حطيط: سورية أسقطت خمس خطط للعدوان خلال ست سنوات وثقتنا بالنصر غير مسبوقة
أحيت مديرية الساحل التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد المقاومة والتحرير والانتصار على العدو اليهودي بإقامة ندوة حاضر فيها العميد د. أمين حطيط، وذلك في قاعة الأمينين مسعد وناديا الحجل في جل الديب.
حضر الندوة الرئيس السابق للحزب مسعد حجل، عميدة البيئة ليلى حسان، ناموس رئاسة الحزب رندا بعقليني، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام الضاحية الشرقية بطرس أبو حيدر، منفذ عام المتن الجنوبي محمد المولى، مدير دائرة المحامين في الحزب ميشال عاد، كريمتا الزعيم أليسار وصفية سعاده، عدد من أعضاء المجلس القومي، أعضاء هيئة مديرية الساحل وحشد من القوميين والمواطنين.
كما حضر عضو الهيئة التأسيسة في التيار الوطني الحر طانيوس حبيقة، منسّق التيار الوطني الحر في المتن الشمالي هشام كنج، وممثل التيار في ضبية عادل يمّين، أمين عام الحركة الثقافية في بسكنتا والجوار فرنسوا حبيقة، العميد فادي الرحباني، نائب رئيس بلدية جل الديب فادي ابو جودة، مختارا جل الديب جان ابو جودة واميل أبو جودة، مختار الضهور طوني بو زيد، رجل الأعمال جان ابو جودة، رجل الأعمال ابراهيم الملاح، وفاعليات أهلية واجتماعية.
أبو جودة
قدّم الندوة عضو المجلس القومي فاروق أبو جودة وقال:
تحية لكم من صاحبَي هذه القاعة مؤسسة مسعد وناديا حجل الثقافية الأمينين مسعد وناديا حجل، اللذين أرادا أن تكون هذه القاعة، مركزاً لنشاطات متعدّدة تشمل كافة الاهتمامات والهموم، بدءاً بالثقافية منها، لأنّ الأمينين يعتبران أنّ الثقافة ركن أساسي في بناء المجتمعات الحضارية، لا سيما إنْ ترافقت بعقلية أخلاقية راقية تدلل على روحية ونفسية الأمة، وهما نشآ معاً في جو الحركة القومية التي نقلتنا من طور الضياع والعدم والاستسلام، الى جوّ الفعل الخالق وسبيل الإبداع وتحقيق الذات.
أضاف: أما النشاطات الأخرى، أيها الحضور الكريم، فستشمل موضوع آفة اجتماعية بدأت تستعصي ألا وهي آفة المخدرات التي تغزو المدارس فيدمن عليها طلابنا وأجيالنا الطالعة، ودراسة قانون الانتخاب الغامض الذي يتنقل بنا من الأمل بغد أفضل ومن ثَمّ يعيدنا إلى سنوات عجاف فتتثبّط عزائمنا، الى التمني والدعاء كي يُلهم القادر، أولياء الأمر، حتى يترفّعوا عن صغائر الأنانيات ويصلوا الى «مصلحة الأمة فوق كلّ مصلحة» ولا أنسى البيئة التي قال عنها الدكتور بديع أبو جودة أنها المتنفس والأوكسجين، وستحظى باهتمام بالغ.
وتابع: «لكننا اليوم على اعتاب الخامس والعشرين من أيار، يُعيدنا هذا، إلى زهو تاريخنا المعاصر ذات تحرير وانتصار شكّل قفزة نوعية من حالة اليأس والقنوط والتململ الى حالة الثقة بالنفس المستمدّة من مأثرة قول للزعيم سعاده: «إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ». وقد شاهدنا كيف تغيّر وجه التاريخ على يد قبضة من الأبطال البواسل مدعومين بقوة الإيمان ورديف الجيش الوطني واحتضان الشعب الصابر الصامد! فتحية خالصة الى المثلث الذهبي، مثلث الجيش والشعب والقاومة.
وبعد ترحيبه بالحضور، قال أبو جودة إنّ هذه الذكرى عزيزة على حزب مقاوم شارك في العمل المقاوم، تجسيداً لما دعا إليه انطون سعاده الذي آمن بأنّ المقاومة هي سبيل للتحرير.
حطيط
وبعدها أعطى أبو جودة الكلام للعميد حطيط الذي أشار في مقدّمة كلامه الى أنّ «مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الزعيم أنطون سعاده عمل منذ أن تشظّت الأمة بقرارات فوقية أجنبية من سايكس – بيكو ووعد بلفور قبل مئة عام، من أجل تثبيت الأمة بفعاليتها وعنفوانها الذي يقود إلى الانتصار، وما تحقق في انتصار العام 2000 جزء من النصر الأكبر، والانتصار الذي نحيي ذكراه في خضمّ هذا «الحريق العربي» ونعاني ما نعاني اليوم ممّا أسموه «الربيع العربي»، فإنما هو ثأر لذاك الانتصار وبالتالي هذا يحتّم علينا أن ندافع عن انتصارنا وأن نراكم عليه».
سورية وخطط العدوان الخمس
في ما يتعلق بالصراع الدائر في الشام والسؤال عن المصير المقبل لفت حطيط إلى أنه في السنوات الست ونيّف التي مضت أسقطت سورية خمس خطط للعدوان. كانت الخطة الأولى إخوانية بقيادة تركيا وهي خطة الأقواس الثلاثة التي فيها قوس إخواني من تونس إلى تركيا يحتضن «إسرائيل» ويحميها، وقوس وهابي مهمته مواجهة محور المقاومة الذي تلصق به صفة القوس الشيعي يتصارع القوس الشيعي والقوس السني، وتحييد «إسرائيل» عن الصراع ويحكم الإخوان.
هذه هي الخطة الأولى التي عمل بها لمدة 18 شهراً فسقطت وتلاشت وكانت رصاصة الرحمة الأخيرة التي أودت بها في حزيران 2013 في مصر عند سقوط حكم الإخوان.
بعدها كانت خطة السعودية خطة بندر السعودي، والتي كانت تبتغي إسقاط سورية وحدها واقتلاعها من محور المقاومة وإقامة الجدار العازل بين شرق المقاومة وغربه في لبنان حتى يتلاشى. هذه الخطة أطلقت كما تذكرون بعنوان بركان دمشق زلزال سورية، وسقطت وسقط بندر وسقط الدور السعودي في المنطقة.
الخطة الثالثة كانت خطة داعش، حيث أطلقت لتجمع الساحتين العراقية والسورية وبرعاية أميركية مطلقة وبتسهيلات من دوّل الخليج بشكل مطلق وانطلاق متذبذب تركي بشكل عميق. وكادت هذه الخطة أن تحقق أهدافاً كبرى لولا انفجار شعبي عراقي في الشرق ورسوخ سوري مقاوم في الغرب ففشلت خطة هؤلاء.
وبعدها تم الانتقال إلى خطة رابعة هي خطة الاستنزاف من أجل إعادة تركيب المشهد لإعادة وإطالة أمد الصراع إلى أقصى حدّ ممكن. وهذه الخطة استعملت فيها جماعات متناحرة متقاطعة أيضاً لكنها فشلت باستراتيجية سورية مقاومة.
من خلال اعتماد مبدأ الأولويات والحسم والإغلاق سقطت حرب الاستنزاف، فكانت الخطة الخامسة التي عملت عليها أميركا وهي خطة الأقاليم، فحاولوا رشوة روسيا بإحداها على أن تكون سورية موزعة إلى أقاليم: غربي يكون بيد روسيا، شمال غربي يكون بيد تركيا، وشمال شرقي بيد الأكراد، وجنوب شرقي يكون بيد «إسرائيل» والأردن، لكن هذه الخطة لم تدم أكثر من أشهر ثلاثة وأسقطت.
سورية القوية… والخطة الأخيرة في جعبة العدوان
وعن الوضع الحالي لفت حطيط الى أننا الآن في مواجهة الخطة السادسة وتقوم بشكل أساس على امتلاك السيطرة على الجزء من الحدود السورية والعراقية والأردن، وصولاً إلى فلسطين المحتلة وإقامة منطقة عازلة بعمق ما بين 25 إلى 120 كلم ضمن الأراضي السورية على طول الحدود، بشكل تبقى الحدود السورية كما هي وتعزل عن العراق وعن إيران، وتتمكن في الجنوب «إسرائيل» من حيازة منطقة أمنية والأردن من حيازة منطقة زراعية وثروات طبيعية، وعند ذلك لا يمكن الحديث بأيّ شكل من الأشكال عن سورية القوية، أو محور المقاومة المتماسك.
هذه الخطة تعيش الآن في هذه الأيام خلال الأيام العشرة الأخيرة الأعمال العسكرية الميدانية لإسقاطها وتتركز عملية إسقاط هذه الخطة في الأساس على امتلاك السيطرة من قبل الدولة السورية وحلفائها، من المنطقة الممتدّة من المعبر القائم عند البوكمال إلى نقطة المثلث الحدود الأردنية – السورية – العراقية في معبر التنف، وإذا امتلكت سورية السيطرة على هذه المنطقة، فإنّ خطة العزل تسقط وأهمية هذه الخطة إذا سقطت تختلف عما عداها وهي الخطة الأخيرة في جعبة العدوان. وبالتالي إسقاط هذه الخطة يؤدّي إلى نعي العدوان على المنطقة وهذا ما يتمّ العمل عليه الآن.
الرسالة الأميركية وإسقاط خطة منطقة العزل
وفي ما يتعلق بالتدخل عبر الطيران الأردني بحماية أميركية، أشار حطيط إلى أنه رسالة إلى سورية أنّ أميركا حاضرة ولن تسمح بإسقاط خطتها، ولفت الى أنّ «الأميركيين طلبوا من الروس أن تتوقف سورية عن السير قدماً في إسقاط هذه الخطة، أو التفاوض عليها حيث تستطيعون أن تصلوا إلى الحدود، والروس نقلوا العرض الأميركي إلى السوريين كما هو من غير إبداء رأي حوله، وكان الرّد مباشرة من الرئيس الدكتور بشار الأسد «لا يقيّدنا أحد بحركتنا على أرضنا»، وكان القرار قبل العرض الأميركي أن تتقدّم القوى المُعدّة لمنطقة التنف بقفزات متتابعة في مهلة قد تصل إلى 10 أيام. فتغيّر الأمر وتوسّعت القفزة من 10 كلم إلى 30 كلم في النهار، وكان مقدّراً أن تصل القوى في مهلة ستة أيام كحدّ أدنى إلى خمسة عشر كلم من الحدود، فألزمت القوى المعدّة بأن تصل إلى 35 كلم في يوم واحد، وباتت طلائع القوى السورية على مشارف قاعدة التنف وخاضت ثلاث معارك مع وجود الطيران السوري.
فكان القرار باستهداف هذه القوى واعتقدت أميركا أنه سيخيف السوريين، لكن ووفقاً للمعلومات تحرّكت بطاريات صواريخ أس 200 وأس 300 وأصبحت تغطي المنطقة، وبالتالي ستتابع القوات السورية وحلفاؤها تقدّمها، لإسقاط خطة منطقة العزل على محورين الأول باتجاه التنف على الحدود الأردنية، والثاني من الأردن باتجاه دير الزور.
تقسيم المناطق وميدان الصراع الرئيسي
وفي ما يتعلق بتقسيم المناطق وفقاً للخريطة أشار حطيط إلى أننا نستطيع ان نتبيّن أنّ هناك فئات من مناطق عدة:
المنطقة الأولى أو الفئة الأولى وهي الفئة الشرعية، ويقطنها 65 في المئة من السوريين المقيمين الآن في سورية.
والمنطقة الثانية هي منطقة التأجيل في المواجهة منطقة الأكراد ويقطنها تقريباً ما يوازي بين 10 إلى 14 في المئة من السوريين المقيمين.
المنطقة الثالثة هي منطقة تجمّع الإرهابيين ويقطنها ما يوازي بين 10 إلى 13 في المئة وتبقى منطقة التنافس أو المنطقة، التي يتمّ الاستباق عليها وتقود فيها ويوجد فيها داعش والنصرة ويعمل عليها. وهذه المنطقة فيها 10 إلى 11 في المئة من السكان القاطنين، وتحاول أميركا أن تعدّ القوى المركبة في جيش تقليدي يوازي فرقة ومما تسمّيها معارضة معتدلة لتستبق السيطرة وتمنع الجيش السوري من الوصول اليها، والعمل اليوم يجري في سورية بشكل أساسي بالتركيز عليها قبل المؤجلة والمنطقة المحايدة.
