منى فارس: فضحت امتثال الأمم المتحدة لإملاءات الكيان الصهيوني وأميركا
أقامت «منظّمة المرأة التقدّمية الفلسطينية « وفقة تضامنيّة مع الأمينة العامّة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية الاجتماعية لغرب آسيا التي قدّمت استقالتها، ريما خلف، أمام «إسكوا».
وألٌقت خلال الوقفة رئيسة تجمّع النهضة النسائي، منى فارس، كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وجاء فيها: «عندما كنّا أطفالاً، كان البطل الذي يصارع التنين مفتول العضلات ضخماً. اليوم، في زمن الأوغاد صفعت المرأة النحيلة السمراء التنين وواجهته في عقر داره واستعملت سلاحه الذي هدّم دولاً وشتّت شعوباً، هذا السلاح هو «حقوق الإنسان. لقد كشفت ريما خلف باستقالتها عفن المؤسسة التي وُجدت أساساً للدفاع عن حقوق الإنسان، فأصبحت مؤسّسة تأتمر بأوامر الدول الطاغية المستبدّة والعنصريّة».
وأضافت: «فعلٌ بسيط لسيدة ناعمة بسيطة وبلغة علميّة بسيطة صاغت تقريراً واقعياً ينقل ممارسات يشاهدها ملايين الناس، لقد قامت بواجبها الذي أقسمت على القيام به، واجبها الذي ينصّ على نقل هذا الواقع وتوصيفه، لم تحلِّل، لم تأخذ موقفاً سياسياً، اتّخذت موقفاً إنسانيّاً فقد نقلت في تقريرها الممارسات العنصريّة للكيان الصهيوني، ولكن الأهم أنّها فضحت تواطؤ الأمم المتحدة بشخص أمينها العام مع هذا الكيان العنصري وامتثاله لإملاءاته وإملاءات أميركا. هذا يبدو للوهلة الأولى شيئاً بديهيّاً لشعوبنا، نحن الذين نعاني من هذا الانحياز الأميركي لـ«إسرائيل» كما نعاني من سيطرة أميركا على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث تصاغ القرارات بمكافأة المعتدي ومعاقبة الضحيّة. ولكن ما هو غير طبيعي أن يأتي شخص من داخل هذه المنظومة المفترض أنّها أُنشئت للدفاع عن حقوق الإنسان المظلوم والدول المظلومة، ويكشف انحيازها وارتهانها لـ«إسرائيل» وأميركا ويحاربها بنفس السلاح الذي تحاربنا به: حقوق الإنسان».
وتابعت فارس: «فبحجّة «حقوق الانسان» دُمّر العراق وتُدمّر سورية وينكّل بالفلسطينيّين، ويحاولون اقتلاع قلب العالم ومهد حضارته، ولكنّهم لن يفلحوا، فالمرأة النحيلة السمراء هزّت أعمدة وحيطان هذه المؤسسة الوهميّة الواهمة للناس بأنّها ملاذهم، فضحت هذه المؤسسة وعرّتها ووثّقت انحيازها، هذه المؤسسة التي يجب أن تستمدّ مبرّر وجودها من الحياد انحازت إلى الطاغوت، استعملت ريما سلاح الموضوعيّة والعلميّة والمهنيّة فكانت غير منحازة سوى للواقع وللحقيقة، ويشهد الجميع لها بمهنيّتها وسيرتها الذاتيّة تنضح بالكفاءة.
ولنعرف مدى خطورة هذا التقرير، السلاح الذي استوجب معركة دوليّة على المرأة النحيلة السمراء، لنسمع ما قاله المندوب «الإسرائيلي» الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، الذي هنّأ الأمين العام أنطونيو غوتيريس على خطواته واعتبرها خطوة على طريق محاربة العنصريّة ضدّ «إسرائيل»، وحرّضه على تنظيف الأمم المتحدة من الموظفين امثال ريما. أليس هذا قمّة الفجور؟».
وقالت: «في أيامنا السوداء هذه، حيث العنصريّة منتشرة بكلّ أشكالها وأهمّها «داعش» صنيعة أميركا و«إسرائيل»، تجد جذورها كلّها في زرع كيان عنصري غريب واقتلاع شعب من أرضه لتوطين شعب آخر، والمستوطنات خير دليل على ذلك. هذا أساس المشكلة، وهذا أحد أهم أسباب الظلم في العالم، ففلسطين يا سادة هي القضيّة المركزيّة، ومنها تشعّبت المشاكل، فلسطين هي الظلم الأكبر وقد علّمنا سعاده أنّها القضية المركزية فلنعد إليها ولنصوِّب البوصلة».
وختمت فارس: «شكراً لك ريما، لقد فتحت معركة في مكان من أصعب الأمكنة لما يحمله من ازدواجيّة، حيث إنّها مقاومة من قلب التنين تفترض مهنيّة وعلماً وتقنية، وكذلك حسّاً إنسانياً مرهفاً بالظلم. نأمل أن يصبح لنا آلاف من ريما يواكبون المقاومة المسلّحة، لأنّها تكتمل بالمقاومة الإعلامية. بِاسم الحزب السوري القومي الاجتماعي أحيّيك ريما، ونأمل أن تكوني قد حرّكت المياه الآسنة وفتحت كوّة في حائط الفساد الذي يختبئ خلف حقوق الإنسان».
بدورها، رأت عضو الهيئة القياديّة في «حركة الناصريين المستقلّين – المرابطون» ربى البعلبكي في كلمة لها، أنّ «خلف استطاعت عبر موقفها الشجاع أن تقضّ مضاجع «إسرائيل»، وأن تصبح رمزاً للمرأة العربيّة المقاومة التي لم تكلّ أبداً عن استخدام جميع الوسائل لمواجهة غطرسة الكيان الصهيوني» .
وقالت: «إنّ ريما خلف خسرت وظيفتها لتكسب كرامتها وكرامة الشعوب العربيّة، بينما هم خسروا شعوبهم من أجل المناصب والكراسي. فضحت الدول التي تدّعي العدالة وحقوق الإنسان، وكذلك فضحت سطوة الصهاينة على هذا العالم».