أردوغان لروحاني: علينا تجنّب تصعيد التوتر في المنطقة ظريف لـ «أكو» مصیرنا مرتبط بعضه بالبعض الآخر
أجرى الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني الشيخ حسن روحاني أمس، حيث اتفق الجانبان على «مواصلة التعاون بين تركيا وإيران وروسيا في سبيل إيجاد حل سياسي في سورية».
وأكد أردوغان أنه «يجب تجنّب كل الأعمال التي تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة، في حين شدّد الطرفان على أهمية مباحثات أستانة في حل الأزمة السورية».
ودعا أردوغان خلال الاتصال «المفتّشين الدوليين إلى بدء عملهم في سورية في أسرع وقت»، مضيفاً «أنّ على الجميع مساعدتهم للتوصل إلى حقيقة استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية». وتابع «تركيا لن تسمح بتقسيم سورية أو التدخل في شؤونها».
الرئاسة الإيرانية بدورها، أشارت إلى أنّ «روحاني أكد أنّ الأهداف المشتركة للتعاون بين طهران وموسكو وأنقرة في سورية هي محاربة الإرهاب وإنهاء الحرب وإيجاد الأمن في المنطقة»، مضيفة «أنّ التعاون الثلاثي يجب أن يؤدي إلى خفض التوتر في سورية، ويحول دون تدخل الدول الغربية في سورية».
وقال روحاني «بعض الدول الغربية ترى أنها يجب أن تتدخل في سورية بأية طريقة كانت .. ونعتبر الضربة الصاروخية الأميركية – الفرنسية – البريطانية على سورية اعتداءً صارخاً»، واصفاً العدوان الثلاثي على سورية بـ «البدعة البشعة في العلاقات الدولية».
في سياق منفصل، قال وزیر الخارجیة الإیراني في اجتماع الدورة الثالثة والعشرین لوزراء خارجیة دول منظمة التعاون الاقتصادي أكو في طاجیكستان، إنه «یتعین التركیز على الهدف الرئیس في جمیع برامج ونشاطات أكو، لتحقیق الازدهار والرخاء لشعوب هذه المنطقة».
وأشار في كلمة له أمام وزراء خارجیة الدول الأعضاء العشرة في منظمة التعاون الاقتصادي الإقليمي أكو إلى أنّ «مصیرنا مرتبط بعضه بالبعض الآخر»، مؤكداً أنّ «الفشل والنجاح في هذه المنطقة یؤثر على الجمیع».
وتطرق ظریف إلى الأوضاع المعقدة والشائكة في المنطقة، مؤكداً أنّ «التدخل الخارجي والإرهاب والتطرف، دمّر مناطق شاسعة في المنطقة، ولازال الإرهاب والتطرف یشكل تهدیداً لدول منطقة أكو».
وشدد الدبلوماسي الإيراني على «ضرورة التعاون وتشكیل استراتیجیة إقليمیة مشتركة لوقف انتشار التطرف والحد من التمویل المالي للإرهابیین». وأضاف: «رغم هزیمة داعش والتنظیمات الإرهابیة الأخرى، لا زالت هناك شبكات واسعة من التنظیمات المتطرفة خاصة داعش في الغرب وجنوب آسیا ووسطها، تشكل خطراً حقیقیاً على المنطقة».
وقال ظریف «إنّ ایران تعتقد وبقوة بالمزایا الناتجة عن التعاون والتعاطي الإقليمي، وأبرزت على الدوام تعهّداتها تجاه أهداف المنظمة، وإننا نلتزم بإیجاد منطقة قویة تنعم بالرخاء في نطاق أكو، بهدف ارتقاء التعاون بین دول الجنوب جنوب».
يُذكر أنّ منظمة التعاون الاقتصادي الإقليمي – أكو- تضم 10 بلدان هي إیران وجمهوریة أذربیجان وتركیا وأفغانستان وأوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وقرغیزیا وطاجیكستان وباكستان.
من جهته، وفي معرض الردّ على العدوان الثلاثي على سورية السبت الماضي بقيادة أميركية فرنسية بريطانية، قال رئيس هيئة الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري إن «الجيش والحرس الثوري لن يسمحا لأميركا باستهداف استراتيجية المقاومة أبداً»، مؤكداً أنّ «القوات الإيرانية يجب أن تحسب حسابات الردّ على العدو بما يتناسب وهذه التهديدات».
كلام باقري جاء بمناسبة ذكرى يوم الجيش الإيراني، حيث أشار باقري في كلمته بالمناسبة إلى أنّ «تهديدات أعداء بلاده باتت مختلفة عن السابق»، مؤكّداً أنّهم «باتوا يعترفون بعجزهم عن توقع ردّة فعل إيران في حال استهدافها بشكل عملي».
الجدير ذكره أن جيش العدو في حالة استعداد قصوى على الحدود اللبنانية السورية تحسّباً لأي ردّ إيراني. يأتي ذلك بعدما أكد المتحدّث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «أنّ إسرائيل ستتلقى العقاب المناسب على عدوانها على مطار تي فور العسكري في ريف حمص السوري».
على صعيد آخر، استشهد أربعة عناصر إيرانيين خلال اشتباكات مع مجموعة إرهابية حاولت مهاجمة برج مراقبة حدودي انطلاقاً من الأراضي الباكستانية فجر أمس.
وذكرت مصادر أنّ «عنصرين استشهدا من قوات حرس الحدود، فيما استشهد الآخرون من قوات الحرس الثوري الإيراني، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة إرهابيين وجرح عدد منهم».
فيما دعا بيان «مقر القدس» التابع للقوة البرية للحرس الثوري «الدول الجارة والصديقة أن لا تجعل أراضيها مسرحاً لتحرّك مرتزقة الاستكبار الدولي».