قراءة في بنود استراتيجية أوباما في مواجهة روسيا
نضال حمادة – باريس
تستعر الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية على أكثر من جبهة، وإن لم يطلق عليها هذا المسمى لحد الآن لكن كثرة الجبهات المفتوحة بين الطرفين وتشعبها في نواحي الأرض الأربعة تجعل من مستقبل العلاقات الروسية – الأميركية محكوماً بحرب باردة جديدة ربما تكون أقسى من الحرب التي كانت بين الاتحاد السوفياتي وأميركا.
تتحدث الأوساط الفرنسية في باريس عن استراتيجية أميركية تتألف من بنود أربعة وضعها أوباما، لمواجهة روسيا حول العالم وحسب ما يجري تداوله في باريس:
أولاً: لا ترى الولايات المتحدة في اتفاق مينسك بين الموالين لروسيا والحكومة الأوكرانية والتي استبعدت منها أميركا، اتفاقية تفاوض وطني تنهي الأزمة في أوكرانيا.
ثانياً: يجب أن تبقى العقوبات ضد روسيا جاهزة في المستقبل حتى تعلم موسكو أن اجتياز الخطوط الحمر مع أوروبا لا يمكن أن يمر.
ثالثاً: تبدي واشنطن رضاها عن كل ما تحقق حتى الآن على المستوى السياسي، من وصول نظام موال للغرب في كييف، إعادة الحياة لحلف شمال الأطلسي، إرسال قوات أميركية وأطلسية إلى دول البلطيق وبولونيا وهذا أمر لم يكن يحلم فيه حتى الأمس القريب، إعادة التأكيد على القيادة الأميركية للغرب الأطلسي، وجود نقاط اتفاق أميركي أوروبي يضعف روسيا سياسياً واقتصادياً، إبقاء الأزمة الأوروبية الروسية مفتوحة والضغط من باب تقنية استخراج البترول خصوصاً في سيبيريا والتي تعتمد على التقنية الغربية.
رابعاً: يتأكد أن إدارة أوباما لا تستبعد أن تسوء العلاقة مع روسيا خلال ما تبقى من إدارة أوباما الرئاسية، بمعنى آخر يعمل أوباما على تحويل الخلاف مع روسيا إلى نوع من العلاقات الباردة من دون أن يصل الأمر إلى صدام، خصوصاً في كل ما يطاول المصالح الأميركية الحيوية.
وتحاول واشنطن عبر استراتيجيتها وضع موسكو في حالة الدفاع، وهي تعتبر أن روسيا بأية حال تراجعت إلى خلف وتنتظر حاجة الغرب إليها للمساهمة في أكثر من ملف يحتاج إلى تعاون مشترك يخرجها من عزلتها.
هذا التعاون تعتقد أميركا أنه في متناول يدها في موضع الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش لأن روسيا من دون شك مهتمة بالقضاء على هذا التنظيم في الحروب الدائرة في الشرق الأوسط، وعلى كل حال لن تقوم روسيا بأي عمل يعرقل استراتيجية أميركا في الحرب على «داعش» في العراق وفي سورية، لأن الحرب ضد إرهاب بأيد أميركية أو غيرها يخدم روسيا والدليل على ذلك أفغانستان حيث البراغماتية الروسية ظهرت.
أيضا هناك التفاوض بين إيران والدول الخمس زائد واحد حيث يعلم الجميع أن المفاوضات الحقيقية تجرى بين وزير الخارجية الإيراني ووزير الخارجية الأميركي، وهنا تعتقد أميركا أن روسيا لا يمكن لها أن تعرقل أي اتفاق لأن إيران لا تقبل هذا ويتوقع أن تصل المفاوضات بين الطرفين إلى نتائج ايجابية بحسب الفرنسيين.
أخيراً أميركا تسعى إلى الفصل بين الموقف الإيراني والروسي في سورية وهذا ما لا يمكن الوصول إليه، هذا أكثر من واقعي وفق المصادر الفرنسية.