التوقيت السياسي… البدائل المستقبلية في سورية وتحدّيات أميركا الإقليمية ٢
إعداد وترجمة: ليلى زيدان عبد الخالق
الحلقة الأولى من هذا التقرير، تناولت وجهة نظر، نابعة من دراسة مستفيضة، أفضت إليها ورشة عمّل نظّمتها مؤسّسة «راند» في كانون الأول عام 2013، وذلك لاستكشاف مجموعة من البدائل المستقبلية للصراع السوري. وركّزت ورشة العمل على مقارنة النتائج ومناقشة الأحداث التي حصلت منذ بدء الصراع، وتحليلها. وسلّطنا الأضواء على النظريات التي علقت في أذهان المشتركين في ورشة العمل، ومنها ما أرساه الإعلام المفبرك حول «تحوّل الصراع من انتفاضة شعبية ضدّ النظام البعثي الاستبدادي إلى معركة متعدّدة الأطراف». وكأنّ أحداً «خطف الثورة»، أو ثمّة من يقول باستغباء، إنّ «النظام السوري خلق التنظيمات الإرهابية لخطف الثورة وخنقها».
كما أنّنا آلينا الاعتراف بالمسار العلميّ الذي سلكته ورشة العمل، وافتراض السيناريوات التي يمكن أن يفضي إليها الصراع في سورية، ولعلّ الأبرز في ذلك، إظهار ورشة العمل كيف أنّ الصراع المطوّل كفرضية، سيؤدّي إلى تقسيم سورية وشرذمتها وتفتيتها إلى دويلات متناحرة، وكيف أنّ انتصار النظام في سورية سيكون انتصاراً للعالم أجمع على الإرهاب، وسيرسم نهايات لممالك وإمارات خليجية.
وفي الحلقة الثانية والأخيرة، سيكون عرض للسيناريوين الأخيرين، مع تقييم لكلّ منهما، وتقييم شامل للورشة من قبل المشتركين فيها.
فالسيناريو الثالث يقول بسقوط النظام في سورية، ولهذا السيناريو «الأكثر سوءاً»، تداعيات سلبية كثيرة. إذ إنّ انهيار النظام السوري سيشكل نصراً دراماتيكياً لتنظيمَيْ «القاعدة» و«داعش» في سورية كما في الشرق الأوسط. وستواجه أوروبا والولايات المتحدة موجة جديدة من الإرهاب الذي قد يستهدف مصالح هذه البلدان فضلاً عن بلدان عربية أخرى مثل مصر والأردن.
أما السيناريو الرابع والأخير، والذي يتناول التسوية عن طريق المفاوضات، فاعتبره المشاركون في تقييمهم «مثالاً متفائلاً»، وسيشكل هذا السيناريو ضربة موجعة للتنظيمات الإرهابية، لكنه سيحافظ في الوقت عينه على الهدوء على طول الحدود الشرقية لسورية مع العراق. كما أنّ هذا السيناريو ستدعمه الدول الخليجية العربية حكماً، لأنها ستدعم التسوية من خلال إيجاد طرق تنتهجها القوى الغربية لإجبار حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً الكويت والسعودية، لاتخاذ إجراءات صارمة للدول المجاورة بهدف إيقاف تدفّق المال لـ«النصرة» و«داعش».
وتخلص ورشة العمل هذه إلى تحليل يُعدّ شبه توصية، ويقول هذا التحليل: «حتى مع القوة المتوفرة لـ«داعش»، فإن انهيار النظام السوري لا يزال بعيد المنال.
كما اعتبر كتّاب هذا المقال بنسخته الأصلية، أنّه بعد مرور أقلّ من سنة على ورشة العمل، وجدوا أن الحرب في سورية حربٌ طويلة الأمد يبسط فيها النظام سيطرته بسرعة ويستعيد معظم الأراضي ويستمرّ في محاربة مجموعات قتالية متمرّدة مسلّحة مشتّتة وآخذة في الضعف والوهن.
كتب كل من آندرو لايبمان، وبراين نيفيبوروك، وجايسون كيلماير في موقع «www.rand.org»:
السيناريو الثالث: انهيار النظام
في هذه المقاربة، يمارس المتمرّدون الكثير من الضغوط على الجيش السوري في عدد من المواقع، بحيث يصبح هذا الجيش عاجزاً عن تعويض خسارته من تركيبته العلوية، مرهقاً قاعدته التوظيفية الأساسية، ما سيؤدّي إلى انهياره انهياراً ديمغرافياً بطيئاً خلال شهرين أو ثلاثة. وسيساعد في هذا السقوط، الاختراق التكنولوجي الذي ستحققه القوى المتمرّدة، ومثال على ذلك، اقتناء أنظمة الدفاع الجوي المحمولة المتقدّمة، التي ستتفوّق على أجهزة الدفاع الجوية النظامية.
لن يرشح عن انهيار النظام أيّ حكومة ثورية وطنية، بل سيؤدّي ذلك إلى ظهور خليط فوضوي من المعاقل عبر سورية. فسنشهد إسلاماً معتدلاً، قومية علمانية، بعثية حتى الموت، وسلفية جهادية متطرفة منتشرة في جميع أنحاء البلاد، مع استمرار تغيير المعابر الحدودية بين جميع هذه الأطراف، التي ستبقى متناحرة في ما بينها، من دون الحاجة إلى التعاون مع بقايا معارضة الجيش السوري، فـ«داعش» ومن معه لن يتوانى عن تدمير الفصائل المتمرّدة الأخرى.
تقييم
سيكون لهذا السيناريو – وهو الأسوأ بين الأربعة التي عملت عليها ورشة العمل التداعيات السلبية على إيران وحزب الله، بعدما وجد حزب الله نفسه في موقف لا يُحسد عليه في لبنان وسط مجموعة من السنة والمسيحيين وحتى بعض المجموعات الشيعية غير الموالية لحزب الله، والتي قد تهاجم حزب الله ومصالحه في جميع أنحاء البلاد. ومع سعي الحزب إلى الحفاظ على مكانته في لبنان، وانخفاض المصداقية والنفوذ في الخليج الفارسي، ومع إطالة أمد هذا الصراع، فإن الاستخبارات الإيرانية ستحاول السيطرة على الدمار من خلال إقامة علاقات مع المجموعات السنية المتمرّدة غير الجهادية.
سيشكل انهيار النظام نصراً دراماتيكياً لتنظيم «القاعدة» / «داعش» في سورية كما في الشرق الأوسط. وستواجه أوروبا والولايات المتحدة موجة جديدة من الإرهاب الذي قد يستهدف مصالح هذه البلدان فضلاً عن بلدان عربية أخرى مثل مصر والأردن. وهذا النموّ الواسع لـ«داعش» سترتدّ آثاره على الشيعة في العراق وقد حصل هذا مع المالكي وينسحب حالياً على حكومة العبادي في بغداد. ويمكن لهذه الحرب القومية والعابرة للحدود أن تعمّق الشقوق بين المجموعات السلفية وتزيد من الحروب بينهم ما يؤثر على سلامة المدنيين. فقد تحاول «جبهة النصرة» الانخراط في عملية تطهير عرقي تطاول السكان العلويين وبعض الجماعات المتمرّدة المعتدلة. ومن شأن هذا الواقع أن يزيد من الضغط الدولي على الولايات المتحدة وحلف الناتو للتدخل إنسانياً بهدف منع انقراض العلويين.
كذلك، فإن الأمور لن تكون أفضل بكثير على المستوى الإقليمي. فعدد اللاجئين الهائل المتواجد على الحدود مع تركيا والأردن سيزيد من الضغط الكثيف على البنى التحتية في هذه المناطق. في الوقت الذي يُفترض بصنّاع السياسة الأميركية أن يقلقوا لناحية التخلّص من بقايا الترسانة الكيماوية السورية.
وأخيراً، نستطيع تقبّل محاولة الولايات المتحدة، والناتو، وإيران العمل مع «بعض المعتدلين» السوريين الإسلاميين كالجبهة الإسلامية لاحتواء السلفية الجهادية ومنع عناصرها من احتلال المزيد من الأراضي.
السيناريو الرابع: التسوية عبر المفاوضات
يُعدّ هذا السيناريو مثالاً متفائلاً، كي لا نقول أقلّ واقعية. فقد تنجح محادثات جنيف للسلام المتوقفة، في إيجاد حلول للقضايا المتشعبة بعدما فشلت جميع المحاولات من مختلف الجوانب، وقد تعزل هذه الاتفاقية وتهمّش الجماعات السلفية الجهادية وتجبر عائلة الأسد وليس كلّ القادة البعثيين على الخروج من سورية موقّتاً. ثم يمكن لمجلسٍ علمانيّ أن يقود البلاد إلى مرحلة موقّتة إلى أن يحين موعد الانتخابات الجديدة وتشكيل حكومة ديمقراطية.
قد لا يتوقف القتال بين الميليشيات السلفية كـ«جبهة النصرة» و«داعش» وغيرهما من الفصائل المتمرّدة. وقد يتدخل عدد من اللاعبين الإقليميين والدوليين في اللعبة كالولايات المتحدة وإيران والسعودية بهدف قيادة هذا المجلس الانتقالي متعدّد الطوائف، والعمل على السيطرة على سياسة سورية الخارجية وحماية كلّ بلد لمصالحه فيها. فالإدارة الأميركية ستكون بصدد إرسال خبرائها للمساعدة في بناء جيش سوري جديد، وقد يحصل ذلك بالتعاون مع الخبراء الإيرانيين.
تقييم
يشكك معظم المشاركين في أن مستقبلاً كهذا، متوقعٌ حدوثه في السنوات القليلة المقبلة، وإذا ما حصل فسيشكل ضربة لـ«القاعدة» ولـ«داعش» بسبب الجهود المجتمعة المبذولة من حيث المبدأ – من الولايات المتحدة، إيران، الأوروبيين الغربيين، الجيش السوري، والمتمرّدين المعتدلين لاحتوائهم والتخلّص منهم.
سيشكل هذا ضربة موجعة للتنظيمات الإرهابية، لكنه سيحافظ في الوقت عينه على الهدوء على طول الحدود الشرقية لسورية مع العراق. مصالح إيران هنا هي نووية بالمطلق، وستتنافس مع الولايات المتحدة في سباق محموم لوضع اليد على الحكومة العلمانية الجديدة، وقد تستمرّ هذه الحرب «الصامتة» لسنوات بين الفريقين قبل أن تُحسم الأمور لمصلحة أحدهما في نهاية المطاف. سيصارع حزب الله للحفاظ على موقع أساسي في سورية، وسيلقي جميع الفرقاء بظلاله لدعم البلاد في هذه المرحلة الانتقالية العصيبة.
التحدّيات الرئيسية للمجتمع الدولي في ما يتعلق بسورية يكمن في التوزيع العادل للنفط بين مختلف القطاعات الطائفية، وفي مسار إعادة اللاجئين إلى الوطن كي يكونوا في مأمن من القصاص. أما التحدي الأكبر فيتعلّق بأهمية تطوير جيش سوري جديد بغالبية سنيّة وعزيمة قوية لاجتثاث بقايا ملاجئ «القاعدة» / «داعش».
أما الدول الخليجية العربية، فهي ستدعم حكماً هذه التسوية من خلال إيجاد طرق تنتهجها القوى الغربية لإجبار حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً الكويت والسعودية، لاتخاذ إجراءات صارمة للدول المجاورة بهدف إيقاف تدفّق المال لـ«النصرة» و«داعش». ومع ذلك، فإن هذا قد يكون إجراءً صعباً للغاية واحتمالات نجاحه لا تكاد تُذكر.
آراء شاملة حول ورشة العمل
شعر معظم المشاركين أن الحرب الطويلة الأمد هي الصفة الأكثر تلازماً مع الوضع في سورية في كانون الأول 2013، بينما يتركز الزخم على انتصار النظام. فيعتقد المشاركون أن سيناريو انتصار النظام سيكون الأسوأ للولايات المتحدة، لأن «داعش والنصرة» قد قويا نتيجةً للحرب السورية. إن انتصار النظام يزيد من احتمالات احتواء الحركة السلفية الجهادية في مناطق الشام والخليج الفارسي. وفي الوقت عينه، فإن انتصار النظام سيمكّن «القاعدة» و«النصرة» من التوسّع سريعاً ونشر تأثيرهما وسيطرتهما على تلك المناطق وأن تشكلا تهديداً حقيقياً لحكومات تلك البلدان.
أكد المشاركون أن انهيار النظام سيكون السيناريو الأسوأ الذي يهدّد المصالح الأميركية الاستراتيجية في المنطقة. ومع ذلك، فهم قد خلصوا إلى نتيجة مؤدّاها أن انتصار النظام سيكون النتيجة الأفضل. غير أن نتيجةً كهذه قد تكون مكلفة للولايات المتحدة: فإيران ستحقق ربحاً كبيراً في الشام على المدى القصير.
كيف يمكن لمستقبل آخر أن يتبلور؟
إن تركيزنا على انتصار النظام في ورشة العمل هذه، يؤكد مدى ميوعة الوضع السوري. فالتقييمات الأولية اقترحت أن النظام قد يتمكن من هزم المعارضة المتبعثرة. ركز الجيش السوري معظم اهتماماته على الفصائل المتمرّدة غير «الداعشية» خصوصاً في الفترة الأخيرة. لأن «داعش» كان يركز على قتال المجموعات المتمرّدة والجيش العراقي حالياً، محاولين تجنب المواجهة مع الجيش السوري وحلفائها من الميليشيات الأخرى. لكن هذا الواقع سينتهي قريباً بين الجيش السوري و«داعش»، باعتبارهما الأقوى بين جميع الأطراف المتناحرة. وإذا ما استمرّ «داعش» في تحقيق التقدّم عكس ما يتوقعه المحلّلون الغربيون ضدّ القوات الكردية، واستثمار الدروس التي تعلّمها من قتاله الأكراد والجيش العراقي في محاربة الجيش السوري، يعني أن الصراع قد يتحوّل إلى قتال طويل مع النظام. هذا إذا استطاع «داعش» تطوير البنى التحتية اللوجستية والتحضير لحرب طويلة الأمد، يتحدّى فيها الجيش السوري بما لا تستطيعه أيّ من الفصائل المتمرّدة الأخرى.
وحتى مع القوة المتوفرة لـ«داعش»، فإن انهيار النظام لا يزال بعيد المنال. فالتهديد الذي يشكله «داعش» للغرب دعا به إلى دعم وتسليح القوات الكردية في معاركها مع «داعش» على الحدود السورية التركية.
إن جهود القيادة الأميركية ستدعم احتمالات بقاء نظام الأسد. ونعتقد أنّ انهيار النظام سيؤدي إلى تطورات على مستويين: الأول، حيث يُتوقع أن تنهار قوات الأمن النظامية بسبب تعاون الجماعات المسلّحة، واتحادها في ما بينها والتخفيف من عدائيتها تجاه بعضها. وإذا استطاعت هذه الجماعات الاتحاد فعلياً، فهي ستنجح في التنسيق وتوجيه زخم وحشيتها وعدائيتها ضدّ أفراد النظام واختراق صفوف نخبه. وهذا سيحتاج إلى غطاء يتمثل في مجلس قيادة ثوريّ تتمتع بالسلطة والقدرة على توجيه الأوامر لكلّ القوى العسكرية المتمرّدة.
أما في المستوى الثاني، فإن انهيار النظام سيتطلّب تحالف العناصر الموالية للنظام من مسيحيين، دروز، أكراد، الطبقة السنيّة المتحضرة، لمساندة بقاء النظام أو للوقوف موقف حيادي من الحرب على أقلّ تقدير. فانهيار النظام سيحتّم استئصال العلويين من سورية وربما غيرهم من المسيحيين والأكراد. ومثل هذا الاستئصال لقاعدة النظام سينتج خللاً ديمغرافياً كبيراً في الجيش السوري والميليشيات الوطنية لتصبح هشّة أمام هجمات الجماعات المسلّحة المتحالفة.
يبقى سيناريو التسوية عن طريق المفاوضات الأقلّ تفضيلاً بين السيناريوهات الأربعة. فقد لا يتجه إليه المعنيون الا عندما تتيقن القوى الخارجية الداعمة لتسليح المتمرّدين أن الحرب في سورية قد بدأت فعلاً تؤذي مصالحهم وتهدّد بانفلات الشرق الأوسط برمته ووقوعه في وحول المستنقع الطائفي الشيطاني. فعلى القوى الخارجية جميعها بما فيها إيران، حزب الله، روسيا، قطر، الكويت، تركيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والسعودية، أن تقرّر مجتمعة قطع الإمدادات العسكرية والتسليح عن حلفائها من جميع الأطراف المتحاربة فضلاً عن وقف تدفق الأموال للمقاتلين الأجانب. ومثل هذه الإجراءات ستجبر الأطراف المتحاربة في ما عدا «النصرة» و«داعش» على بدء التفكير بالجلوس إلى طاولة المفاوضات باعتبار انها الوسيلة الأمثل لتحقيق أهدافها السياسية داخل سورية.
وفي تطبيق مثل هذا السيناريو، قد تمارس القوى الخارجية تأثيراتها على حلفائها الداخليين والضغط عليهم لإنهاء الحرب وتجنب مخاطر اشتعال منطقة الشرق الأوسط في أتون حرب طائفية ضروس قد تنتشر لتشمل العالم الإسلامي برمّته. أما في ظلّ غياب مثل هذا التأثير الخارجي على الجماعات المسلّحة داخل سورية، فسيكون من الصعب توقع الانتقال من سيناريو «انتصار النظام» إلى سيناريو «التسوية عن طريق المفاوضات».
المشاركون في ورشة العمل يرون أن انهيار النظام سيقوّي وجود التنظيمات الإرهابية وانتشارها، كـ«النصرة» و«داعش»، ويخلق بيئات حاضنة متطرفة مشابهة، قد لوحظ ازدياد وتيرتها منذ انعقاد ورشة العمل هذه في كانون الأول 2013، كونها ستقف في مواجهة الجماعات المسلّحة المتشرذمة والضعيفة وستنجح في إيجاد ملاذ آمن لنفسها، يمكّنها من شنّ هجمات أكثر في المنطقة كما في أوروبا والولايات المتحدة. سيؤدّي انهيار النظام أيضاً إلى تغلغل الجهادية السلفية أكثر فأكثر إلى الدول المجاورة كلبنان والأردن بعدما قويت عزيمتها بسبب انتصارها في العراق. وسيعمل «داعش» حينذاك جاهداً للضغط على الحكومات في تلك البلدان المجاورة وإسقاطها.
غير أن التغييرات الأكثر خطورة في نظرتنا إلى الأحداث ترتكز على مدى سرعة الأحداث وحدّة زخمها. ما يؤكد لنا أن المسار الذي سبق وتحدثنا عنه أعلاه هو الوسيلة الأفضل لتحقيق الثقة المنشودة هناك. فبعد مرور أقلّ من سنة على ورشة العمل تلك، نجد أن الحرب في سورية هي حربٌ طويلة الأمد يبسط فيها النظام سيطرته بسرعة ويستعيد معظم الأراضي ويستمرّ في محاربة مجموعات قتالية متمرّدة مسلّحة مشتتة وآخذة في الضعف والوهن.
المصدر:
«راند»، مؤسّسة لا تبغي الربح، تساعد في تحسين السياسات وجودة صنع القرار من خلال البحث والتحليل.