قلب الوطن رجال دولة يخدمون ويضحّون في سبيله، وهذا أمر بديهيّ متوفّر. أمّا الأمر النادر فهو أن نجد في قلب رجل لواء كلّ الوطن، لذا ها نحن نسمع هذا القلب ينبض بالدولة العادلة القويّة الآمنة». وقال: «تتوزّع المهمّات الصعبة والخطيرة على القادة الأمنيّين كلّ بحسب موقعه وقدراته ورتبته، فيحقّقون الأهداف وهذا أيضاً أمر بديهي. أمّا أن تنحصر برجل دولة منفرداً مهمّات عسكرية وأمنيّة ودبلوماسية مختلفة ومعقّدة شائكة ومصيرية ويبرع فيها وينجزها بكلّ أمانة، فهذا أمر أكثر من نادر».
وختم: «لواؤنا، أنتم أملنا وأمل المغتربين الذين يتوقون إلى العودة إلى لبنان الآمن، أنتم فخر لبنان واللبنانيّين. منحكم الله الصحة والعافية والسلامة لمتابعة مسيرتكم السلميّة، وأفاض تعالى عليكم من نعمه الوافرة».
ثمّ ألقى اللواء إبراهيم كلمة، جاء فيها: «أحلّ في هذه الأرض المباركة بين أهلي وأحبائي، أتفرّس في هذه الوجوه الطيّبة فأجدها صنواً للبنان الذي نحبّ، لبنان الكرامة الذي لا ينهزم شعبه أمام خطر. وكم هي مضاعفة سعادتي وأنا ألبّي دعوة صاحب السيادة يحوطه الأحبار الأنقياء والعلماء الأتقياء وشخصيّات محترمة وجمهور كريم. تكرّمونني اليوم وأنتم الأولى بالتكريم، فلولاكم ما قامت قيامة لوطن ولولاكم ما كان لبنان. لبنان الرسالة أنتم تجسّدونها قبل قرون من تطويب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بلد رسالة الإنسان والعيش الواحد ومعرفة الآخر، مستذكراً قول الإمام علي عليه السلام: «إنّ الإنسان عدوّ ما يجهل». ونحن لا نجهل بعضنا بعضاً، بل نزداد معرفة واحدنا بالآخر مع توالي الأزمنة والعصور».
أضاف: «اليوم يغمرني الفرح الكبير والأمل بأنّ لبنان أفق باقٍ على رغم ضيق أفقه، لأنّ امتداد دوره وحضوره لا يحدّه حدّ … تتّسع رقعة الأمل في أن يعود لبنان كما نريده في ظلّ عهد جديد واعد يستعيد ما كان لهذا الوطن من مكانة في دولة تسودها العدالة والمساواة، حدودها الحرية المسؤولة التي تصونها المؤسسات، تعمل لخدمة الإنسان كلّ الإنسان، بعيداً من فساد المفسدين الذين يشوّهون حقيقة لبنان ويسيئون لأبنائه المخلصين».
وقال: «آن الأوان لنبني دولة الحق التي يجب أن يستظلّها الإنسان في لبنان، ليعيش حياة كريمة بعيدة من ذلّ السؤال والوساطة والمحسوبيّات والانتظار على الأبواب ليحصل على حقوق بديهيّة يجب ألّا تكون منّة من أحد. إنّ مثل هذه الدولة لا تقوم من جانب واحد، إنّما بتعاون أبنائها وتفاعل المسؤولين معهم، لأنّ مسؤوليتهم هي أن يرعوا شعبهم بالعدل والحكمة والمساواة، من دون ذلك لا قيامة لوطن … فلنعمل معاً لهذا اللبنان المتّسع بدولته الرشيدة التي آن أوان نهوضها وانطلاقها إلى الأمام نحو الآفاق الرحاب التي تستحقّها».
وختم بشكر «جميع الحاضرين بيننا، وكلّ من أسهم في هذا التكريم وسعى إليه، ولا سيّما سيادة المطران ميخائيل أبرص راعي أبرشيّة صور للروم الكاثوليك، رجل الله والمبادرات الخيّرة المركوزة في إيمانه المطلق بالتآخي بين الأديان وأتباعها وحب لبنان الواحد الغني بتعدّده وتنوّعه وقيمه».
وختاماً، تسلّم اللواء إبراهيم درعاً تقديريّة من المطران أبرص، كما سلّمه بدوره درعاً مماثلاً.