تفاقم الصراع في «الشرق الأوسط»

أحدثت التطوّرات الأخيرة في الشرق الأوسط والخليج العربي، أزمات جديدة على مسار الصراع في الشرق الأوسط، لا سيما بعد عزل قطر من جاراتها الدول الخليجية وبعض الدول العربية، والتفجيرات الدامية التي تعرّضت لها العاصمة الإيرانية طهران.

في هذا السياق، نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً كتبه إيغور سوبوتين عن العمليتين الإرهابيتين في إيران ومقاطعة قطر، أشار فيه إلى تفاقم الصراع من أجل زعامة المنطقة. ويقول سوبوتين: أظهرت الأزمة الدبلوماسية في الخليج، والهجمات الإرهابية التي أعقبتها في إيران، أن آخر نقاط الاستقرار في الشرق الأوسط مهددة أيضاً، وأن الولايات المتحدة، التي راهنت على المملكة السعودية، كانت هي العامل الحافز على قلقلة هذا الاستقرار. فبعد الفضيحة حول قطر، أذهلت الجميع الهجمتان الإرهابيتان، اللتان أعلن «داعش» مسؤوليته عنهما، على البرلمان الإيراني وضريح الخميني. وقد أوضح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في كلمته أمام البرلمان دوافع الإرهابيين بالقول إن إيران دولة نشطة ومركز فعال في محاربة الإرهاب، لذلك يحاول الإرهابيون تقويض نشاطها.

وبحسب الخبراء، يبدو أن هذين الهجومين جاءا نتيجة للهجمات الإعلامية التي يشنّها «داعش» ضد إيران منذ عدة أشهر. وعموماً تزداد الضغوط على إيران ليس فقط من جانب الإرهابيين، بل من جانب منافسيها على الزعامة الإقليمية. وقد أصبحت المقاطعة الدبلوماسية لقطر من قبل جيرانها رداً على سعي الدوحة إلى تطبيع علاقاتها مع طهران.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية مقالاً لكون كوغلين محرّر الدفاع بعنوان «وزير إماراتي يتعهد بأن تظلّ قطر تعاني حتى توقف دعمها للجماعات الإرهابية». ويقول كوغلين إن وزيراً خليجياً بارزاً قال للصحيفة إن قطر يجب أن تنهي دعمها الجماعات الإرهابية الإسلامية إذا أرادت رفع العقوبات المفروضة عليها. ويضيف أن الوزير الخليجي قال إن قطر يجب أن تقطع صلاتها مع إيران وأن توقف بث قناة الجزيرة نشراتها المعادية للدول العربية المؤيدة للغرب.

وفي ما يلي، جولة على أهم التقارير التي نشرتها صحف روسية وغربية وآسيوية خلال اليومين الماضيين:

نيزافيسيمايا غازيتا

نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً كتبه إيغور سوبوتين عن العمليتين الإرهابيتين في إيران ومقاطعة قطر، أشار فيه إلى تفاقم الصراع من أجل زعامة المنطقة.

كتب سوبوتين: أظهرت الأزمة الدبلوماسية في الخليج، والهجمات الإرهابية التي أعقبتها في إيران، أن آخر نقاط الاستقرار في الشرق الأوسط مهددة أيضاً، وأن الولايات المتحدة، التي راهنت على المملكة السعودية، كانت هي العامل الحافز على قلقلة هذا الاستقرار.

فبعد الفضيحة حول قطر، أذهلت الجميع الهجمتان الإرهابيتان، اللتان أعلن «داعش» مسؤوليته عنهما، على البرلمان الإيراني وضريح الخميني. وقد أوضح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في كلمته أمام البرلمان دوافع الإرهابيين بالقول إن إيران دولة نشطة ومركز فعال في محاربة الإرهاب، لذلك يحاول الإرهابيون تقويض نشاطها.

وبحسب الخبراء، يبدو أن هذين الهجومين جاءا نتيجة للهجمات الإعلامية التي يشنّها «داعش» ضد إيران منذ عدة أشهر. وعموماً تزداد الضغوط على إيران ليس فقط من جانب الإرهابيين، بل من جانب منافسيها على الزعامة الإقليمية. وقد أصبحت المقاطعة الدبلوماسية لقطر من قبل جيرانها رداً على سعي الدوحة إلى تطبيع علاقاتها مع طهران.

وقد لوحظ التوتر في العلاقات بين قطر وجاراتها منذ فترة بعيدة قبل هذه المقاطعة. بيد أن القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت إعلان وكالة الأنباء القطرية عن نيّة أمير البلاد تعزيزَ العلاقات مع طهران، ولم تُجد نفعاً إزالة النبأ واعتباره من صنع أيدي الهاكرز الذين تمكنوا من اختراق موقع الوكالة.

يقول المدير العلمي لمعهد الاستشراق الأكاديمي فيتالي نعومكين إن أزمة قطر هي انعكاس لقضايا إقليمية معقدة ومضطربة، تشمل الشرق الأوسط، والتي تظهر نتيجة انهيار بعض المنظمات الإقليمية، بسبب تفاقم الصراع بين مختلف القوى السياسية والإقليمية المتنافسة، وكذلك تفاقم الصراع الطائفي والديني، وفي مشكلة السيطرة على الموارد لتعزيز نفوذها وتعزيز المصالح الجيوسياسية للاعبين الدوليين. كما أن أزمة قطر تستند إلى المواجهة التاريخية الطويلة بين دول الخليج. ولكن تأزمها مرتبط بالعمليات ذات الطابع الشمولي للمنطقة.

وبحسب نعومكين، فإن هذه الأوضاع المعقدة في المنطقة تتزامن مع أزمة هوية شعوب الشرق الأوسط وفشل مشروعات تكاملها، ويضيف أن أحد نماذج التكامل هو تعاون ملكيات الخليج في إطار مجلس التعاون الخليجي. وإن الهجمتين الإرهابيتين في إيران هما دليل على أن ثبات الدول الأكثر استقراراً في المنطقة تعرّض لتآكل وتهديدات خطيرة. وأضاف الخبير أنّ هذا ليس مرتبطاً بأزمة قطر. بل هو نتيجة للمنافسة بين قوى معيّنة سنّية ذات توجه أصولي وإيران القاعدة الشيعية، وبروز التناقضات بين إيران ودول الخليج، التي حصلت على دعم بعد زيارة ترامب إلى السعودية، كما يرى الخبير.

وبحسب فيتالي نعومكين، فإن هذه الأزمة لن تستمر طويلاً، وسوف تحافظ دول الخليج على تحالفها بهذه الصورة أو تلك. ويضيف أن ازدياد معاداة إيران في المنطقة، مرهون بخطوات طهران السياسية اللاحقة في لبنان والعراق واليمن وسورية، وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج، كما ذكر نعومكين.

هذا، ولقد كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في موقعه على شبكة «تويتر» أن جولته في المنطقة بدأت تؤتي ثمارها، وأعرب عن أمله بتوقف تمويل الإرهاب.

وفي سياق منفصل، كتب يفغيني غريغوريف مقالاً في الجريدة نفسها عن العلاقات الألمانية ـ الأميركية، أشار فيه إلى أن سياسة واشنطن انعكست على الحملة الانتخابية في ألمانيا.

كتب غريغوريف: يلاحَظ حالياً حدوث تغيرات في مزاج المجتمع الألماني. وهذه التغيرات تؤثر في العلاقات عبر الأطلسي، وفي الشؤون الأوروبية وفي نهج السياسة الداخلية لألمانيا.

فقد شاركت في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي شخصيات ألمانية شهيرة، ومثَّل الحكومة الاتحادية وزير الخارجية زيغمار غابرييل، والولايات الاتحادية رئيس الحكومة المحلية لولاية بافاريا هورست زيهوفر، وقد التقيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث ناقشا خلال اللقاء القضايا الدولية الحيوية.

ومع أن الحديث عن تقدم في العلاقات بين البلدين أمر سابق لأوانه، فإن المنتدى أظهر وجود بعض التغيرات حالياً. فقد قال مثلاً سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الاتحاد الروسي في بيان صحافي وزع في المنتدى: سنتجاوز العوائق معاً، كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد ارتفع بنسبة 43 في المئة.

وقد أثار قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ قلقاً كبيراً في ألمانيا، وصبّ الزيت على النار تصريح المستشارة أنجيلا ميركل الوقائي في ميونيخ. فهي قد أعلنت بعد قمة الناتو ومجموعة السبع الكبرى عن مضي الوقت الذي كان يمكن فيه للألمان الاعتماد على الآخرين، وكانت تقصد الولايات المتحدة.

وسنرى كيف سيتم تنفيذ هذا في الخطط السياسية. ونبدأ بالبارومتر السياسي لمجموعة انتخابات لمركز مانهايم للأبحاث Mannheimer Forschungsgruppe Wahlen . فقد بيّنت نتائج الاستطلاع أن 29 في المئة فقط من المشاركين فيه يدعون إلى علاقات جيدة مع واشنطن، في حين أن هذه النسبة كانت تعادل 82 في المئة في تشرين الأول 2016. وعلاوة على هذا، يرى 68 في المئة العلاقات مع واشنطن حالياً سيئة، وأن 69 في المئة لا ينظرون إلى ترامب كشريك موثوق به، بينما يخشى 79 في المئة أن تعقِّد سياسته التعاون في مسائل المناخ والإرهاب واللجوء.

الأوضاع السياسية داخل ألمانيا تتغير: فالحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه مارتن شولتس يفقد بموجب توقعات مؤشر مانهايم ناخبيه للأسبوع الثالث على التوالي، ولو أُجريت الانتخابات يوم الأحد الماضي لحصل على 25 في المئة من الأصوات بدلاً من 31 في المئة كانت متوقعة قبل شهر ونصف الشهر.

ومن المعلوم أن الانتخابات البرلمانية ستُجرى يوم 24 ايلول المقبل. أي بعد ما يقارب أشهراً أربعة. لذلك يعلن قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي للناخبين عن مقترحات لديهم وأفكار جديدة. وفي معرض تعليقه على تصريحات ميركل، قال شولتس: إذا كانت ميركل قد اكتشفت أوروبا في خيمة الجعة، فيمكنني القول: أن تفعل ذلك متأخرة خير من ألا تفعله أبداً.

كما أن هناك أصواتاً محافظة داخل الحزب الديمقراطي المسيحي، تشكك في المسار المتناقض الذي تنتهجه ميركل، حين تؤكد على أن الشراكة مع الولايات المتحدة والناتو ثابتة، وأن ما أثار برلين هو انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ التي أُدرجت أهدافها في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد في هامبورغ بألمانيا في تموز المقبل.

هذا، وإن نجاح القمة في هذه المسألة وكذلك مسألة التجارة التي يصعب الاتفاق بشأنها مع الجانب الأميركي أمر مهم لميركل المقبلة على الانتخابات البرلمانية. فإذا لم تنجح القمة، فسوف تحاول الأحزاب المنافسة لها استغلال ذلك في حملتها الانتخابية.

إيزفستيا

كتبت المحللة السياسية يفغينيا بيمينوفا مقالاً في صحيفة «إيزفستيا» الروسية تسأل فيه بم ستواجه أوروبا الولايات المتحدة.

كتبت بيمينوفا: يجب إنقاذ أوروبا. إنقاذها من الرئيس الأميركي، الذي يصعب التكهن بمبادراته الهدامة، التي تظهر يوماً بعد آخر، والتي تهدد بتقويض استقرار أوروبا. هذا ما تفكر به نخبة العولمة في أوروبا. ويبدو أن برلين وباريس أخذتا على عاتقهما هذه المسؤولية المهمة.

ويذكر أنه إلى فترة قريبة كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد نشطت وحدها في هذا المجال. بيد أن حليفاً لها في هذه المهمة ظهر بعد الانتخابات الفرنسية بشخص الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون، الذي كانت أول زيارة خارجية له إلى برلين.

وقد لوحظ مثل هذا التقارب بين ألمانيا وفرنسا في أواسط سبعينات القرن الماضي في عهد هيلموت شميت وفاليري جيسكار ديستان، وكذلك في عهد هيلموت كول وفرانسوا ميتران أيضاً. ويبدو أن هذا التقارب سيحدث في عهد ماكرون وميركل. وهذا ما توقعّه الخبراء خلال حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية. حيث يمكننا أن نتذكر تصريح مارين لوبان: في جميع الأحوال ستفوز امرأة بالانتخابات الفرنسية، أنا أو السيدة ميركل.

لقد أعلن ماكرون وميركل في العاصمة الألمانية أن قاعدة أوروبا الجديدة ستقام، واتفقا على خريطة طريق لإصلاح الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر عقد اجتماع خاص للحكومتين في تموز المقبل يكرس لتحديد هذه الإصلاحات. وقد أضاف ماكرون حينها أن لا محرمات لديه في مسألة إصلاحات الاتحاد.

ووجّه الزعيمان انتقادات إلى قرار ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، معربَين عن اتفاقهما على معارضة زيادة النفقات العسكرية إلى اثنين في المئة من الناتج الإجمالي المحلي، كما يصر ترامب.

وفي هذه الحالة ما الذي سيقترحانه لتحديث أوروبا؟

إذا تحدثنا عن اتفاقية باريس للمناخ من دون واشنطن، فإن الاتحاد الأوروبي كما يبدو سيضطر إلى تعويض حصة واشنطن من صندوقه الاحتياطي، وهذا سوف يثير معارضه زعماء أوروبا.

وبما أننا نتحدث عن أوروبا من دون الولايات المتحدة فإن الخطوة الأخرى منطقياً يجب أن تكون إنشاء بديل للناتو تتزعمه دول أوروبا الرائدة، لا واشنطن.

ولكن ما مدى واقعية أمن أوروبا من دون الناتو؟

من المعلوم ماذا نجم عن محاولات إنشاء قوات أوروبية مسلحة موحدة. لا شيء. وإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تملك أقوى جيش في أوروبا لن يضيف ديناميكية إلى هذه المسألة.

لقد قال هاستينغز ليونيل إيسماي، أول أمين عام للناتو، عن الحلف إن الناتو أنشئ لتكون روسيا خارجه، وأميركا في داخله، وألمانيا في أسفله. أي أن مجمل النظام الأمني لأوروبا بعد الحرب مبنيّ على هذا الأساس، وليس هناك ما يشير إلى تبديله حالياً، وخير مثال على ذلك مرابطة قوة أميركية كبيرة في ألمانيا حتى الآن.

لذلك، فإن ترامب يريد إجبار حلفائه على دفع قيمة الفواتير، ليقينه بعدم وجود بديل واقعي لدى أوروبا.

إلى ذلك، نشرت الصحيفة مقالاً كتبه أندريه أونتيكوف عن زيارة المبعوث الخاص للمشير خليفة حفتر إلى موسكو، يشير فيه إلى أنه ناقش خلالها مسألة تشكيل مجلس رئاسي في ليبيا.

كتب أونتيكوف: من جديد يزور موسكو عبد الباسط البدري المبعوث الخاص لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. وقد ناقش في زيارته هذه المرة، بحسب ما أفادت به مصادر ليبية وفي الدوائر الدبلوماسية الروسية للصحيفة، مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مسألة تشكيل مجلس دولة رئاسي لوضع نهاية للأزمة السياسية في البلاد.

أي أن الهدف من الزيارة كان التعرف إلى موقف موسكو من هذه المسألة، حيث أشار أحد المصادر إلى أن عملية تشكيل المجلس ستبدأ قريباً.

وفي ظروف ازدواجية السلطة في ليبيا يحاول كل طرف الحصول على دعم موسكو، التي تلعب في السنوات الأخيرة دوراً نشيطاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ففي طرابلس توجد حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز سراج، التي يعارضها البرلمان في طبرق برئاسة عقيلة صالح عيسى، الذي يدعمه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. والمجتمع الدولي يعترف بالسلطتين، لكن سلطة طرابلس لا تمتلك شرعية كاملة لأن البرلمان يرفض الاعتراف بها، استناداً إلى اتفاق الصخيرات عام 2015 في المغرب.

وقد شهد المسار الليبي، خلال الأسابيع القليلة الماضية، تطوراً مهماً، حيث التقى رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر في أبو ظبي. وتمخض اللقاء عن الاتفاق على تشكيل بنية جديدة بِاسم «مجلس رئاسة الدولة»، الذي سيضمّ كلاً من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر. وسيأخذ المجلس على عاتقه إدارة الدولة الليبية.

روسيا، من جانبها، تحتفظ بعلاقات مع جميع الأطراف الليبية. لكن اتصالاتها مع طبرق أكثر كثافة، وهذا يشير إلى أنها تدعم سلطة طبرق، حيث ينعكس هذا الموقف الروسي، بحسب مصدر دبلوماسي روسي، إيجاباً في تسوية الأزمة الليبية. فقد كانت سلطة طرابلس تنوي سابقاً منح حفتر دوراً محدوداً في الحياة السياسية الليبية، لكنها الآن أدركت أن عليها معاملته على قدم المساواة.

وفي هذا الصدد، يشير المستشرق فياتشيسلاف ماتوزوف إلى أن المشير يستطيع فرض شروطه لتسوية الأزمة في البلاد. ويضيف الخبير أن زيارة عبد الباسط البدري جاءت على خلفية نجاح الجيش الوطني الليبي في فرض سيطرته على جنوب البلاد، وطرد «الإخوان المسلمين» من مصراتة. أي أن منطقة نفوذ حكومة السراج بقيت في إطار الحدود التي رسمها في حينه وزير الخارجية سيرغي لافروف، وهي القاعدة العسكرية في ضواحي طرابلس.

ويؤكد ماتوزوف أن روسيا تشدد على ضرورة المصالحة بين جميع القوى السياسية الليبية ذات الاتجاهات الوطنية. وطرد «داعش» و«الإخوان المسلمين»، وهذا يتطابق مع موقف حفتر.

