لاريجاني: جیل رعاة البقر المسلحین یصف شعباً بحضارته العریقة بـ «الوحشي»
فنّد المتحدّث باسم وزارة الخارجیة بهرام قاسمي الأخبار المفبركة بشأن «المفاوضات غیر المباشرة بین إیران والكیان الصهیوني في الأردن» مصرّحاً «أنه بالتزامن مع خیانة بعض الدول العربیة بحقّ القیم الفلسطینیة جاءت هذه الأنباء المفبركة لحرف الرأي العام العالمي عن الجرائم الأخیرة للكیان الصهیوني».
أكد قاسمي «أنّ هذا الادعاء لا أساس له من الصحة وهي أنباء مفبركة».
وأضاف قائلاً، «أنّ الجمهوریة الإسلامیة لن تعترف قطعاً ومن الأساس بالكیان الإسرائیلي المزیّف والإرهابي والغاصب وأن الهدف من بثّ هذه الأكاذیب واضح تماماً».
ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإیرانیة، إلى أنه «بالتزامن مع خیانة بعض الدول العربیة بحق القیم الفلسطینیة وسحقها تضحیات ومقاومة شعب هذا البلد، لیس مستغرباً أبداً قیام بعض المواقع الإلكترونیة المنتسبة إلى المحور العبري العربي على افتعال زوبعة إعلامیة بغیضة وخاویة لحرف الرأي العام العالمي عن الجرائم الأخیرة للكیان الصهیوني».
من جهة أخرى، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «أن بلاده لن تواصل المفاوضات مع أوروبا إذا شعرت أنها تسعى إلى إضاعة الوقت في مفاوضاتها».
عراقجي أوضح «أنّ طهران ستقرّر البقاء في الاتفاق النووي من عدمه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ورأى أن هناك شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وأوروبا على الرغم من الانقسام الأخير».
واعتبر المسؤول الإيراني «أن الابتعاد عن واشنطن لصالح إيران وروسيا سيكلّف أوروبا ثمناً سياسياً باهظاً».
بدوره، رأى المحلل السابق في البنتاغون مايكل معلوف «أن الدعم المالي الذي يصل لمستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون هدفه التأثير في سياسات واشنطن».
معلوف قال «إن واشنطن تعمل لزعزعة نظام الحكم في إيران وعملت على ذلك منذ فترة طويلة».
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن أول أمس، «أن الخطوات التي اتخذتها أوروبا للحفاظ على الاتفاق النووي إيجابية حتى الآن»، مشيراً إلى أنّ «واشنطن تضغط على أوروبا وتخيّرها بينها وبين إيران»، مؤكداً «أن الأوروبيين اختاروا الاتفاق النووي».
الرئيس الإيراني شدّد أيضاً على أن «معظم الدول تعتقد أن طهران اختارت الطريق الصواب وواشنطن اختارت الطريق الخاطئ»، مضيفاً «أنّ بلاده ستبقى في الاتفاق إذا استطاعت الحفاظ على مصالحها».
على صعيد آخر، قال رئیس السلطة القضائیة صادق أملي لاریجاني «إن زمرة المنافقین وفي سیاق محاولاتها لتحفیز المسؤولین في الإدارة الأمیركیة للإطاحة بالجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، أعطت إشارات خاطئة إلى هؤلاء».
وأكد لاریجاني، خلال اجتماعه أمس، مع كبار المسؤولین لدى جهاز القضاء الإیراني، أن «المستشارین في الإدارة الأمیركیة على تواصل الیوم مع أسوأ وأخبث الجماعات الإرهابیة في العالم» لافتاً إلى أنه «وفقاً للتقاریر المتوفرة فقد تسلّم بعض المسؤولین لدى الإدارة الأمیركیة ووكلائهم رشاوى باهظة من زمرة المنافقین» مردفاً «إن إدارة فاسدة كهذه تسعى لاستخدام كافة طاقاتها لإركاع الشعب الإیراني العظیم!».
وشدّد لاریجاني قائلاً «إن السبیل العملي لمواجهة هذه الإجراءات الخبیثة یكمن في الاعتداد بالطاقات والقدرات الذاتیة للبلاد، ووحدة الرؤى والقرارات، وأیضاً اتباع الخطوط الحمر المحدّدة من جانب سماحة قائد الثورة الإسلامیة بما یشمل المحادثات مع الدول الأوروبیة».
وأردف قائلاً «إن انسحاب أمیركا من التعهدات الدولیة لا یمكن أن یقبل بها أي من البلدان» مضیفاً «لكن الولایات المتحدة أقدمت على هذه الخطوة وهي تواصل فرض الإملاءات، بما یشیر إلى محاولاتها تأثراً بأوهام وتصورات الجماعات الإرهابیة الخاطئة لزعزعة الوضع الاقتصادي في إیران».
واستطرد لاریجاني «أن أمیركا زعمت بأنها تمكّنت أن تعرّض الشعب الإیراني إلى ظاهرة جدیدة من دون أن تدرك بأنها ارتكبت خطأ فادحاً، لأن إجراءات كهذه لیست بجدیدة على الشعب الإیراني والجمهوریة الإسلامیة ستعمد في مواجهة هذا الجشع إلى صون أهدافها السامیة ومبادئها الرئیسیة في الدفاع عن المظلومین في المنطقة والمضي قدماً في سیاق الأهداف الاستراتیجية للبلاد».
ونوّه رئیس السلطة القضائیة إلى القول «نحن لن ننسى إساءة الرئیس الأمیركي قبل أعوام عدة الذي وصف الشعب الإیراني بالوحشیة.. ولم ننسَ أیضاً الإساءة التي وجّهها الرئیس الأمیركي الجدید والعدیم الخبرة إلى الجمهوریة الإسلامیة والشعب الإیراني الأبي والعظیم الذي وصفه بالإرهابي».
ومضى یقول: «للأسف هناك مَن یعود في جذوره إلى جیل رعاة البقر المسلحین یصف شعباً بحضارته العریقة التي تعود إلى آلاف السنین، بالوحشي».
وتابع، «إن هؤلاء الأمیركان لم تجد معهم التجارب التي مرّوا بها طوال 40 عاماً مضت، لیكرسوا الیوم جمیع طاقاتهم من أجل ثني هذا الشعب عن إرادته وقدراته» مؤكداً «على الجمیع في البلاد بضرورة التحلي بالوعي ورصد هذه الهجمات الخبیثة والتصدّي لها».
وحذر لاریجاني من «محاولات الأعداء لبث الخلافات داخل البلاد واستغلالها في سیاق مآربه» داعیاً إلى «التمسك برایة ولایة الفقیه وقائد الثورة الإسلامیة لمواجهة هذه التهدیدات».