الامتحان… ومبروك!

تنفّست الأمّهات الصعداء فقد انتهى امتحان الثانوية. تلك التي هي مفترق طرق الأبناء إلى الحياة، فإما حياة تسرّ الصديق في تحقيق الطموح للعمل الفكري، وإما ممات يميت العدى في مزاولة المهن التي بها تكون الطبقة الوسطى المنتجة!

حتى أنّ بعض الأمهات تناجين من وراء الشبابيك أو الجوالات مع أمهات أخرى يتساءلن كيف كان امتحانك، تضع كاف الخطاب محل كلمة «ابن»!

كلّ المناجاة والحوارات كانت تتركز على إبداع كثيرين من الأبناء وحصولهم على مستويات من النتائج أكبر أحياناً حتى من الطموح!

وذلك كله كان عبر المدرسة، الأهل، ثم الموهبة في حالتيها: السلب والايجاب. لن نتحدّث عن السبب فالسلب للمكب! ولكن: الله، الله حتى في الأزمة، حتى ما بين الحرائق والصوامع، يتخرّج جيل يحمل في ثناياه وبين جوانحه هموم المستقبل وأولها هم الوطن؟ الله، الله، هنا طالب وهنالك طالبة، هنا مجموعة رفاق مختلطة تتواشج فيها القلوب والآمال.

وهنالك مجموعتان متجاورتان تعبر بينهما القلوب والآمال عبر مواصلات مرئية غير مرئية، لكنها أقوى وقعاً وأنبل حلماً!

كلا المجموعتين تنظران: إما إلى الأفق حيث تخليق الروح والشعر، وإما إلى الأرض حيث صناعة الجسد والفكر!

فهلمّ يا أخي إلى إحداهما. أجاب: لماذا ليس إلى كليهما؟ وقد عشنا معاً في سبع من عجاف السنين، ولذلك انتصرنا، وانتصر بنا السلام.

د. سحر أحمد علي الحارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى