هانت: لن توقع ماي على اتفاق لا يتوافق مع شكل وجوهر نتيجة الاستفتاء
قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أمس، «إن التوصل إلى اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي أمر محتمل بالنيات الحسنة لكن هناك بعض القضايا العالقة».
وفشل المفاوضون من الجانبين في حل الخلافات خلال محادثات مكثفة في مطلع الأسبوع قبيل قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
وقال هانت للصحافيين لدى وصوله لحضور محادثات وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس، «أعتقد أن الجميع في بريطانيا يجب أن يكون على ثقة في أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي لن توقع اتفاقاً لا يتوافق مع شكل وجوهر نتيجة الاستفتاء».
وأضاف «نحن مقتنعون تماماً أيضاً أن بإمكاننا التوصل إلى اتفاق على هذا الأساس يعمل لصالح الاتحاد الأوروبي وشركائنا وأصدقائنا في أوروبا».
وقالت كارين كنايسل وزيرة خارجية النمسا «إنها تأمل مزيداً من الوضوح بشأن محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في اجتماع زعماء الاتحاد غداً».
وأضافت كنايسل «إن مسألة الحدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية المعلقة مسألة حاسمة فيما يتعلق باتفاق الخروج».
وتابعت «في الوقت الراهن، وحسب ملاحظاتي، كل شيء معلق حتى الغد وآمل أن نشهد مزيداً من الوضوح غداً».
وقال هايكو ماس وزير الخارجية الألماني «إنه يأمل أن يسود المنطق في المحادثات النهائية للتوصل إلى اتفاق».
وأضاف «نحن مستعدون لكل الاحتمالات… لكننا نعتقد أن حتى إذا كان الوقت ضيقاً فمن الممكن التوصل إلى اتفاق بين المفوضية الأوروبية وبريطانيا وسنبذل كل جهد ممكن في الأيام المقبلة».
وتابع ماس «آمل أن يسود المنطق في نهاية الأمر وأن نكون في موقف يسمح لنا مباشرة بإبرام اتفاق».
في السياق نفسه، قال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الوحدوي سامي ويلسون إن «خروج بريطانيا من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق على الأرجح لا مفرّ منه».
وقال ويلسون في مقابلة مع بلفاست نيوز إنه «بالنظر إلى الطريقة التي تصرف بها الاتحاد الأوروبي والزاوية التي حشرت فيها تيريزا ماي، فليس هناك أي اتفاق يمكنني رؤيته في الوقت الحالي والذي سيحظى بأغلبية في مجلس العموم»، وفق ما ذكرت الصحيفة.
وأضاف أنه «إذا لم يتنازل الاتحاد الأوروبي عن موقفه في التفاوض، من المحتمل أن ينتهي بنا الأمر إلى سيناريو بدون صفقة».
وقبل أيام من قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل تحضرها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فشلت محادثات خروج المملكة المتحدة من «اليورو».
وإن كانت الاجتماعات بين مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيين قد شهدت تقدّماً في بعض الملفات، إلا أنّ مشكلة الحدود البرية لإيرلندا مع بريطانيا، ومسألة بقائها في الاتحاد الأوروبي، ما زالتا تُعيقان التوصّل إلى اتفاق نهائي، من المفترض أن يقرّه قادة الاتحاد هذا الأسبوع.
واجتمع الوزير المكلّف بملف خروج بريطانيا من «اليورو» دومينيك راب، مع مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، وكذلك عقد اجتماعات منفردة مع سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد وعددها 27 دولة.
وتوجه راب إلى بروكسل بعد أن اتفق الجانبان على ضرورة عقد محادثات مباشرة لحسم القضايا الرئيسية ومنها ضمان استمرار الحدود بين إقليم إيرلندا الشمالية البريطاني وإيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي بلا قيود.
والجدير ذكره، أن ماي وقعّت في 29 آذار/ مارس عام 2017 الرسالة الرسمية التي ستسلمها لندن إلى بروكسل لإطلاق مفاوضات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وبهذا التوقيع تكون بريطانيا قد أطلقت رسمياً مفاوضات يتوقع أن تستمر عامين لإنهاء عضويتها المستمرة منذ 44 عاماً في الاتحاد.
ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 30 آذار 2019، ولكن يجب قبل هذا التاريخ أن تتوصل لندن وبروكسل إلى اتفاق بحلول القمة الأوروبية المقرّرة في 18 و 19 تشرين الأول الحالي لترتيب شروط «الطلاق»، بحيث تكون أمام البرلمانات الوطنية مهلة كافية للمصادقة على الاتفاق.