سلوان: سعاده أسّس الحزب ليكون مدرسة تبني الإنسان عقائدياً وفكرياً وثقافياً وأخلاقياً

أحيت مديرية لبايا التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد سعاده، فقامت بإضاءة الشموع ليلة الأول من آذار، وأقام الطلبة والأشبال حاجز محبة وقدّموا الحلوى للمارة.

ونظمت المديرية محاضرة بعنوان «القوميّة الاجتماعية نهج حياة متكامل» القاها ناظر الاذاعة في منفذيّة البقاع الغربي أنطون سلوان. وكان في مقدمة الحضور منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم، ناموس المنفذية نور غازي، ناظر التدريب حيدر فضة، ناظر العمل والشؤون الاجتماعية عمر الجراح، مدير مديرية لبايا علاء ضاهر وهيئة المديرية.

كما حضر رئيس بلدية لبايا الدكتور عبد الحسن حسين، مختاري بلدة لبايا حسيب ابراهيم وعلي عبد القادر، وفد من حزب الله ضم فادي عباس وحيدر هدلا، ممثل حركة أمل علي الجبلي، ومسؤول الماكينة الانتخابية لأمل في لبايا خضر ابراهيم، ممثل التيار الوطني الحر حسين اسماعيل، وفد من الحزب الشيوعي اللبناني ضم الدكتور محمد عقل وعلي ابراهيم عقل، وجمع من القوميين والمواطنين والطلبة.

استهلت المحاضرة بالنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الإجتماعي، ثم القى مدير مديرية لبايا علاء ضاهر كلمة ترحيب وتلا بيان الأول من آذار.

استهل سلوان محاضرته بالسؤال عن السبب الذي يجعل القوميين الإجتماعيين يستمرون بالإحتفال بالأول من آذار بعد مرور 104 سنوات على ولادة الزعيم؟ أجاب: نحتفل بالأول من آذار ليس كذكرى ولادة أنطون سعاده الإنسان فقط. الأول من آذار هو ذكرى ميلاد فكر ووعي، هو ولادة نهضة هو ولادة نهج حياة كامل متكامل.

وأضاف أنّ أنطون سعاده لم يؤسّس حزباً سياسياً بالمعنى التقليدي، واعتبر أن السياسة من أجل السياسة لا يمكن أن تكون عملاً قومياً. لما كان العمل القومي الشامل المتناول مسألة السيادة القومية ومعنى لأمة لا يمكن أن يكون عملاً خالياً من السياسة رأيت أن أسير إلى السياسة باختطاط طريق نهضة قومية اجتماعية جديدة تكفل تصفية العقائد القومية وتوحيدها وتوليد العصبية الضرورية للتعاون القومي في سبيل التقدم والدفاع عن الحقوق والمصلحة القومية.

أسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليكون مدرسة متكاملة في علوم حياة الأمّة. مدرسة تنبي الإنسان بناء عقائدياً وفكرياً وثقافياً وأخلاقياً، تبني إنساناً بتميّز بصفاة تجعله قادراً على تحمّل المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقه، من أجل بناء مجتمع موحّد، مجتمع قوي قادر على الصمود في وجه كل أنواع الصعوبات والعوائق التي تعترض طريقه نحو التقدم والتطور والفلاح والانتصار. فالحزب السوري القومي الاجتماعي يجسد فكرة وحركة تتناولان حياة أمّة بأسرها.

لذلك حاكى أنطون سعاده بفكر وعقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي كل نواحي الحياة ومفاصلها حتى التفاصيل الصغيرة والدقيقة، وسوف نستعرض بعضاً من العناصر التي ركز عليها أنطون سعاده في بناء شخصية سورية قومية اجتماعية متكاملة.

هذه الشخصية مبنية بشكل أساس على المعرفة التي هي أساس قوّة المجتمع. «فالمجتمع معرفة والمعرفة قوّة». على الإنسان أن يسعى وراء المعرفة وأن يضع هذه المعرفة في خدمة المجتمع، «فالمعرفة التي لا تنفع هي كالجهالة التي لا تضر». لذلك يجب أن تقترن المعرفة بالعمل الجاد والدؤوب لكي يكتب النجاح لأي عمل. فالفاشلون إثنان: «من عمل ولم يفكر أو يستعمل المعرفة بشكل صحيح ومن فكر ولم يعمل». لذلك فإن أنطون سعاده عمل وبكل والوسائل، قولاً وفعلاً من أجل رفع مستوى المعرفة في المجتمع ووضع على عاتق القوميين الاجتماعيين مسؤولية رفع مستوى المعرفة والوعي في المجتمع لكي يكون هذا المجتمع قوياً، منيعاً، على المستويات كافة.

وتابع أن سعاده عمل على بناء الشخصية القومية الاجتماعية ومدّها بالمعرفة على عدد من المستويات شارحاً بعضها، مثل معرفة جغرافية وبيئة الوطن السوري وتاريخ الأمّة السورية. مقدماً عدداً من الشواهد والشخصيات التي تدل على عظمة هذا التاريخ.

وتابع شرح العناصر المعرفية في بناء الشخصية القومية الاجتماعية فشرح، باختصار، نظرة سعاده إلى الدين، واللغة وأهميّة التربية القومية والفلسفة الرواقية واستخدام سعاده للأسئلة الفلسفية من أجل ايجاد حلول للمسائل القومية الكبرى، ونظرة سعاده إلى الأدب كقوّة تغيير في المجتمع لا مرآة تعكس همومه ومشاكله، وتابع شارحاً أهمية الأخلاق في القومية الاجتماعية، مذكراً بما قاله سعاده إنّ «من أهم مسائل النهوض القومي بعد تأسيس فكرة الأمة وبعد تعيين المقاصد الكبرى، هي مسألة الأخلاق». وأعطى أمثلة وشواهد تدل على الأخلاق العالية التي تجلت في مقاربة سعادة للكثير من الأمور.

وختم بالحديث عن أهمية روح المقاومة والدفاع عن الوطن كعنصر أساس في بناء الشخصية القومية الاجتماعية متحدّثاً عن بعض مواقف سعاده، وعن هنيبعل وزنوبيا وخالد علوان وانتصار عام 2000، و2006 وصولاً الى المعركة التي يخوضها نسور الزوبعة على أرض الشام منذ سبع سنوات، مؤكداً أن البطولة التي يمارسها النسور على أرض الشام هي نتيجة لصحة العقيدة وشدة الإيمان وصلابة الإرادة ومضاء العزيمة، وهي ثمرة من ثمار مدرسة الحزب السوري القومي الاجتماعي ونهجه الحياتي المتكامل. هي نتيجة لكل ما ذكرنا آنفا من عناصر، المعرفة النافعة للمجتمع، معرفة جغرافية الوطن السوري وبيئته، وتاريخ الأمة السورية،هي نتيجة للتربية القوميّة، والأخلاق العالية ولفلسفة التضحية من أجل المجتمع، ولفهم واضح ودقيق للدين وغايته وأكد بأن هذا الفكر وهذا النهج سوف يخط طريق الانتصار للأمّة السورية.

وبعد الإجابة على عدد من الأسئلة طرحها الحاضرون تم قطع قالب الحلوى بالمناسبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى