المقاومة تفجّرعبوة بدورية للعدو في المزارع والاحتلال يردّ بقصف محدود على السدانة والوسطاني
بعد سلسلة اعتداءات «إسرائيلية» على لبنان كان آخرها يوم الأحد الماضي، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على جندي لبناني في تلة السدانة، على مقربة من قوات «اليونيفيل»، باغتت المقاومة الإسلامية دورية مؤللة قوات العدو بتفجير عبوة ناسفة قبالة منطقة رويسات العلم في منطقة مزارع شبعا المحتلة تسفر عن وقوع إصابات عدة في صفوف الدورية.
وعلم أنّ دبابة من نوع «ميركافا» أصيبت جراء التفجير. وردّت مدفعية العدو المتمركزة في المنطقة على العملية، بإطلاق أكثر من 10 قذائف على تلتي السدانة والوسطاني داخل الأراضي اللبنانية، كما سمع دوي قصف مدفعي «إسرائيلي» في المناطق القريبة من مزارع شبعا، بالتزامن مع تحليق لطائرات استطلاع ومروحيات معادية بكثافة في أجواء شبعا وكفرشوبا. وأعلن جيش الاحتلال «الإسرائيلي» أنه «قصف موقعين لحزب الله في جنوب لبنان، ردّاً على إصابة جنديين «إسرائيليين» بتفجير عبوة ناسفة في مزارع شبعا الحدودية».
وفي المقابل، سجّل استنفار للجيش اللبناني وقوات اليونيفل في محيط المزارع المحتلة.
وتبنت المقاومة العملية، وأفاد بيان صدر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله بأنه «عند الساعة الثانية و22 دقيقة من بعد ظهر اليوم أمس الثلاثاء الموافق 7/10/2014، قامت مجموعة الشهيد علي حسن حيدر في المقاومة الإسلامية، بتفجير عبوة ناسفة عند مرتفعات شبعا في دورية «إسرائيلية» مؤللة، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف جنود الاحتلال».
وفيما أعلن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو «أنّ الجيش «الإسرائيلي» أحبط عملية تخريبية في مزارع شبعا، وسنردّ بشدة على كل محاولة للمس بنا». كما حمّل وزير حرب العدو موشيه يعالون الحكومة اللبنانية مسؤولة هذا الحادث، فيما حمّل المتحدث باسم الجيش «الإسرائيلي» أفيخاي أدرعي «الحكومة اللبنانية وحزب الله مسؤولية أي محاولة للمسّ بمواطني «إسرائيل» أو بالجنود «الإسرائيليين»»، مؤكداً «أنّ الجيش «الإسرائيلي» يحتفظ بحقه في الردّ في أي توقيت وأي طريقة يراها مناسبة لحماية مواطني «إسرائيل»».
واعتبر أدرعي أنّ «حادث تفجير العبوة الناسفة على الحدود عمل خطير وخرق فاضح للسيادة «الإسرائيلية»»، مؤكداً إصابة جنديين «إسرائيليين» نتيجة انفجار العبوة.
كما أفادت وسائل إعلامية «إسرائيلية» عن انفجار عبوة ناسفة أخرى في الموقع عينه الذي انفجرت فيه العبوة الأولى في مزارع شبعا.
اليونيفيل تفتح تحقيقاً
وأوضح المكتب الإعلامي في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» «أنه حوالى الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر أمس، أكد الجيش «الإسرائيلي» أنّ اثنين من جنوده أصيبا بحروح في موقع «إسرائيلي» في منطقة شبعا نتيجة انفجار عبوة ناسفة، وردّ الجيش «الإسرائيلي» بقصف مدفعي تجاه محيط عام منطقة تلال كفرشوبا».
ولفت المكتب في بيان إلى أنه «وفور تلقي هذه المعلومات، اتصلت اليونيفيل بكلا الجانبين وحثتهما على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وطلبت منهما التعاون مع اليونيفيل من أجل تخفيف حدة التوتر ومنع التصعيد»، معلنة أنّ «اليونيفيل فتحت تحقيقاً لتحديد الوقائع وملابسات الحادث».
واعتبرت أنّ «هذا الحادث يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وهذه الأعمال مخالفة لأهدافنا وللجهود المبذولة للحدّ من التوترات وإيجاد بيئة مستقرة وآمنة في جنوب لبنان».
إلى ذلك، تواصلت أمس الخروق «الإسرائيلية» للسيادة اللبنانية وأعلنت قيادة الجيش أنه «عند الساعة 9:25 صباحاً، خرقت طائرتان حربيتان تابعتان للعدو «الإسرائيلي» الأجواء اللبنانية من فوق بلدة رميش، ونفذتا طيراناً دائرياً فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم غادرتا الأجواء عند الساعة 9:55 من فوق بلدة علما الشعب».
وكانت طائرة استطلاع تابعة للعدو «الإسرائيلي»، خرقت الأجواء اللبنانية من فوق بلدة علما الشعب عند الساعة 18:30 من يوم أول من أمس، ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب ثم غادرت الأجواء صباح أمس عند الساعة 7:25 من فوق البلدة المذكورة. وعند الساعة 20:50 خرقت طائرة مماثلة الأجواء اللبنانية ونفذت طيراناً دائرياً فوق البحر مقابل جونيه، ثم فوق مناطق جبيل، رياق، بعلبك والهرمل، ثم غادرت الأجواء صباح أمس عند الساعة 7:10 من فوق البحر مقابل الناقورة.
هاشم
رأى عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم «أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة ما زالت حاجة وضرورة وطنية، وما جرى ظهر اليوم أمس كان على مرأى وسمع قوات اليونيفيل، وكأنّ دورها اقتصر على إعداد التقارير وإحصاء القذائف»، مؤكداً «أنّ لغة القوة والمقاومة وحدها قادرة على مواجهة همجية العدو الصهيوني».
وفي تصريح حول الاعتداء «الإسرائيلي»، أشار هاشم إلى أنه «لا يمكن تبرير هذا العدوان تحت أي ذريعة، وقد أطلق العدو قذائفه ورصاصاته من مواقع يحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إذ من حقّ مقاومتنا وشعبنا التصدي الدائم لعدو يحتل أرضه».
وإذ استنكر هذا الاعتداء الجديد، رأى هاشم «أنه دليل ساطع على الطبيعة العدوانية الهمجية للعدون «الإسرائيلي»»، مؤكداً «أنّ لبنان كافة والمناطق الجنوبية ما زالا في دائرة الاستهداف «الإسرائيلي» وفي دائرة أطماعه الدائمة، فما حصل اليوم اعتداء واضح وانتهاك شامل للسيادة الوطنية اللبنانية، وخرقاً فاضحاً للقرار 1701 والذي يلزم بموجباته أساساً هذا العدو منذ لحظة إقراره وحتى اللحظة وبغطاء دولي صارخ».
وأضاف هاشم: «مرة جديدة يثبت هذا العدوان أنّ هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وأنّ ما يضع حداً لمغامراته وأطماعه هو توازن الرعب والردع التي أقامته المقاومة منذ عام 2000 وأرسته معادلة الجيش والشعب والمقاومة منذ تلك اللحظة، وأكدتها مواجهات العديسة البطولية، وتصدى الجيش اللبناني منذ يومين للعدو في منطقة السدانه – شبعا، واليوم يتأكد للقاصي والداني أنّ هذه المعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» ما زالت حاجة وضرورة وطنية، وما جرى ظهر اليوم كان على مرأى وسمع قوات «اليونيفيل»، وكأن دورها اقتصر على إعداد التقارير وإحصاء القذائف والرصاصات التي يطلقها العدو «الإسرائيلي» على بلداتنا وقرانا وأهلنا فإلى متى التخاذل والتواطؤ الدولي؟».
وتساءل هاشم: «لماذا تلعثمت ألسنة الكثيرين، وكمّت أفواههم إزاء ما تعرض له الجيش اللبناني على تخوم مزارع شبعا؟».
حمدان
ودان رئيس «هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا» الدكتور محمد حمدان «القصف الصهيوني الذي تعرضت له مرتفعات شبعا وكفرشوبا والهبارية من قبل مدفعية العدو، والذي يأتي بعد أقل من 48 ساعة من اصابة أحد جنود الجيش اللبناني بجروح بعد تبادل إطلاق النار مع دورية صهيونية، تسللت إلى داخل الأراضي اللبنانية المحررة».
وطالب الحكومة بـ«التحرك وتقديم شكوى ضدّ هذه الاعتداءات، بخاصة أنها تحصل في منطقة قوات اليونفيل وأمام أعينهم».