ويتوقع الخبير، استناداً إلى الأحداث الأخيرة في ليبيا، حصول تغيرات جذرية في التسوية السياسية، والمباشرة بتشكيل مجلس رئاسة الدولة الليبية في الأسابيع القليلة المقبلة.

أرغومينتي إي فاكتي

نشرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية مقالاً بقلم أندريه سيدورتشيك، عن سبب دفع قطر مبلغ مليار دولار للإرهابيين مشيراً إلى تأكيد الدوحة أنها كانت مجبرة على ذلك.

كتب سيدورتشيك: عقدت سلطات قطر في نيسان 2017 صفقة مع الإرهابيين الناشطين في العراق وسورية، قيمتها مليار دولار، كفدية للإفراج عن أفراد من العائلة الحاكمة اختُطفوا في جنوب العراق، بحسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

ويذكر أن الإرهابيين اختَطفوا في كانون الأول 2015 مجموعة من الصيادين القطريين كانوا يمارسون هواية الصيد بالصقور في صحراء النجف جنوب العراق قرب الحدود السعودية. وفور حدوث ذلك ظهرت أنباء تفيد بأن بين المختطفين أفراد من العائلة الحاكمة في قطر. وقد تمخضت المفاوضات، التي استمرت أكثر من سنة للإفراج عنهم، بصفقة قيمتها مليار دولار تدفعه قطر مقابل الإفراج عن 26 شخصاً من أفراد العائلة الحاكمة، وكذلك إطلاق سراح 50 مسلّحاً محتجزاً لدى مجموعة إرهابية في سورية. وبعد تحويل المبلغ، سُلّم الرهائن إلى سفير قطر لدى العراق.

وقد أصبحت صفقة المليار دولار ما يشبه ردّاً على اتهام قطر بتمويل الإرهاب من جانب الدول المجاورة، حيث أعلنت مجموعة من الدول الخليجية ومعها مصر يوم 5 من الشهر الحالي عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وتسفير الدبلوماسيين والمواطنين القطريين تحت ذريعة «زعزعة الاستقرار» في المنطقة، وتمويل الإرهاب الدولي، بما فيه «داعش».

وقد أكدت قطر أن هذه الاتهامات باطلة ولا أساس لها، وعدَّتها تدخلاً في شؤونها الداخلية مفنّدة تهمة تمويل الإرهاب.

وكان الخبراء بشؤون الشرق الأوسط يتهمون قطر الدولة الصغيرة والغنية جداً بأنها الممول الرئيس للمجموعات الإرهابية بما فيها «داعش». كما كانت مثل هذه التهم توجه إلى السعودية أيضاً، التي تلعب الآن دور المدعي العام.

في هذا الصدد، تقول مستشارة مدير معهد الدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا إن اتهام قطر بصلاتها بالتنظيمات الراديكالية، التي تعدُّها السعودية ودول عربية أخرى إرهابية، قد يكون له أساس. بيد أن السعودية لا تنوي تغيير النهج السياسي لقطر، لكن العلاقة الشخصية السيّئة بين أمير قطر والعائلة السعودية الحاكمة بلغت درجة بالغة الحدة.

وليست هذه الأزمة الأولى في العلاقات بين السعودية وقطر. فقد سبق ان نشبت أزمة شبيهة بها عام 2014، ولكن بمقاييس أصغر. والسعودية تنظر إلى نفسها كلاعب رئيس في المنطقة وتصطدم دائما بقطر التي تزعج طموحاتها الرياض. وإضافة إلى هذا، فإن إيران بالنسبة إلى السعودية هي خصم لدود في المنطقة، في حين أن قطر تدعو إلى المصالحة معها.

ولقد صبت إيران الزيت على النار خلال هذه الأزمة، حين أعلن رئيس جمعية مصدري المنتجات الزراعية الإيرانية رضا نوراني أن بلاده ستبدأ بعد 12 ساعة بتوريد المواد الغذائية إلى قطر، التي تستورد 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية. أي أن الحصار الاقتصادي لن يعود بالنتائج المطلوبة.

من جانبه، دعا وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون أطراف النزاع إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، مشيراً إلى أن واشنطن تنظر إلى السعودية وقطر كشريكين استراتيجيين في المنطقة.

أما مسألة تمويل الإرهاب، فبحسب موقع «ويكيليكس»، فيتضح من نشر رسالة واحدة من رسائل هيلاري كلينتون عندما كانت تشغل منصب وزير الخارجية، أن واشنطن كانت على علم بتمويل ودعم السعودية وقطر للإرهاب منذ عام 2014، وتقترح في رسالتها الضغط على الرياض والدوحة من أجل الكفّ عن ذلك.

لذلك يمكن الاعتقاد أن دفع فدية بمليار دولار لقاطعي الرؤوس يمكن تبريره باعتبارات إنسانية.

وول ستريت جورنال

تُجرى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، محادثات سرّية مع روسيا في محاولة لإقامة منطقة لتخفيف التوتر فى جنوب غرب سورية، وعلى أمل إنهاء الأعمال العدائية فى المنطقة، حسبما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية نقلاً عن مسؤولين مطّلعين على سير المحادثات.

وقالت الصحيفة إنه تم عقد اجتماعين على الأقل حتى الآن، كان آخرها قبل أسبوعين في الأردن حيث شارك فيها مسؤولون أردنيون أيضاً.

وأضافت أن هذه اللقاءات جاءت عقب زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو في نيسان الماضي.

ولم يصدر أيّ تعليق رسميّ من الولايات المتحدة وروسيا على تقرير الصحيفة.

وكانت روسيا وإيران وتركيا قد اتفقت خلال مباحثات أستانة في أيار الماضي، على إنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سورية وهي محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص ودمشق/الغوطة الشرقية، ودرعا والقنيطرة.

رودونغ سينمون

حثّت كوريا الشمالية أمس الأحد جارتها الجنوبية على تغيير سياستها تجاهها، فيما دعت سيوول إلى رفض الحملة الأميركية لفرض عقوبات عليها والسعي إلى الوحدة الوطنية.

وقالت صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية إن كوريا الجنوبية لم تستجب لدعوة كوريا الشمالية للمصالحة والوحدة بين الكوريتين، بينما تتبنى السياسة العدائية لواشنطن تجاه بيونغ يانغ.

وأضافت الصحيفة في تعليقها: يتعين أن نمنع بشكل كامل نفوذ القوى الخارجية، التي تقسّمنا.

يأتي المقال، في وقت يتخذ الرئيس المنتخب حديثاً مون جاي إن توجّهاً ثنائي المسار تجاه نزع الأسلحة النووية للدولة الشيوعية، مع التركيز ليس فقط على التصدي للمزيد من الاستفزازات، لكن إيجاد حلّ وسط من خلال الحوار والتواصل المدني بين الكوريتين.

لكن بيونغ يانغ ترفض تحرّكات المجموعات المدنية الكورية الجنوبية لاستئناف التواصل بين الكوريتين، وعرقلت جهود الرئيس الكوري الجنوبي. ودعت كوريا الشمالية سيوول إلى تنفيذ الاعلانات الصادرة عن القمة بين الكوريتين حول المصالحة، قبل أن تسعى سيوول إلى التواصل المدني بين الكوريتين.

يذكر أنه في 15 حزيران 2000، عقد الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك كيم داي جونغ ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ إيل قمة تاريخية في بيونغ يانغ. وأسفرت القمة عن اتفاق تاريخي حول المصالحة بين الكوريتين والتعاون.

لو ماتان ديمانش

أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو أمس الأحد أنه واثق من أن المنطقة ستعود إلى وضع طبيعي بعد العزلة الدبلوماسية لقطر حيث من المقرّر إقامة نهائيات كأس العالم عام 2022.

وقال إنفانتينو في مقابلة مع صحيفة «لو ماتان ديمانش» السويسرية: نحن بالفعل نواجه أزمة دبلوماسية. ولكنني من ناحية أخرى، واثق من أن المنطقة ستعود إلى حالة طبيعية.

وأضاف: بطولة كأس العالم ستقام عام 2022 بعد خمس سنوات. بالتأكيد، إذا كان بإمكان كرة القدم تقديم مساهمة صغيرة في أيّ شكل من الأشكال، من أجل تحسن للوضع، فإنني لن أتردّد لتقديم مساعدتي.

وفي معرض ردّه عن سؤال عما إذا كان مونديال 2022 في خطر، ردّ خليفة مواطنه جوزيف بلاتر قائلاً: لا. في كل الاحوال، أنا لا أخوض عادة في التكهنات ولن أفعل ذلك هذه المرة أيضاً.

وتابع: الدور الأساس للفيفا، كما أراه، هو الاهتمام بكرة القدم وعدم التدخل في الجغرافيا السياسية.

وأردف قائلاً: ومع ذلك، صحيح أن الفيفا يجب أن يظل متنبهاً لما يحدث، وبالتالي فنحن نلاحظ بعناية تطور الوضع. نحن أيضاً على اتصال منتظم مع السلطات العليا في قطر واللجنة المنظمة.

تايمز

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لبن رايلي سميث نائب المحرّر السياسي بعنوان «في القيادة ولكن بلا سلطة». وتقول الصحيفة إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمست في عزلة وضعف، حيث لم توقف استقالة اثنين من كبار مساعديها ردّ الفعل الغاضب لحزب المحافظين.

وأبلغ مجلس الوزراء ماي أنها يجب أن تحدث تغييراً شاملاً في أسلوبها في الزعامة وتغيير سياستها الاقتصادية إذا أرادت البقاء في السلطة في الوقت الحالي.

ووفقاً للصحيفة، فإن مجلس الوزراء اشترط حماية مجال الأعمال والمال أثناء مرحلة الخروج من الاتحاد الأوروبي وتوفير تمويلات إضافية لوزارة الخارجية لمنح دعمه لماي.

وتضيف الصحيفة أن ماي حصلت على الدعم على المدى القصير من حزب المحافظين خوفاً من أن إجراء انتخابات جديدة سيؤدي إلى فوز جيريمي كوربن زعيم حزب العمال برئاسة الوزراء.

ويقوب رايلي سميث إن المساعي غير الرسمية لتغيير ماي بدأت بالفعل، حيث بدأ حلفاء بوريس جونسون وديفيد ديفز بالحديث عن جدارتهما للمنصب.

وتقول الصحيفة إن مزعامات حزب المحاظين يعقدون أن ماي لا يمكنها البقاء في السلطة طويلاً، حيث يدعو البعض إلى تغييرها بحلول مؤتمر الحزب في تشرين الأول.

وقال وزير في حكومة ماي للصحيفة: هي التي كبّدت نفسها هذه الخسائر، وكان بالإمكان تجنب الأمر برمّته. قُضي على مصداقيتها تماماً داخل البلاد وخارجها.

كما أعرب بعض قادة حزب المحافظين عن قلقهم من أن سمعة الحزب قد تتضرر إذا شكل ائتلافاً مع الحزب الاتحادي الديمقراطي لشمال ايرلندا، الذي وجه في السابق انتقادات لزواج المثليين.

وتقول الصحيفة إنه في مدة لا تتجاور 24 ساعة تحولت ماي من الاعتقاد بأنها قد تحصل على غالبية تاريخية إلى التشبث بالسلطة عن طريق التعهد بإحداث تغيير كبير في أسلوبها في الزعامة، والضرر الناجم عن التحول الكبير في منظور ماي لنفسها ولصورتها قد يكون طعنة قاتلة بالنسبة إليها.

ديلي تلغراف

نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية مقالاً لكون كوغلين محرّر الدفاع بعنوان «وزير إماراتي يتعهد بأن تظلّ قطر تعاني حتى توقف دعمها للجماعات الإرهابية».

وقال كوغلين إن وزيراً خليجياً بارزاً قال للصحيفة إن قطر يجب أن تنهي دعمها الجماعات الإرهابية الإسلامية إذا أرادت رفع العقوبات المفروضة عليها.

ويضيف أن الوزير الخليجي قال إن قطر يجب أن تقطع صلاتها مع إيران وأن توقف بث قناة الجزيرة نشراتها المعادية للدول العربية المؤيدة للغرب.

وجاء التحذير بينما فرض تحالف خليجي تتزعمه السعودية حظراً على الرحلات الجوية القطرية.

وتقول الصحيفة إن البحرين ومصر والسعودية والإمارات قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر وقطعت كل الرحلات الجوية معها في محاولة لفرض عزلة على البلد النفطي الثري.

ومع تكثيف الجهود الدبلوماسية، قال الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة في الإمارات للصحيفة إن العقوبات ستستمر طالما استمرت قطر في دعمها لما وصفه بالإرهاب.

وقال الجابر في مقابلة مع «ديلي تلغراف» إن دعم قطر جماعات الإرهاب الإسلامي يمثل تهديداً لا لاستقرار الخليج فقط إنّما لباقي العالم.

واضاف أن سياسة قطر أحد الأسباب التي نجد فيها أنفسنا في موقف تحدث فيه هجمات مروعة في مناطق مختلفة من العالم، مثل الهجمات التي حدثت مؤخراً في لندن.

وقال الجابر للصحيفة إن لدى قطر تاريخاً طويلاً من دعم الجماعات الإرهابية الإسلامية مثل «حماس» و«الإخوان المسلمين» و«القاعدة».

وأضاف أن قطر تدعم بعض الجماعات الإرهابية الإسلامية المتصلة بتنظيم «داعش»، كما أنها توفر ملاذاً آمناً لرجال الدين المتشدّدين. وقال: يجب أن توقف قطر دعم الإرهاب وتقديم المأوى لرجال الدين المتشددين، كما أنها يجب أن توقف تمويل المؤسسات الإعلامية مثل الجزيرة التي تقوض استقرار الدول العربية مثل مصر.

