لغة أخرى.. بعد افتتاح معرض دمشق الدولي
يكتبها الياس عشي
أشعر بالأسى عندما أرى بعضاً من «المنظّرين» ما زالوا يعتقدون أنّ عدم تداول السلطة، ومراقبة بعض الأقلام والتحقيق معهم وسجنهم أحياناً، هما وراء تدمير سورية بشراً وحجراً.
وراء تدمير سورية وتفتيتها، أيها السادة، هدفان: الأول هو القضاء على آخر معقل من معاقل المقاومة الوطنية ضدّ الكيان اليهودي، والثاني لجعلها معبراً للغاز المتدفق من قطر إلى تركيا وأوروپا. وقد رأى المتآمرون في فقر بعض البيئات، وانغماس بعضها الآخر في خلفيات دينية ضيقة وبعيدة عن روح الدين، رأوا في كلٌ ذلك أبواباً مشرعة فدخلوا بمالهم وأسلحتهم وراياتهم وكتبهم وإعلامهم المزوّر، وفعلوا ما فعلوا…
يا جماعة… لو كان الأمر كما تقولون لكانت السعودية أولى المستهدفات بين كلّ دول العالم. وإذا كان لديكم ارتياب في ما أقول، اسألوا ميشال كيلو لأنّ «عند جهينةَ الخبرُ اليقين».
لنتعلّم من الآخرين كيف نساعد على الخروج من وزر السنوات السبع العجاف إذا كنتم فعلاً تحبون سورية كما تدّعون.. إخرجوا من الحسابات الضيقة، ومن الفوقية التي أنهكت دولاً كثيرة قبلكم.. احترموا الشهداء الذين لولاهم لكنتم بلا وطن..
اقرأوا ما قاله رونالد ريغان عن المبادرات الفردية في افتتاحه لمؤتمر رجال الأعمال في واشنطن:
«في السبعينات من القرن الماضي استطاعت عائلة أميركية واحدة أن تضع حدّاً لحروب العصابات في فيلادلفيا، مما حدا بالرئيس رونالد ريغان أن يقول في خطاب له:
لنتوقّف عن السخرية والنقد. لقد قام زوجان بعمل عجزت عن إنجازه كلّ هيئات الإنعاش الاجتماعي إنهما أبدلا تركيبة العصابة بتركيبة العائلة».
فهل أنتم مهيّأون لتكونوا عائلة في وقت تستعدّ فيه سورية للخروج من الحرب العسكرية، والبدء بخوض حرب أشدّ ضراوة من كلّ حروب العسكر، كلّ منكم يعرف ما هي؟
وإنْ كنتم لا تعرفون.. كفوا عن الكلام.. واقرأوا.