إعادة الانتشار شرق سورية
ـ تؤكد المعلومات المتواترة من شرق سورية قيام الوحدات الأميركية والفرنسية بمناقلات في مواقعها وسحب بعضها وتجميع بعضها الآخر، وإذا كان المرجح هو أنّ الأمر يجري تمهيداً لفتح ممرات متفق عليها للقوات التركية للقيام بعمليات تستهدف المجموعات الكردية، فإنّ البعض وضعها في خانة الاستعداد للانسحاب.
ـ في الحالة الأولى العبرة هي للمجموعات الكردية التي وضعت مصيرها بيد الأميركيين وجماعاتهم كي تدرك للمرة الألف أنّ رهانها خارج الدولة الوطنية السورية سيبقى ينقلها من خسارة إلى خسارة، وأنّ ما ستواجهه مع التخلي الغربي عنها، أما العملية التركية التي بشر بها أردوغان وتبدو محور صفقة في التعاملات الأميركية التركية سيكون ثمرة هذا الرهان.
ـ في الحالة الثانية ستكون العبرة مزدوجة للجماعات الكردية وللذين يظنّون أنّ واشنطن ستخوض حرب البقاء في سورية ليكتشفوا أنّ من يفكر بالانسحاب تفادياً للتصادم مع الأتراك ويدرس تسليمهم مناطق سيطرته لن يقاتل عندما يجد في مواجهته قراراً سورياً مدعوماً من حلفاء سورية في روسيا وإيران وقد يكون هذا المخرج الأقلّ كلفة على الأميركيين وترك التفاوض الروسي الإيراني التركي يرسم معادلات ما بعد انسحابهم.
ـ التفكير التركي بالبحث عن مخرج مناسب لأزمتهم في سورية ناتج عن الإصرار السوري ومعه تماسك الحليفين الروسي والإيراني على استحالة التعايش مع تقاسم أمر واقع وخصوصاً بقاء وضع إدلب على حاله ولو ذهب الأتراك شرقاً ليمهّدوا للانسحاب غرباً فسيعاودون الانسحاب من الشرق لذات الأسباب ومحورها أنّ وحدة سورية غير قابلة للمساومة وأنّ الطريق الوحيد المتاح لتركيا هو الإستثمار في الحلّ السايسي وليس في الجغرافيا السورية…
التعليق السياسي