… ولا يرى إصلاحاً سريعاً للعلاقات مع واشنطن
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن الجفاء الذي ساد في العلاقات الأميركية – الروسية منذ بداية الأزمة في أوكرانيا من المرجح أن يستمر لفترة طويلة.
وفي محاضرة عامة انتقد خلالها السياسة الخارجية الأميركية، قال لافروف إنه يأمل أن تبدأ العلاقة في التحسن بعد أن يثبت التراجع عند نقطة ما. وقال: «هناك دائماً ميل لاستخدام التشبيهات، فعلى سبيل المثال، يسألني الناس عن حرب باردة ثانية أو عن العودة إلى الحرب الباردة القديمة. بالطبع هذه ليست حرباً باردة». لكنه أضاف: «هذه الفترة الجديدة في علاقتنا ستكون فترة طويلة».
وتختلف موسكو وواشنطن بشأن قضايا بينها حقوق الإنسان والحد من التسلح، بالإضافة إلى الأزمة في أوكرانيا التي فرضت خلالها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا. وردت موسكو بفرض قيود على بعض الواردات الغذائية الغربية.
وتتهم الولايات المتحدة روسيا بإرسال جنود وأسلحة إلى شرق أوكرانيا لمساعدة القوميين المؤيدين لموسكو الذين يحاربون قوات الحكومة. وتتهم موسكو واشنطن بدعم انقلاب أطيح فيه بالرئيس الأوكراني المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وينفي كل طرف اتهامات الآخر.
كذلك، أعلن الوزير الروسي أن الولايات المتحدة تدخلت في شؤون دول أخرى بذريعة حقوق الإنسان. وقال: «الولايات المتحدة احتكرت حق التدخل في شؤون دول أخرى تحت شعار الدفاع عن حقوق الإنسان، مستخدمة طيفاً واسعاً من الوسائل»، مشيراً إلى أن واشنطن تدخلت عسكرياً في يوغوسلافيا وليبيا بدون قرار من مجلس الأمن الدولي أو بشكل ينتهك التفويض الدولي، مؤكداً أن أميركا أعلنت عن حقها في استخدام القوة أينما تشاء.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي أن نتائج وجود قوات التحالف الدولي في أفغانستان غير مرضية. وقال: «اليوم، عندما يستعد التحالف للخروج من أفغانستان قبل نهاية العام، فإن هذا البلد بعيد عن الاستقرار ويبقى مصدراً لانتشار أخطار جدية، بما في ذلك خطر الإرهاب، وكذلك خطر تهريب المخدرات الذي ازداد أثناء وجود قوات التحالف في أفغانستان»، مشيراً إلى أن شركاء روسيا في حلف شمال الأطلسي رفضوا إقامة علاقات عمل مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي في هذا الشأن.