بري يغيب عن اجتماع الاتحاد البرلماني العربي لحرصه على مشاركة كلّ المجالس بلا استثناء
شارك النائب إميل رحمة في أعمال المؤتمر الطارىء للاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في المغرب، لمناقشة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول القدس، بتكليف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قرّر عدم المشاركة في المؤتمر بسبب حرصه على مشاركة كل المجالس العربية من دون استثناء.
وقال رحمة في مستهل كلمته «إنّ الغياب الشخصي لدولة الرئيس نبيه بري مرده أنه لا يريد أن يسجل عليه مشاركته في اجتماع غير متكامل المشهد برلمانياً، وهو سعى ويسعى دائماً إلى تحقيق إجماع عربي يشكل الأساس لعمل عربي مشترك، كما أن دولته الذي كان متحمساً جداً لعقد هذا الاجتماع وللحضور شخصياً، لكنه لا يقبل، وتحديداً في هذا الوقت بالذات أن يغيب أي مجلس نيابي عربي كائناً من كان، وهو يريد أن يكون اجتماعنا منسجماً مع مشاعر شعوبنا في رفض القفز الأميركي في المجهول والتنكر للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والاستثمار في الانتصارات التي حققتها الجيوش العراقية والسورية واللبنانية على الإرهاب، وبما يعاكس إرادة شعوبنا في رفض التطبيع مع العدو. وقد أنابني دولته مشكوراً لألقي كلمة مجلس النواب اللبناني وأرفع توصياتنا إلى هذا الاجتماع».
واعتبر أنّ قرار ترامب «أدخل ويدخل المنطقة في أتون أخطار عاصفة لا يمكن لأحد قياس آثارها، ولا يمكن لأحد الاعتقاد أنّ القرار تستتبعه عاصفة وتمر، فالمنطقة ونحن منها سوف لا تهدأ ولن تبتلع هذه الإهانة».
ولفت إلى أنّ «قرار ترامب ليس هو الأخير، وستتبعه قرارات وحروب بهدف الربط بين القواعد العسكرية الأميركية والأطلسية وما تمثله إسرائيل كقاعدة ارتكاز عسكرية بما يرسخ وجودها ويجعلها في موقع ضاغط على حقوق العرب المائية من النيل إلى الفرات».
ورأى أنه «بات لزاماً علينا تصويب البوصلة نحو فلسطين القضية العربية المركزية»، مؤكداً أنّ «تصويب البوصلة نحو فلسطين هو الذي يحرِّرنا من تجاذباتنا ومواجهتنا العبثية ويوحدنا حول هذه القضية المقدسة».
وبعد ما تلا توصية المجلس النيابي اللبناني، دعا رحمة باسم المجلس الاجتماع العربي «إلى رفض وإدانة واستنكار القرار التنفيذي للرئيس الأميركي نقل السفارة الأميركية الى القدس، ورفض كل مشاريع الوطن البديل وتوطين وتجنيد الفلسطينيين على مساحة العالم، خصوصاً في دول الجوار الجغرافي، والرفض الشديد لموقف الإدارة الأميركية إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن». كما دعا إلى «دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي وصولاً إلى تحقيق امانيه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وبذل الجهود في الأطر البرلمانية المختصة للاتحاد البرلماني الدولي وكافة الاتحادات القارية واللغوية والجهوية لتحرير البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلالات الموقوفين إدارياً». ودعا أيضاً إلى «الدعم المطلق للمصالحة الفلسطينية وتوحيد الموقف والخطاب السياسي والمساهمة في دعم إعادة إنتاج السلطة الوطنية والعمل لدعم المساعي الهادفة لتوحيد منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وإدانة واستنكار القرارات الاستيطانية الإسرائيلية المناقضة لقرار مجلس الأمن واعطائها بعداً دوليا تقريرياً في مجلس الأمن تحت الفصل السابع، وإطلاق دبلوماسية برلمانية لإعادة بناء الثقة في العلاقة بين الدول العربية والجوار الإقليمي المسلم، ووقف التوترات الجغرافية والسياسية والإعلامية».
وأشار إلى أنّ «ما تقدم يشكل الضرورات العاجلة لإعادة تصليب النضال الفلسطيني وبناء المسؤولية العربية لحفظ فلسطين كخط أول للدفاع عن الأمة».
وختم رحمة: «ودون ذلك فإنني باسم المجلس النيابي اللبناني أوجه عنايتكم إلى المثل العربي الذي يقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض».