«حرب البسوس» مجدّداً.. من يلعب دور سعاد التميمية؟
معن حمية
قبل نحو 1550 سنة، وقعت حرب ضروس بين قبيلتي بكر وتغلب، وكلّ قبيلة استقطبت إلى جانبها قبائل أخرى، وصار السيف هو الفيصل في ساحات المعارك.
الروايات تشير إلى أنّ «حرب البسوس» استمرّت نحو أربعة عقود من الزمن، وروايات تتحدّث عن سنوات أقلّ من القتال وسفك الدماء.
تلك الحرب بين قبيلتي بكر وتغلب في ذلك الزمن، كانت سببها سعاد التميمية البسوس ، التي حرّضت جسّاس بن مرّة البكري على قتل كليب بن ربيعة التغلبي، لأنه رمى ناقتها بسهم، على خلفية تطبيق قوانين وضعها.
كان كليب ملكاً على القبائل، وقد وضع قوانين المراعي، وهو زوج «الجليلة» أخت جسّاس، لكن البسوس تمكنت بمكائدها من الإيقاع بين أبناء العمومة، وإشعال حرب ورثها الأبناء، وكلّ ذلك بسبب ناقة.
إنّ ما يحصل هذه الأيام بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة ثانية، قد يعيد هذه المناطق العربية خمسة عشر قرناً إلى الوراء، خصوصاً إذا استمرّ الخلاف متصاعداً بين الدول المذكورة، وإذا استمرّ التعاطي مع هذا الخلاف بمنطق القبائل، كما تفعل السعودية باستحضار طالب بن مرّة أحد أمراء قبائل آل مرّة التي لها انتشار واسع، ويعتقد أنّ نسبها يعود الى جساس بن مرّة البكري، أو كما فعلت قطر من خلال أبواقها الإعلامية.
حتى الآن الخلافات والتوترات الخليجية تشهد تصاعداً، وقد تتصاعد أكثر بعد إفلات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني من الحصار وذهابه إلى تركيا وفرنسا والمانيا، كما أنّ المحاولات التي تبذلها الكويت وغير طرف دولي لإنهاء التصعيد لم تؤت ثمارها، وما شهدته «ديوانية» جامعة الدول العربية من «مواجهات» كلامية بين المختلفين، يشي بأنّ كلمة السرّ الأميركية لوقف التصعيد وإنهاء الخلاف لم تعمّم على الأطراف بعد، علماً أنّ كلّ هذه الأطراف تدين بالتبعية لواشنطن.
والسؤال، مَن يلعب دور سعاد التميمية الفتنوي بين دول الخليج، ومَن هو جسّاس العصر؟ وأيّ ناقة كانت الشرارة؟
لو أرادت الولايات المتحدة الأميركية إصلاح ذات البين، لما حصل كلّ هذا التوتر والتصعيد بين دول الخليج، لذا، ليس مستغرباً أن تكون إدارة دونالد ترامب، هي مَن يؤدّي دور سعاد التميمية البسوس ، فتغذي التباينات والخلافات لكسب المزيد من الصفقات الكبيرة، وقد حصلت حتى الآن على مليارات الدولارات.
وليس مستبعداً أن يكون المسؤول عن «اختراق» وكالة الأنباء القطرية الرسمية، هو مَن يجسّد دور جسّاس بن مرّة، بتحريض دؤوب من واشنطن.
وليس مستهجناً أن تكون الاتهامات الخليجية المتبادلة بدعم الإرهاب، أشبه بناقة سعاد التميمية، وسبباً رئيساً لوقوع «حرب البسوس» مجدّداً بين القبائل…!
حرب إذا وقعت، ستطيح بقوانين المراعي الخليجية التي تضمن توفير أموال طائلة لدول الخليج، وعندها ستكون هذه المراعي مشرّعة لأميركا و«إسرائيل»، كما كانت، لكن من دون مقابل.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي