ورد وشوك

أمسكت قلمي وقلت اليوم سأكتب شيئاً مغايراً لما أكتبه في كلّ يوم.

فالوطن في العيون ولكنني أحتاج اليوم أن أكتب عن الحياة عن الحبّ.

عن أمور حياتية مختلفة، إنما بعيون متفائلة.

فقلت أو بالأحرى كتبت: أنا سوريّة تعلّمت في وطني وفي بيتي معنى الحرّية. وتربّيت على أنني أعرف حدودي فلا أتجاوزها بل أُحسن توظيفها.

أنا سوريّة عرفت قيمة العلم واستفدت مما قدّمه لي وطني من فرص، وأطلقت لطموحي العنان.

أنا سوريّة استغللت في وطني مساواة الرجل والمرأة في حقّهما في العمل وأثبت جدارتي وحقّقت احترامي لذاتي.

أنا سوريّة ابنة عائلة دمشقية شجّعتني عندما بلغت الثامنة عشر من عمري على قيادة السيارة والتعامل مع الحضارة باحترام ومسؤولية.

أنا سوريّة عرفت في صمودك يا وطني أنك عزّي ومجدي وبقائي.

أنا سورية أرفض يا وطني أن أغادر ترابك وأنت تعاني. أنا سورية يقيني أنّ النصر آتٍ وأنّ غداً ستحقق كل الآمال.

وهكذا وجدت أن قلمي يكتب إحساسي من دون اختيار منّي أو أي إملاء وطنيّ. وإن اشتدّت بك المِحن، فيك كان المبتدى، عشت بحضنك ترعرعت بخيرك، تعلمت فيك الحبّ والوفاء. جافاك من لم يكن يوماً لعزّك ساعياً، شغله الأنا فكان برضاك زاهداً. سأبقى مع كل من شبّ مثلي للعهد حافظاً، وبقدوم النصر مبشّراً، وفي رحابك الطاهر ينشد دوماً المنتهى. فيا وطني يا وطن الياسمين، متى سينتهي بك الأنين؟

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى