الهجوم الثلاثي على سورية…

د. مروان فارس

بعد تأميم قناة السويس 1956 شنّت بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني هجوماً ثلاثياً على مصر، وذلك لأنّ قرار تأميم القناة الذي اتخذه الرئيس جمال عبد الناصر هو إنجاز لمصر، وحتى يومنا هذا، لا تزال معركة التأميم ونتائجها عنواناً كبيراً من عناوين النصر الذي حققته مصر.

العدوان الثلاثي تكرّر مجدّداً، حيث شنّت أميركا وبريطانيا وفرنسا عدواناً ثلاثياً على سورية. وجاء هذا العدوان بعد تحرير الغوطة الشرقية ونتيجة فشل الدول الراعية للإرهاب في تحقيق أهدافها.

وما بين عدوان ثلاثي قديم وآخر جديد، قاسم مشترك، فالدول الاستعمارية تمارس العدوان لفرض هيمنتها، غير أنّ نهج العدوان لا طائل منه. فالاستعمار ومهما امتلك من قدرات لا يستطيع فرض مشيئته على دول وشعوب تقاومه وتتصدّى لعدوانه.

العدوان الثلاثي على سورية لم يحقق أهدافه، نتيجة تصدّي الدفاعات السورية لهذا العدوان، كما أنه لم ينل من إرادة السوريين. فالسوريون خرجوا بفرح إلى ساحات المدن وفي القرى والبلدات يحتفلون بهزيمة ثلاثي العدوان، وليؤكدوا تمسكهم بخيار مواجهة الاستعمار، وأنهم جميعاً معنيون بالمواجهة، دفاعاً عن بلدهم وأرضهم.

وعلى الرغم من حجم القدرات التي تمتلكها دول العدوان، فإنّ سورية بقدرات ذاتية أسقطت عدداً كبيراً من الصواريخ التي أطلقت على المدن والقرى السورية، مما يؤكد أنّ القوة ليست حكراً على الغرب الذي يمتلك ترسانة حربية متطوّرة، بل إنّ الدولة السورية تملك من القدرات ما يمكنها من مواجهة أيّ عدوان، وإسقاط الصواريخ المعادية مهما كانت متطوّرة وذكية.

وعليه، فإنّ الهزيمة التي لحقت بالدول الثلاث المعتدية لم تبقَ أصداؤها في النطاق السوري، إنما امتدّت إلى مجلس الأمن الدولي. وهناك أيضاً قوى دولية في مقدّمها روسيا ترفع الفيتو بوجه دول العدوان، رغم هيمنة أميركا وحلفائها على هذه المؤسسة الدولية. لقد سقط الغرب في المواجهة، على الأرض السورية، كما في مجلس الأمن الدولي.

إنّ هزيمة واشنطن ولندن وباريس ليست طرحاً افتراضياً، إنما هي أمر واقعي، ونتائجها ستظهر جلية في المرحلة المقبلة، بما يؤكد أنّ سورية انتصرت على العدوان، وأنّ السوريين قيادة وجيشاً وشعباً بصمودهم وتصدّيهم وفرحهم لقنوا دول العدوان درساً بأنّ كلّ حرب تُخاض ضدّ الشعوب، يكون النصر فيها لهذه الشعوب وليس للصواريخ المتطوّرة والذكية. وهذا ما أكده أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير. بدليل أنه في العام 2006 شنّ العدو الصهيوني عدواناً على لبنان فدمّر المدن والقرى، لكنه لم يتمكّن من كسر عزيمة الشعب الذي صمد ونهض في يوم الانتصار ليعود إلى ركام البيوت ويُعيد بناءها، ومن هنا نجزم بأنّ أرضنا هي أرض صمود ومقاومة، وأنّ كلّ احتلال وإرهاب واستعمار إلى زوال.

أما في ما خصّ بعض العرب ممن أيّدوا العدوان على سورية، فهؤلاء سبق لهم أن تآمروا على فلسطين، وهم شركاء في صفقة القرن ، وبالتالي ليس مستغرباً أن لا تصدر عن القمة العربية في السعودية إدانة للعدوان الثلاثي الإرهابي.

عضو في الكتلة القومية الاجتماعية في البرلمان اللبناني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى