ندوة في مكتبة الأسد احتفاءً بيوم المسرح العالمي

اختارت وزارة الثقافة السورية أن تحتفل بيوم المسرح العالمي إلى جانب نشاطاتها الفنية الأخرى، بإقامة ندوة أدبية بعنوان «مصائر المحبّين في مسرح شكسبير»، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق.

وتناولت الندوة التي تقام لمناسبة مرور 400 سنة على رحيل شكسبير، محاور تتصل بمكانته في النقد العالمي وبعرض تحليلي لمسرحية «العاصفة» ومسرح شكسبير بين الحبّ والموت.

وعرضت الدكتورة سوسن قطيني أستاذة في الأدب الفرنسي لصورة المسرحي الانكليزي في فرنسا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث أطلق المثقفون الفرنسيون مصطلح الشكسبيرية على كل ما هو مخالف للمألوف ويحمل تميّزاً. مشيرة إلى الدور الذي لعبه الفيلسوف الفرنسي فولتير في تسليط الضوء على أعمال شكسبير وتعريف الأوساط الفرنسية بها ولاحقاً القارة الأوروبية بأسرها رغم النقد الحادّ الذي وجّهه إليه في بعض المفاصل.

كما تحدّثت قطيني عن تأثر الأدباء الفرنسيين بشكسبير خلال القرن التاسع عشر أمثال ستاندال وشاتوبريان وبلزاك معتبرة أن هؤلاء وغيرهم ساهموا بطريقة أو بأخرى في إظهار إبداع شكسبير في أرجاء العالم.

وبدأت الدكتورة سوسن جزائري نائب عميد المعهد العالي للترجمة محورها بقراءة قصيدة لشكسبير يندب فيها حظه ويحسد الآخرين فيها على إبداعهم. ثمّ قدّمت عرضاً تحليلياً لمسرحية «العاصفة» التي تتميز عن غيرها من أعمال المسرحي الانكليزي بأنها أقصرها. كما لا تضمّ شخصيات نسائية رئيسية، فضلاً عن كونها الأكثر عرضاً كما يصنّفها الباحثون كآخر عمل مسرحي كتبه شكسبير منفرداً، وتكاد تكون الوحيدة من أعماله التي راعى فيها الوحدة الكلاسيكية في الزمان والمكان عكس باقي أعماله.

ولفتت جزائري إلى أن مسرحية «العاصفة» تبتعد عن الحياة الواقعية خلاف المسرحيات الشكسبيرية، وتجمع بين الجدّ والهزل، وتعبّر عن تغيّر نظرة مؤلّفها إلى الحياة. مقدّمة بطلها «بروسبيرو» كشاعر وساحر يتحكم في من حوله عبر العاصفة. مشيرة إلى وجود آراء تعتقد أن المسرحية تتضمّن أفكاراً استعمارية وتشي بطريقة تعامل الغرب مع الآخر.

أما الشاعر الدكتور راتب سكر الذي تولّى إدارة الندوة، فقال في محوره إن شكسبير أديب عالمي ترك تراثاً مسرحياً يصل إلى 26 عملاً يعدّ معظمها من عيون الأدب العالمي. مقارناً بين نظرة المسرحي الانكليزي إلى العشاق الذين طاولهم الموت في أعماله من جولييت في «روميو وجولييت» وأوفيليا في «هاملت» وعطيل في «مصرع ديزدمونة».

وقدّم المخرج علي العقباني مداخلة حول مكانة شكسبير في السينما العالمية موضحاً أن تعامل الفنّ السابع مع مسرحياته جاء في إطار استلهام النصّ أكثر من تقديمه كما هو، لتقدّم السينما في أنحاء العالم إلى الان حوالى 600 فيلم مستلهم من مسرحيات شكسبير بدءاً من السينما الصامتة.

حضر الندوة أساتذة جامعيون وطلاب دراسات عليا وعدد من المهتمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى