قاسم وهنيّة: متمسّكون بالمقاومة العسكرية حتى يرضخ العدو وتحرير الأرض
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن فلسطين هي نموذج ومقياس الحق الإنساني في زماننا ومقياس حقوق البشر، مضيفاً أنه «إذا أردتم أن تعرفوا أين هو الحق، فعليكم النظر إلى فلسطين، والمقاومة هي استرداد للحق، أما النظام الدولي القائم على مصالح الدول الكبيرة فهو نظام ظالم جائر وعلينا أن نعمل كشعوب من أجل أن نحطّم هذا الصنم ونقول بأن فلسطين هي انتصار للحق وللإنسان وإسقاط طواغيت العصر».
كلام الشيخ قاسم جاء خلال اختتام فعاليات اليوم الثالث من الملتقى الدولي الرابع للتضامن مع فلسطين، الذي تُقام أعماله في الجيّة، تضامناً مع القضية الفلسطينية ورفضاً للممارسات «الإسرائيلية» في الأراضي المحتلة.
وبعد أن حيّا الشهداء والأسرى، أكد أن «لا حلّ ولا خيار لاستعادة فلسطين إلا بالمقاومة والمقاومة المسلّحة أولاً وبعد ذلك كل أنواع المقاومة الأخرى. لن نستبدل مقاومة السلاح بأيّ مقاومة أخرى حتى يرضخ هذا العدو وسيرضخ».
وقال «أساس المقاومة ورأسها هم الفلسطينيون، لن ينوب عنهم أحد ولسنا نعمل بالنيابة عنهم، نحن معكم ووراءكم ونساندكم وأنتم في الطليعة ونحن واثقون أننا سننتصر ونحن وإياكم على طريق التحرير».
وتابع «إذا كان البعض مهتماً بأن يعرف توقيت انتظارنا للانتصار، فنقول له لسنا على عجلة من أمرنا، نريد النصر اليوم أو الغد أو بعد غد، ولكن لن يضغطنا أحد بالزمان والمكان».
وأردف «علينا أن نصبر مهما طال الزمن، لأن ثمن الاستسلام خسارة كاملة تتحقق بسرعة، أما المقاومة فلها آفاق مستقبلية واعدة ولا بدّ للقيد أن ينكسر».
بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عبر الشاشة، أن لا تفريط ولا تنازل ولا اعتراف بالكيان الصهيوني، مضيفاً أن «المقاومة الشاملة والواسعة مستمرّة بكل مضامينها وعلى رأسها المقاومة العسكرية، نتمسك بها كخيار استراتيجي من أجل تحرير الأرض وتحرير المقدسات وعودة شعبنا الفلسطيني الى أرضه ودياره التي هجر منها».
وأضاف هنية «علينا التمسك بهدفنا وهو إسقاط قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدم السماح بمرور صفقته، وهذا يتطلب وحدة فلسطينية وعربية وإسلامية وتنسيقاً عالياً بين جميع النخب والمكونات في هذه الأمة. ويتطلّب استعادة وحدة الشارع العربي والإسلامي. وهذا يتطلّب تخفيض حدّة التوتر وإنهاء الصراعات وإعلاء شأن ثوابت الأمة وفي مقدّمها القضية الفلسطينية وقضية القدس».
وتابع أن «العنصر الثاني في الاستراتيجية هو إدارة المعركة بنفس طويل، أي اعتماد استراتيجية الصبر. نحن بحاجة إلى وضع استراتيجية الفعاليات التضامنية في كل مكان وزمان واتجاه وألا يتراجع هذا النفس الحاضن لفلسطين والشعب الفلسطيني وللشعب في القدس وغزة».
من جانبه، أكد المنسق العام للحملة العالمیة للعودة الى فلسطين الشیخ یوسف عبّاس أنه «لا تعنينا كل الصفقات التي تقوم بها الدول والأنظمة، ولكن ما يعنينا هو مفهوم العدالة التي لا تتجزأ، وشعارنا هو أن كل القدس هي عاصمة لكل فلسطين بلا أي حدود وهذا هو جوهر القضية».
وكانت فعاليات اليوم الثالث للملتقى الدولي الرابع للتضامن مع فلسطين، والتي يتدارس خلالها المشاركون خطة عمل مشتركة للإعلام الألكتروني، تهدف إلى إيجاد شبكة مكوّنة من جميع أعضاء الحملة وأصدقائها، لإبراز عدالة القضية الفلسطينية ومواجهة مجالات التشوية الإعلامي لشعبنا الفلسطيني المقاوم.
في بداية الجلسة الأولى، تحدّث عضو الحملة العالمية محمد شلهوب قائلاً «سنسعى إلى تطوير وتفعيل التواصل بين الأفراد المشاركين في الملتقى، لنعمل بشكل جدي على الأرض»، مضيفاً: «أطلقنا الموقع الرسمي للحملة، باللغتين العربية والإنكليزية، وسيكون مهماً للاطلاع على نشاطات أعضاء الحملة في ما يخصّ القضية الفلسطينية»، وتابع «إن الجهد الأكبر سيكون للأفراد الذي سيرسلون أفكارهم وإبداعاتهم، لتتم الاستفادة من خبرات الجميع لمحاربة العدو».
مسؤول تحرير شبكة «القدس» الإخبارية وضاح الشعار قال من جهته، إن «شبكتنا ظهرت مع بروز دور مواقع التواصل الاجتماعي، عبر فكرة قدّمتها مجموعة من الشباب»، موضحاً أن «مجموعة من الصعوبات واجهتهم في بادئ الأمر، أهمها سوء التنسيق».
وتابع «الآن نحن شبكة تضمّ ملايين المتابعين، فضلاً عن أننا مصدر معتمَد عند الوسائل الإعلامية المرموقة، علماً أننا نعتمد على العمل التطوّري عبر إرسال فكرة أو صورة عما يجري في فلسطين».
من جانبه، رأى رئيس مركز «يافا» للدراسات والأبحاث في القاهرة رفعت محمد سيد أحمد أن «التغيير داخل الأمة سيفرض على وسائل التواصل الحديثة أو القديمة أشكالاً من التغطية ومن المواجهة أعمق وأخطر وأكثر بقاء».
بدورها، أشارت الناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي ميس أبو غوش، إلى أن «الجيل الجديد اليوم يتابع أخبار العالم عبر الهواتف النقالة للوصول بشكل أسرع وأسهل إلى المعلومات، والجمهور يتابع أخبار الشعب الفلسطيني الثقافية والفنية والرياضية».
كما تحدّث مدير رابطة «الوحدة» من إيران غريب رضا قائلاً «حاولنا كمجتمع مدني إنشاء شبكات تواصل اجتماعي بغية توعية الجمهور، وبالفعل وجدنا تجاوباً كبيراً في الفضاء الافتراضي ورغبة جامحة في التواصل والحوار».