ولفت الى أنّ هذه المنطقة تبقى هي الميدان الرئيسي، والأسابيع المقبلة ستكون شديدة الحماوة والحرارة، رغم حلول شهر رمضان المبارك، فإنه لن يؤثر على مجريات الصراع، لأنذ الجميع الآن في سباق مع الوقت.
الناتو العربي والحلف الصهيو – سعودي أميركي
وعن الوضع الحالي أشار العميد حطيط إلى أننا على درجة عالية من التفاؤل والثقة بالنصر غير مسبوقة في السنوات الست الماضية هذا بالنسبة للميدان السوري، وهذا ما دفع بالولايات المتحدة الأميركية من أجل الخطة البديلة، وترتكز هذه الخطة على ما ذكرناه سابقاً عن خطة الأقواس الثلاثة التي فيها قوس يحمي «إسرائيل» وقوسان يتصارعان و»إسرائيل» محيّدة. الذي يجري الآن سياسياً هو نفس الخطة العسكرية التي سقطت وهدفه حماية «إسرائيل» وتحويل وجهة الصراع، وبالتالي نرى كيف يحاول الملك سلمان القول إنّ عدوكم هو إيران، وبالتالي يصبح «العداء السني» مع دولة شيعية وتحلّ هذه العبارة مكان الوظيفة التي كانت معدّة للقوسين الشيعي والسني.
والأمر الثاني هو تأمين حماية «إسرائيل» من خلال زرع «ناتو عربي» في هذه المنطقة، فبعدما عجزوا في الميدان جاؤوا بالأحلاف، ومن أجل ذلك نحن أصحاب القضية الوطنية والقومية، واجبنا أن نعمل في السياسة كما في الميدان، والمواجهة في الميدان كما يجب أن نواجه… فكما أسقطنا خطة الأقواس الثلاثة في الميدان ينبغي أن نسقط الحلف الصهيو – سعودي – أميركي في السياسة وفي الميدان، وذلك عن طريق فضحه وتسفيهه من أجل المواجهة المباشرة، وبالتالي خطة الأميركيين اليوم لإنشاء الحلف هي خطة تعويض أيّ خطة استراتيجية بديلة عن الخطة الساقطة، والكلّ من هؤلاء في خدمة الأمن «الإسرائيلي» وتثبيت «إسرائيل» وتصفية القضية الفلسطينية لأن هذا يضمن أمن «إسرائيل».
وفي ما يتعلق بالحديث بأنّ الحلف المزعوم سيدخل حروباً أو يشعل بعض الجبهات، يشير حطيط الى أنّ هذا الحلف أجبن من أن يدخل أرض المعركة وأن ينزل إلى الميدان، وهم يعلمون أنه في الطلقة الأولى تتفرّق جبهتهم وتنهار مصالحهم. هذا الحلف هو فقط تعويض لاحتضان «إسرائيل» بدلاً من وجود الإخوان، وله وظيفة أخرى لمدة 10 سنوات ينبغي أن يصرف عليه حوالي من 150 ملياراً إلى 400 مليار دولار.
كما لفت حطيط الى أنّ «السعودية بدأت تدفع المال لإنشاء مصانع أسلحة على أراضيها قيمة أول ثلاثة عقود حوالي 40 مليار دولار، فضلاً عن عقود الأسلحة التي تتراوح بين 25 و 30 مليار دولار ضمن السنوات الخمس المقبلة، والحركة الترحيبية اليوم من أجل احتضان «إسرائيل» بخطة بديلة لخطة الأقواس الثلاثة، ومن أجل ابتزاز أو جلب الأموال من أجل القوة العسكرية.
لهذا السبب لن تشن «إسرائيل» عدواناً على لبنان
وفي ما يتعلق بالوضع في لبنان، أكد حطيط أن «لا خوف من اعتداء على المنطقة ولا «إسرائيل» ستقوم بالاعتداء على لبنان والمنطقة، والسبب من كلّ ذلك أنّ أيّ حرب يمكن لعاقل أن يذهب اليها، فـ«إسرائيل» للمرة الأولى في تاريخها منذ اغتصاب فلسطين حتى اليوم تنقلب انقلاباً استراتيجياً جذرياً فتتحوّل من الاستراتيجية الهجومية إلى استراتيجية دفاعية غير مضمونة النتائج. فالإسرائيليون أجروا اختباراً أنّ «الحدّ الأقصى للحرب «الإسرائيلية» هو ثمانية أسابيع يمكن أن تتحمّلها»، وتابع: «في تقديرهم أنّ محور المقاومة باستطاعته أن يحافظ على قوة نارية وحركة ميدانية لمدة 28 أسبوعاً من دون تراجع، فعلى هذا الأساس لا يملكون المناعة الدفاعية ولا يملكون القدرة الهجومية، فعن أيّ حرب يتكلمون؟ وبالتالي نحن مطمئنون بوجود هذه النقطة المقاومة.
وأضاف: «في المسألة الإقليمية العامة نستطيع أن نقول إننا وصلنا إلى الربع الساعة الأخيرة من المواجهة، وأنا أقول إننا في السنة السابعة الأخيرة من هذه المواجهة، ولكن باتت المواجهة العسكرية في نهايتها وانتقلت إلى المواجهة السياسية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك أشخاصاً في لبنان ومن حولنا ينظرون إلى مصالحهم الشخصية ويقدّمونها على المصالح الوطنية، وإذ تراهم لا يأبهون بالمصالح الوطنية فنحن في المسألة السياسية والاقتصادية، لا نستطيع أن نضمن النتائج كالمسألة العسكرية والميدانية.
الجرود الشرقية… شرطان لبناني وسوري
وعلى صعيد الوضع في الجرود الشرقية وتسليم المقاومة المواقع للجيش اللبناني، لفت حطيط الى أنّ هذا القرار اتخذ لأنه تحقق شرطان شرط يتعلّق بلبنان وشرط يتعلّق بسورية.
الشرط المتعلق بلبنان هو جهوزية الجيش اللبناني وقدرته على مواجهة الأخطار مع تحقيق القرار السياسي الذي لا انقلاب فيه، فكانت زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد عون لوزارة الدفاع، ومواكبته لعملية نوعية ليس من أجل المتعة السياسية والعسكرية، وكانت رسالة رمزية للجميع أنّ الجيش يتحرّك بقرار سياسي في محاربة الإرهاب، وإنّ احتضان قوى في عرسال وغير عرسال أو المحافظة على الإرهابيين في جرودها هو أمر لن يستمرّ، فالجيش بدأ عملياته الآن بالمتابعة الجوية والمراقبة حتى فترة معينة وليكون بعد ذلك لكلّ حادث حديث، إنما نقول إنّ مسألة عرسال ستحلّ ولن تطول سنوات، كما كانت سابقاً إنما هي أسابيع أو أشهر، وهذا ما بات واضحاً بالنسبة للقرار السياسي اللبناني والقدرات العسكرية اللبنانية».
وأضاف: «أما الشرط المتعلق بسورية، فبعد معالجة وضع الزبداني ومضايا مضافة اليها إعادة تمركز المقاومة والجيش السوري في القلمون، والضغوط التي تمارس هناك فإنّ جماعات الإرهاب تحوّلت جزراً معزولة مطوقة، لا يمكن أن تقوم بأيّ عمل أمني في لبنان وفي دمشق. إذاً طمأنينة في الداخل السوري والداخل اللبناني بوجود الجيش، بالشكل الذي ذكرته بالتعاون والتنسيق المطلق مع الجيش السوري.
قانون الانتخاب والمؤتمر التأسيسي
أما في ما يتعلق بقانون الانتخابات لفت حطيط إلى أنه «بات واضحاً من حيث القوى السياسية في لبنان، أنّ الدولة انقسمت إلى فئات ثلاث، الفئة الطائفية حاصرت نفسها وحاصرت الآخرين بالمنطق الطائفي، والفئة الوطنية المنفتحة، والفئة الرمادية التي تعمل بالزبائنية والتجارة نفسهما اللتين تنظر بهما إلى أين ستحقق مصالحها لتذهب مع أيّ فئة.
وأشار إلى أنه «حتى اللحظة لا يوجد شيء فعلي. لا يمكن الصادق القول إنّ «هناك قانوناً انتخابياً ستجري الانتخابات على أساسه، نحن في الواقع السياسي في وضع صفر ثلاث فئات كلّ واحدة متمترسة بموقفها، وخلال هذا الشهر وعد رئيس الجمهورية أنه سيتمّ إنتاج قانون. هذا القانون لن يوافق عليه إنْ لم يكن قانوناً يحفظ الحالة الوطنية، العنوان هو الحفاظ على الحالة الوطنية والسبب أنّ حالة المقاومة التي قهرت الآخر لا يمكن أن تُحمى في لبنان والمنطقة، إلاّ بحالة وطنية قومية وأنّ تقوقع المقاومة أو أيّ فئة ضمن الطائفية هو قتل وانتحار لها.
ورأى العميد حطيط أنهم «مهما فعلوا ومهما ضغطوا ومهما غضبوا إما أن يكون قانون وطني وإما أن نذهب إلى مؤتمر تأسيسي، أما أن نذهب إلى قانون طائفي يعيدنا إلى الخلف فهذا أمر مستحيل. فإذا كان المخرج بالنسبة لهم أن يذهبوا إلى قانون الستين، فهذا يكون آخر مرة، ويكون مقدّمة للذهاب إلى مؤتمر تأسيسي، وبالتالي المسألة بسيطة فمن يظن أنّ بإمكانه محاصرة الحالة الوطنية بالتموضع ضمن الطائفة فهو مخطئ، وعلى هذا الأساس فنحن مطمئنون فليس بمقدور أحد أن يفجّر الوضع الأمني حتى يضغط على المقاومة أو على الوطنيين، إذاً المسألة تعطى حقها من الوقت ولكن لا تنازل عن الحق الوطني، هذا القرار متخذ ولن تكون مجاملة.
الرئيس عون منظّر استراتيجي للمقاومة
ورداً على أسئلة الحضور أشار حطيط إلى أنه بالنسبة للأسرى العسكريين، فالتطور الذي حصل وما جرى من مفاوضات حتى الآن، لا نملك معلومات مؤكدة عما إذا كان الأسرى أحياء أو غير أحياء. مكان وجودهم لا نعلمه، ولكن هناك متابعة من محور المقاومة ومع القطري بالذات، من أجل إجلاء مصيرهم، قد يكون ذلك مترافقاً مع صفقة انتقال المسلحين إلى أي جهة يشاؤون، ولن يخرج مسلحو «داعش» من عرسال إلاّ مع حل ملف الأسرى.
وفي ما يتعلق بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووقوفه إلى جانب المقاومة ودعمه لها، لفت حطيط الى أنّ الكثير من الأشخاص ظنّوا أنّ العماد عون بعد انتخابه سينقلب على المقاومة بعد وصوله إلى بعبدا، وسينقلب على العماد عون الذي كان في الرابية. فأثبت أنه ليس مؤيداً للمقاومة على سبيل عرفان الجميل بل أثبت لهم في الأردن أنه منظّر استراتيجي للمقاومة، وأضاف: «بما أنّ المحور الذي يشكل في الرياض هو معادٍ للمقاومة وداعم لـ»إسرائيل»، فإذا دعوا العماد ميشال عون سيفشل المؤتمر، لأنه داعم ومؤمن بالمقاومة، فلهذا السبب لم يوجهوا الدعوة إلى الرئيس عون فكانوا يراهنون على موقف انفعالي منه بعد الموافقة لسعد الحريري بعدم الذهاب إلى قمة الرياض، فيؤدّي ذلك إلى تفجير الوضع الداخلي.
وأضاف: «لكن الرئيس عون اختار مصلحة الوطن ووافق، لأنّ الكلّ يعرف، وهو يعرف أنه حسب الدستور فقط رئيس الجمهورية يفاوض ويلتزم، وكلّ ما عداه يتلمّس ويعود لطرح الموضوع أمام مجلس الوزراء فإذا وافق المجلس كان به، وإذا لم يوافق يعني لا شيء، وهذا يعني أنّ سعد الحريري يذهب ويشرب قهوته ويعود إلى لبنان… ولا شيء غير ذلك.