المعلم لولايتي: ماضون في حربنا على الإرهاب التكفيري حتى النصر
بحث وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، خلال لقائه قبل ظهر أمس الدكتور علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدوليّة والوفد المرافق، العلاقات الثنائيّة المتميّزة بين سورية وإيران وسُبُل تعزيزها في المجالات كافّة، وكذلك تطوّرات الأوضاع في سورية والمنطقة في ظلّ المتغيّرات السياسية والميدانية الأخيرة.
وكانت وجهات النظر متطابقة حول ضرورة تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين خلال الفترة القادمة، لتعزيز الانتصارات التي يحقّقها محور المقاومة وحلفاؤه في وجه الإرهاب وداعميه.
وعرض وزير الخارجية والمغتربين آخر التطوّرات الميدانية والسياسية في سورية، مثنياً على الانتصارات العسكريّة المهمّة التي يحقّقها الجيش العربي السوري البطل بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء، والتي كان آخرها تحرير مدينة دير الزور الذي قضى على المخطّطات التي تُحاك ضدّ سورية.
وأكّد الوزير المعلم، أنّ سورية ماضية في حربها على الإرهاب التكفيري ومن يدعمه على كلّ الأراضي السورية، حتى تحقيق النصر وعودة السلام والاستقرار إلى كلّ شبر من أراضيها، معرباً عن تقدير سورية للدعم الكبير الذي تقدّمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها.
بدوره، أكّد ولايتي أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل وقوفها إلى جانب سورية على الصُّعد كافّة، وستستمر في دعمها في معركتها ضدّ الإرهاب، مقدّماً التهنئة بالانتصارات الأخيرة على تنظيم «داعش» الإرهابي في شرق سورية، والتي تمثّل انتصاراً لمحور المقاومة في المنطقة وهزيمة للمشروع الصهيوني الأميركي التخريبي وداعميه.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب الوزير، وأحمد عرنوس مستشار الوزير، والدكتور عدنان محمود سفير سورية في طهران، والدكتور غسان عباس مدير إدارة آسيا، ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجيّة والمغتربين، كما حضره سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق.
من جهةٍ أخرى، أكّد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، تأييده للجهود الدبلوماسية والدولية لإنهاء النزاع في سورية، مع اقتراب هزيمة تنظيم «داعش» هناك.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي للصحافيّين على متن الطائرة في طريقه إلى فنلندا، للقاء زعماء «المجموعة الشماليّة»، وهي منتدى يضمّ 12 دولة بشمال أوروبا.
وذكر ماتيس، أنّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون تباحث كثيراً مع ستيفان دي ميستورا، المبعوث الدولي الخاص إلى الشأن السوري، حول إمكانيّة «نقل ما يحدث في أستانة إلى جنيف، حتى يتسنّى لنا بالفعل إشراك الأمم المتحدة للمضيّ قُدُماً».
وكان دي ميستورا أعلن سابقاً أنّ مفاوضات السلام المتوقّفة بين الحكومة السورية والمعارضة التي لم تتوحّد بعد ، ستُستأنف في جنيف في 28 تشرين الثاني الحالي.
ميدانياً، صرّح نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، أمس، أنّ تقدّم القوات السورية على طول نهر الفرات سيؤدّي إلى هزيمة الإرهابيّين في هذا البلد.
وقال فومين، في حديثه لصحيفة «غازيتا رو»: «يتعيّن علينا اليوم إكمال التقدّم في جنوب شرقي سورية على طول نهر الفرات. العمليات القتالية النشطة تجري في المنطقة، ولا يزال الإرهابيّون يقاومون حتى الآن، لكنّ مصيرهم محسوم». وأضاف نائب الوزير، أنّ «جدول الأعمال يتضمّن حالياً مسائل التسوية ما بعد النزاع، وإعادة إعمار البُنية التحتيّة المدمّرة وتقديم مساعدات إنسانيّة ضرورية للسكان».
وتابع، أنّ مركز المصالحة الروسي في سورية يحلّ هذه المهام بشكل مستقلّ، وبالتعاون مع المنظّمات الدولية على حدّ سواء.
هذا، وقال فومين إنّ السلطات السورية والقوى المعارضة لها تدعم إجراء مؤتمر الحوار الوطني السوري.
ووصف هذا المؤتمر بأنّه أفضل شكلٍ للتسوية السياسية في سورية بعد هزيمة الإرهابيّين، مشيراً إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضين السوريّين يقيّمون فكرة عقد مثل هذا المؤتمر إيجابياً.
وتابع: «الشعب تعب من الحرب، ويريد العودة إلى الحياة السلمية».
وأشار إلى أنّ الأعمال القتالية في سورية تنتهي، مضيفاً أنّ المؤتمر سيسمح لممثّلي كلّ فئات المجتمع السوري باختيار طريقة موحّدة لتنمية الدولة بشكلٍ مستقلّ.
كما أعلن فومين، أنّ المؤتمر يجب أن يؤكّد تمسّك الأطراف بوحدة واستقلال سورية، وكذلك إنشاء ظروف لإجراء الإصلاحات السياسيّة في البلاد.
وعبّر عن أمله بأن تتمثّل في المؤتمر كلّ فئات المجتمع السوري، بما فيها الجماعات الوطنيّة والدينيّة والمؤسسات السياسية وممثّلو العشائر والحركات المعارضة.
هذا، ووصلت القوات المتقدّمة من المحطّة الثانية بريف دير الزور الجنوبي إلى محيط حقل عكاش النفطي، وتعمل على تثبيت نقاطها لتبدأ زحفها الحدودي نحو البوكمال، والذي سيتوازى مع آخر مماثلٍ على الجانب العراقي.
وأكّد مصدر عسكري سوري، أنّ «ثلاثون كيلومتراً تفصلنا عن البوكمال»، هذا ما قاله مصدرٌ عسكري سوري، مؤكّداً أنّ «الجيش السوري وحلفاءه التقوا مع القوات العراقية على الشريط الحدودي جنوب مدينة البوكمال بثلاثين كيلومتراً خلال تقدّمهم ضمن عمليات الفجر 3، وسيستمرون للوصول إلى المدينة بأسرع وقتٍ ممكن».
عمليات القوات العراقية التي ستكون موازيةً للجيش السوري، ستُريح الجانب الشرقي للجيش وحلفائه، وستُؤمّنه بشكلٍ كامل، إضافةً إلى التغطية الناريّة والجويّة المشتركة للمعارك، حيث استهدف سلاح الجو العراقي إلى جانب الطيران الحربي السوري والروسي مواقع وتحرّكات إرهابيّي «داعش» قرب مدينة البوكمال حسب حديث المصدر العسكري نفسه.
أمّا من جهة محور الريف الشرقي لمدينة دير الزور، يواصل الجيش وحلفاؤه معاركهما في بلدة العشارة ضدّ إرهابيّي التنظيم.
مصدرٌ عسكري من هناك قال لـ«العهد»، إنّ «التقدّم نحو البوكمال يجب أن يكون متوازياً من المحاور الثلاثة، الأول الذي يتقدّم فيه الجيش على الشريط الحدودي نحو الجهة الجنوبيّة للمدينة، والمحور الثاني الذي ستتقدّم فيه القوات العراقية بعد سيطرتها على مدينة القائم وتوجّهها القريب نحو البوكمال، ومن جهةٍ طريق البوكمال الميادين، حيث تسعى القوّات لاستعادة العشارة بأسرع وقت، ليتمّ التوجه بعدها نحو البوكمال»، مشيراً إلى أنّ تطويق «داعش» بالمدينة سيكون حينها بشكلٍ شبه كامل، ولن يستطيع إرهابيّوه القيام بأيّة ردّة فعل أو أيّة هجمة معاكسة، فضغط القوات سيكون قاضياً».
وعلى محورٍ آخر، ما تزال قوّات الجيش السوري تعمل على تأمين أحياء مدينة دير الزور التي حرّرتها قبل أيام، وتمكّنت من ضبط مخازن ضخمة من الأسلحة والذخائر الثقيلة، ومعدّات كبيرة للتفخيخ، حيث قال مصدر عسكري إنّ «الجيش ضبط مخزناً كبيراً يحوي أكثر من ألفَي قطعة سلاح، بينها وسائط ناريّة متوسّطة وثقيلة، ومضادّات طيران ومواد كيميائيّة شديدة الانفجار».