السيد: لحلّ قضية العسكريين بما يحفظ هيبة الدولة والجيش

أمل رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد أن تصل الحكومة «إلى النتيجة المرضية» في إطلاق العسكريين، و الحل الذي يحفظ هيبة الدولة وكرامتها»، مؤكداً «أنّ أي ردة فعل لا يجوز أن تحصل تجاه أي بريء لا علاقة له بهذا الموضوع سواء كان من اللبنانيين أو من الإخوة النازحين السوريين».

وزار السيد على رأس وفد من المجلس السياسي أمس، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى مقدماً له التهنئة باسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بمناسبة تسلّمه مهماته.

وأشار السيد إلى أنّه جرى خلال اللقاء التأكيد على «ضرورة العمل من أجل تأكيد وترسيخ الوحدة سواء كان بين اللبنانيين أو بين العرب أو بين المسلمين، وترسيخ أيضاً مبدأ الحوار والتفاهم والتعاون بين القوى السياسية في لبنان وحتى بين دول المنطقة». وأضاف: «أما في ما يتعلق بالوضع اللبناني، وما يعيشه البلد اليوم من أوضاع وتحديات وتهديدات وخطر له علاقة بتهديد المجموعات الإرهابية للبنان وكل اللبنانيين، فقد كنا متفقين تماماً على أنّ هذه المسألة هي في شكل رئيسي من مهمة الحكومة والدولة والجيش في التصدي لها».

وأمل السيد أن تصل الحكومة «إلى النتيجة المرضية» في إطلاق العسكريين، و«الحل الذي يحفظ هيبة الدولة وكرامتها وكرامة الجيش ويحميه الآن وفي المستقبل ويحمي كرامة اللبنانيين، لأنّ كرامة الجيش وهؤلاء الأسرى والدولة هي من كرامة كل اللبنانيين».

وتابع السيد: «كما تفضل سماحة الأمين العام في خطابه الأخير نعود ونؤكد أنّ أي ردة فعل لا يجوز أن تحصل تجاه أي بريء ولا علاقة له بهذا الموضوع سواء كان من اللبنانيين أو من الإخوة النازحين السوريين الذين هم إخوتنا وضيوفنا، وبالتالي هؤلاء النازحون يجب ألا يؤخذوا على المستوى الشرعي والأخلاقي والسياسي بجريرة مجرمين إرهابيين، فحماية النازحين هي مسؤولية الدولة والتعاطي بأخلاقية وإنسانية معهم مسؤولية كل لبناني».

وسئل السيد: كما هو معروف فإنّ حزب الله ضدّ المقايضة ومع التفاوض، ولكن، هناك بعض السياسيين مع المقايضة، فما هو موقفكم؟ فأجاب: «أودّ أن أذكر نقطتين هنا: الأولى أننا، كما عبر سماحة السيد مع مبدأ التفاوض وهذه سياسة واقعية، فالذي يريد أن يحل هذه القضية لا يستطيع أن يجلس في بيته وينتظر أن تحل، لأنّ مبدأ التفاوض بغضّ النظر عن المسألة السياسية هو مبدأ واقعي. أما النقطة الثانية فهي أنه يجب أن تحل هذه القضية بما يحقق الهيبة والقوة للدولة وللجيش، ويحمي الجيش الآن وفي المستقبل. أما كيف تتحقق هذه المسألة، فهذه مهمة الدولة».

وعن موقف حزب الله من المقايضة قال السيد: «حينما تطرح الحكومة بعض الأفكار حول هذا الموضوع سنعبر عن موقفنا داخل الحكومة، ولا نريد أن ندخل الآن في سجالات سياسية، وأنا أنصح بأن يناقش اللبنانيون قضايا حسّاسة من هذا النوع داخل الحكومة، ولا ينبغي لأحد من أعضاء الحكومة مناقشة هذا الموضوع في الإعلام بل في الحكومة، لأنّ نقاشه في الإعلام يضرّ بعملية التفاوض ويخدم هؤلاء المسلحين أيضاً ويضعف موقع الدولة في التفاوض».

وحول ردّ الرئيس سعد الحريري على الائتلاف الوطني السوري، رأى السيد «هذا الاستنكار جيد، وهذا التنديد جيد، لكنّ ما جرى من خلال تحالف المعارضة وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن هو أكثر من أنه ليس في محله، لكن هذا جيد». وأضاف: «أي موقف يدعم الجيش اللبناني ويعبر عن تضامن ووقوف موحّد وقوي ومتماسك معه، هو أمر جيد».

وحول ما يطرحه البعض عن سحب عناصر حزب الله من سورية لحلّ قضية العسكريين، اعتبر السيد أنّ «هذه المسألة هي نغمة يتحدث بها بعض الأفرقاء في لبنان عند أي حدث، وإذا تحدثوا عن مرض إيبولا في أفريقيا أو أي شيء آخر يقولون أنّ سببه وجود حزب الله في سورية».

… وعند قباني

كما زار السيد والوفد مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني، واضعاً الزيارة في سياق «تقديم الاحترام الكبير لدور المفتي قباني ومواقفه التي اتخذها أثناء ولايته».

وقال السيد بعد اللقاء: «إنّ هذه المواقف المهمة والتي تشكل عند سماحته القناعات الثابتة التي لا تتغيّر بين فترة وفترة ومنصب وآخر، إنما هي مسؤولية دينية ومستمرة سواء لجهة مسعاه الدائم وحرصه الدائم بين اللبنانيين والوحدة بين المسلمين عموماً، أو لجهة مواقفه الثابتة التي اعتمدها في سياق منع الفتنة بين المسلمين خصوصاً في لبنان والمنطقة، والمواقف التي تتعلق بالنظر إلى العدو الصهيوني وتهديده، ودعمه لحركة المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة العربية من أجل تحرير فلسطين». وأضاف: «إنّ هذه المواقف مع الحرص على التحرك والمبادرة للدفاع عن الإسلام أمام الهجمات الخارجية والداخلية التي تسعى إلى تشويه الإسلام في نظر العالم أو في نظر حتى المسلمين، تشكل سياسة دائمة ومستمرة عند سماحته، ما يتطلّب أن نكون معه على تواصل وتعاون لنحمل معاً المسؤولية الكبرى تجاه ديننا ووطننا».

باولي واللقاء الوطني

وكان مفتي الجمهورية استقبل كلاً من السفير الفرنسي باتريس باولي، ووفد اللقاء الوطني برئاسة الوزير السابق عبدالرحيم مراد، والوزير السابق ناظم الخوري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى