هدوء على الحدود المتنازع عليها بين الهند وباكستان
قال سيد أكبر الدين المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أمس إن بلاده سترد على باكستان بطريقة مناسبة مضيفاً أن منع تصعيد الصراع في إقليم كشمير بيد باكستان.
وهدأت وتيرة القتال بين الهند وباكستان أمس بعد أيام من القصف العنيف والمعارك بالأسلحة عبر الحدود المتنازع عليها بينهما في منطقة الهيمالايا بإقليم كشمير في أسوأ مناوشات بين القوتين النوويتين منذ أكثر من عشر سنوات.
وعلى رغم تصاعد التوتر بين البلدين الجارين قالت باكستان إن الدخول في حرب مع الهند ليس مطروحاً وإن الجانبين يجب أن يحاولا نزع فتيل الصراع.
وقتل تسعة باكستانيين وثمانية هنود من المدنيين منذ أن بدأت قوات الأمن في الجانبين في إطلاق النار قبل أكثر من أسبوع على طول الحدود الممتدة لمسافة 200 كيلومتر في كشمير.
وعاد الهدوء النسبي للمنطقة أمس بعد تبادل للتصريحات شديدة اللهجة إذ حذرت نيودلهي باكستان من أنها ستدفع «ثمناً لا يحتمل»، إذا استمرت نيران الأسلحة الآلية وقالت إسلام آباد إنها تستطيع الرد على العدوان «بطريقة مناسبة».
وقال أوتام تشاند وهو ضابط شرطة هندي في إشارة إلى الشطر الجنوبي من المنطقة ويغلب على سكانه الهندوس: «ساد الهدوء حدود جامو أثناء الليل». وفي بادرة رمزية منحت جائزة نوبل للسلام هذا العام إلى المراهقة الباكستانية ملالة يوسف زاي والناشط الهندي المدافع عن حقوق الطفل كايلاش ساتيارثي.
واندلعت ثلاث حروب بين الهند وباكستان منذ انفصالهما قبل 67 سنة، بينها حربان بسبب كشمير. ولم تندلع أية حرب شاملة بين الجانبين منذ أن أجرت الهند وباكستان تجارب نووية عام 1998.
وفي إسلام آباد قال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في بيان بعدما ترأس اجتماعاً للجنة الأمن القومي إن اللجنة أكدت أن كل طرف «يدرك قدرات الآخر. الحرب ليست خياراً»، مضيفاً أن «نزع فتيل الوضع مسؤولية مشتركة تقع على عاتق قيادات البلدين».
وعبرت اللجنة عن عزمها على الرد بكل قوة على أية محاولة لمسّ سيادة باكستان وسلامة أراضيها، في حين أكدت القوات المسلحة للجنة الأمن القومي أنها مستعدة تماماً للتعامل مع أي مصاعب على الحدود.
وفي السياق، دعا وزير الداخلية الباكستاني تشودري نصار علي خان الأمم المتحدة إلى التحقيق في أعمال العنف الأخيرة. وأضاف في مؤتمر صحافي «ستصحب باكستان مجموعة مراقبة تابعة للأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة إلى المناطق الحدودية ليتأكدوا من هو الطرف الذي بدأ القتال ومن المسؤول».
وقد أسفرت الاشتباكات عن فرار قرابة 20 ألف مدني هندي من منازلهم في الأراضي المنخفضة بمنطقة كشمير لتفادي القتال ولجأوا إلى مدارس ومخيمات اغاثة.
وعبر سكان المنطقة الأكثر تضرراً من القتال عن ارتياحهم لوقف إطلاق النار، وأقام المسؤولون أكثر من 26 معسكراً لإيواء القرويين وقضى نحو 14500 شخص ليلتهم فيها.
وقالت الحكومة الهندية في بيان إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي «أمر بتعويضات ملائمة للنازحين من القرى الحدودية لجامو وكشمير بسبب القصف الخسيس من باكستان على مدى الأيام القليلة الماضية».