موسكوفسكي كومسوموليتس

نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية مقالاً بقلم رينات عبدولين، عن هجوم التشكيلات الكردية على معقل الإرهابيين في سورية.

كتب عبدولين: يستمر في سورية الهجوم في محيط الرقة التي تُعَدُّ المعقل الرئيس لـ«داعش». فقد تمكنت من الدخول إلى المدينة من جهة الشرق، يوم 6 حزيران الحالي، فصائل «قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، والتي ستلعب بنظر واشنطن الدور الرئيس في تحرير الرقة، لذلك قررت تزويدها بالأسلحة الخفيفة والمدرعات. ومن المفترض أن يؤدي تحرير المدينة لا إلى إضعاف «داعش» فقط، بل إلى تعزيز نفوذ الولايات المتحدة في سورية. وبحسب الخبراء، إذا تم تحرير الرقة بقوات أميركية و«قوات سورية الديمقراطية»، فإنها لن تعود إلى سيطرة دمشق. وإضافة إلى ذلك، هناك اتجاهات مهمة أخرى لهذه العملية العسكرية.

فقد نشرت وكالة «رويترز» تصريحاً لرئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم، يؤكد فيه استعداد تركيا للتدخل في الرقة، التي تعدُّ غالبية سكانها من المسلمين السنّة، إذا ما هُددت مصالح أنقرة.

يرى نائب مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب دميتري يغورتشينكوف أنه ليس هناك ما يدعو إلى تضخيم التهديد التركي، ويقول: منذ البداية راهنت واشنطن على التشكيلات الكردية في تحرير الرقة. وهذا بالطبع لا يرضي تركيا. فقد كان استراتيجيو تركيا يعتقدون أن عملية تحرير الرقة ستناط بالقوات التركية، بيد أن هذا لم يحصل، لأن واشنطن كما يبدو تنوي إفهام الأتراك أنهم ليسوا وحدهم حلفاءها الرئيسين في شمال سورية. ولكني لا أعتقد أن هذا سيكون سبباً للمواجهة بين واشنطن وأنقرة. والأمر يحتاج إلى شجاعة لكي يتنصل الأتراك من التزاماتهم أمام واشنطن والناتو وقيامهم بعملية وحدهم، وهم يدركون أن الكرد في محيط الرقة ينسقون عملهم مع المستشارين الأميركيين. والتهديدات التركية سوف تستمر كما كان في السابق. غير أن الفرق هو أن تركيا حالياً تريد أن تعلن أن على التشكيلات الكردية مغادرة الرقة بعد تحريرها والعودة إلى مواقعها الأولية، كما يقول يغورتشينكوف.

ويضيف الخبير أن تحرير الرقة قد يكون إشارة إلى بعض الجهاديين بأن «داعش» انهزم في سورية. ولكن السيطرة على المدينة نفسها لا يحل أي مشكلة من تلك التي يواجهها التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وكذلك روسيا وحكومة بشار الأسد، لا سيما أنّ «داعش» ذو هيكلية من الشبكات، وأن ارتباطه جغرافياً مسألة نسبية. لأنه لا يمكن الجزم بأن إداراته الأساس موجودة في الشرق الأوسط. أي أن تحرير الرقة لن يغيّر في الجوهر شيئاً سوى تخفيف معاناة سكانها. وحتى هذا الأمر بحدّ ذاته يبقى غامضاً، لأن غالبية السكان تتعاطف مع الجهاديين الذين لم يقسوا عليهم.

أما بالنسبة إلى المخاوف من خروج الرقة من دائرة نفوذ دمشق وموسكو، فيقول يغورتشينكوف إن الأميركيين يعتقدون أنه سيكون بمقدورهم تشكيل جيب ما، يمكنهم عبره الدفاع عن مصالحهم في سورية بعد الحرب. لذلك يجب أن نفهم أن هذه المنطقة مهمة جداً للولايات المتحدة من الناحية الجيوسياسية، لأنها ستسمح لهم عملياً بـ«لحم» المناطق الشمالية لسورية بشمال العراق. ومنها ستتمكن واشنطن من التأثير بجدية في تركيا وإيران، وعموماً في تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط. فهل ستنجح واشنطن في هذا؟ إن موقف الكرد ليس موحداً من الولايات المتحدة. لذلك ستعمل في هذا الاتجاه مع أن هذا لا يعني بالضرورة أنها ستبلغ الغاية المنشودة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى