«ربيع الجنارك»
يكتبها الياس عشي
أكثر ما أخشاه أن نردّد ما قاله أحد النقاد الظرفاء عندما دخل مدينة عمّها الفساد، والفوضى، والفقر، والغلاء، وطلب منه أن يصفها، فقال:
«يا لها من بلدة جميلة، لو لم يكن لها عيبان: إذ كان ينبغي أن تكون ثرواتها التي في باطن الأرض على ظاهرها، وأن يكون حكّامها، الذين على ظاهرها، في باطنها»!
عندما يتجرّأ أحدهم متباهياً بأنّ سعر كيلو «الجنارك» عنده بمئتي ألف ليرة لبنانية، فيما الكثيرون عاجزون عن شراء ربطة خبز، والبعض عن دفع رسوم التعليم، عندما يحدث ذلك ولا يبدأ «ربيع الجنارك»، اعذروني أن أضيف على ما قاله الناقد الساخر كلمة واحدة:
« … وأن يكون حكّامها وشعبها في باطنها».
من الآن وصاعداً سنرمي بحجر كلّ من يأكل حبة جنارك واحدة.. إنه الربيع العربي الآخر!