سيول تستبعد اندلاع حرب.. وموسكو ترى استخدام القوة سيؤدي إلى مأساة كبيرة مستشار لترامب: نحن في حالة حرب اقتصادية مع الصين!
قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، «إنّ استخدام القوة في شبه الجزيرة الكورية سيؤدي إلى مأساة كبيرة».
وأضافت زاخاروفا: «هناك عدد من العواصم تهدّد علناً باستخدام القوة، وتهديدات كهذه تعتبر خطيرة للغاية»، مشيرة إلى أنّ «أي محاولة لحل عسكري لمشكلة شبه الجزيرة الكورية سيؤدي إلى مأساة على نطاق واسع، وخسائر فادحة في الأرواح من جميع الأطراف المتحاربة، بالإضافة إلى كوارث إنسانية واقتصادية وبيئية».
في السياق نفسه، اعتبر السفير الروسي في الأمم المتحدة أمس «أن تخفيف المناورات العسكرية المقررة ابتداء من الاثنين بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، يتيح خفض التوتر مع كوريا الشمالية».
وأعلن فاسيلي نيبينزيا، رداً على سؤال طرحه صحافي حول بدء هذه المناورات الأسبوع المقبل، «من وجهة نظري المتواضعة، إن تخفيف المناورات يساعد في خفض هذه التوترات، ناهيك عن إلغائها».
وأضاف «نقول للطرفين أن عليهما الامتناع عن كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تدهور الوضع»، معرباً عن «ارتياحه للتراجع الكبير في الأيام الأخيرة، للتوتر الذي أججته الأسبوع الماضي التصريحات النارية للرئيسين الكوري الشمالي والأميركي».
وأول أمس، أشاد دونالد ترامب بالقرار «الشجاع والعقلاني» للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي أعلن أنه سيجمّد مشروع إطلاق صواريخ تسقط قرب جزيرة غوام الأميركية.
وأضاف السفير الروسي «هذا مؤشر جيد إلى تراجع التوتر. نحتاج إلى خريطة طريق سياسية» لتسوية الأزمة الكورية الشمالية». وشدّد على القول «آن الأوان لأن يبدي الطرفان رغبتهما في التحرك».
فيما اعتبر ترامب تراجع بيونغ يانغ عن استهداف جزيرة غوام الأميركية خطوة جيدة، إلا أنّ نائبه مايك بنس أكد «أن كلّ الخيارات مطروحة للتعامل مع كوريا الشمالية».
بدوره، صرّح الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، بأن «شبه الجزيرة الكورية لن تشهد أي حرب مرة أخرى»، مشيراً إلى أن «واشنطن قد وافقت على عدم اللجوء لعمل عسكري ضدّ كوريا الشمالية من دون موافقة بلاده».
وأدلى مون بهذه التصريحات أمس، في مؤتمر صحافي بمناسبة مرور 100 يوم على تنصيبه في السلطة»، حيث أكد «أقول هذا بيقين، إنه لن تكون هناك حرب في شبه الجزيرة الكورية مرة أخرى».
وأضاف مون «أن الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب أيضاً وافقا على بحث أي خيارات ممكنة تجاه كوريا الشمالية، بغضّ النظر عن الخيارات التي ستلجأ إليها بيونغ يانغ».
وأوضح مون أن «التهديدات الأميركية بعمل عسكري، تهدف إلى ممارسة ضغط على كوريا الشمالية ولا تعني عملاً فورياً».
وتابع مون في تصريحاته، بأنّ «الخط الأحمر لكوريا الشمالية هو تسلّحها بصاروخ باليستي عابر للقارات يحمل رأساً نووياً»، مضيفاً أنّ «كوريا الشمالية على وشك تجاوز هذا الخط الأحمر، وأنّ الحوار معها ممكن فقط وفق شروط صحيحة».
في سياق متصل، قال كبير المستشارين الاستراتيجيين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف بانون: «إن بلاده تخوض حرباً اقتصادية ضدّ الصين»، محذّراً من «احتمال خسارة أميركا في هذا الصراع».
وأوضح بانون في حديث لمجلة «بروسبكت» الأميركية أول أمس: «إننا في حالة حرب اقتصادية مع الصين. أحدنا سيكون قوة مهيمنة في غضون الـ 25-30 سنة المقبلة. وإذا اتبعنا الطريق الحالي، فسيكونون هم الطرف الفائز».
وأضاف: «بالنسبة لي، الحرب الاقتصادية ضدّ الصين هي كل شيء وعلينا التركيز عليها لدرجة الجنون. إذا واصلنا خسارتها، فبعد 5 أو 10 سنوات سنصل إلى نقطة لن نستطيع منها استعادة قوتنا أبداً».
وحذّر بانون، الذي يقول إنه خاض معركة صعبة داخل البيت الأبيض من أجل «تبنّي سياسة تجارية أكثر شدّة حيال الصين»، من «الوقوع في فخ الأحلام»، الداعي إلى ترك الشكاوى من ممارسات الصين التجارية جانباً، على أمل أن تساعد بكين، كـ «وسيط نزيه»، في كبح جماح زعيم كوريا الشمالية.
ولم يستبعد بانون أن «تنجز بكين صفقة تجمد بموجبها بيونغ يانغ أنشطتها النووية، بما يشمل خضوعها للتفتيش الموثوق به، مقابل سحب واشنطن قواتها من شبه الجزيرة الكورية، لكنها صفقة بعيدة المنال»، حسب بانون.
ويرى بانون «عدم وجود مانع للمضي قدماً في فرض عقوبات اقتصادية قاسية على الصين»، نظراً لأنها «لا تبدو جاهزة لعمل المزيد بشأن أزمة كوريا الشمالية»، كما أنّ «منطق التدمير المتبادل المؤكد لا يزال مصدراً لضبطها».
وكانت بيونغ يانغ حانقة جداً بسبب عقوبات الأمم المتحدة الأخيرة التي فرضت عليها، ووعدت بأن تردّ على ذلك بـ«إجراءات عملية».
من جهّته لم يستطع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاهل هذا التهديد المباشر، ووعد كوريا الشمالية «بنار وغضب لم يشاهد العالم قطّ لهما مثيلاًًً».
في ما كان ردّ بيونغ يانغ جاهزاً، ولمحت إلى أنه لم يبق إلا القليل، وأنها على وشك أن تغطي قاعدة «غوام» قاعدة عسكرية بحرية وجوية ضخمة على أرض جزيرة غوام الأميركية غرب المحيط الهادئ بصواريخ «هواسونغ-12».
أما ترامب الذي أدرك أن تحذيره السابق لم يكن «قاسياً بما يكفي»، فقد وعد الكوريين الشماليين «بمتاعب لا يستطيعون حتى تخيّلها». كما أكد البنتاغون بدوره على «استعداد واشنطن لعمل أكثر حسماً مع كوريا الشمالية».
وكيف ما يبدو عليه الحال، فلقد بدأ العالم يستعدّ تدريجياً للحرب، وأعلنت أستراليا عن وقوفها بالكامل إلى جانب الولايات المتحدة، وفي حلف الناتو أصبح القرار جاهزاً لمصلحة الولايات المتحدة، ذلك خلافاً لألمانيا التي دعت إلى ضبط النفس وحذّرت من نشوب حرب نووية.
وتطالب الأمم المتحدة بيونغ يانغ التي اتخذت مجموعة من العقوبات ضدّها في السنوات الأخيرة، بوقف برامجها للتسلح النووي والباليستي التي تُعدّ تهديداً للاستقرار العالمي.
وتتجاهل كوريا الشمالية المطالب الدولية وتبرّر تطوير جيشها بـ«اتهام الولايات المتحدة بتهديدها»، إلا أنّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تراجع عن تهديده، وأعلن مؤخراً استعداده لـ«مراقبة سلوك الأميركيين» لمزيد من الوقت قبل تنفيذ تهديداته.